نشر أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية وثائق حول تحقيقات لجنة "أجرانات" التي تم تشكيلها عقب هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر للبحث عن أسباب الهزيمة، وتضمنت الوثائق شهادات قادة الوحدات وبعض الضباط الذين شاركوا في الحرب. وحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم، فإن معظم الشهادات أكدت وجود حالة من الهلع والتخوف الشديد خاصة لدى الجنود الاحتياط الذين تم استدعائهم لخوض الحرب، وأشار عدد من الضباط في شهادتهم أمام اللجنة إلى وجود نقص في التدريبات وبعض المعدات، الأمر الذي تسبب في وجود حالة من السغط وعدم الرضا بين صفوف الجيش. ونقلت الصحيفة شهادة العقيد "أمير رؤوبني" قائد الكتيبة 68 التي كان يتشكل معظم مقاتليها من قوات الاحتياط وتابعه للواء جولاني بالمنطقة الشمالية في هضبة الجولان المحتلة. وأكد "رؤوبني" أن حالة من السخط كانت بين صفوف قوات الاحتياط، وكانوا يطالبون بأن تكون إجازتهم 4 أيام في وقت كان هناك نقص في طواقم العمل بضباط المدفعية أحد ركائز الحرب الأساسية بأي جيش. وأوضح "رؤوبني" بأن سيناريو اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 لم يكن متوقعا بالمرة، مضيفا أنه حتى يوم 6 أكتوبر نفسه كانت التوقعات بأن الحرب ستبدأ في السادسة مساء وليست الثانية ظهرا. وقال "رؤوبني" تفاجأت في الثانية من ظهر يوم السادس أكتوبر من خلال اتصال لاسلكي يعلن عن بدء قصف الطائرات الحربية المصرية لبعض الأهداف الإسرائيلية في سيناء مع مشاهدة للقوات وهي تعبر قناة السويس. وأضاف القائد الإسرائيلي قائلا " لقد صرخ أحد الأفراد من معقله على الجهاز قائلا ،لقد جاؤوا إلينا…سوف يذبحوننا"، بعدها انقطع الاتصال وبدأنا نواجه سيلا عارما لا يمكن وصفه من قوات الدفاع الجوي المصري. ونقلت "يديعوت أحرونوت" شهادة المقدم "أمنون ريشف" قائد الكتيبة 14 التي كانت تعمل بالمنطقة الجنوبية، حيث أكد بأن التوقعات كانت تشير لاندلاع حرب أكتوبر في السادسة مساء، مضيفا أن خسائر الجيش الإسرائيلي في الدبابات كانت أكثر من القوات المصرية، موضحا أن الخسائر كانت أقوى خلال الساعة الخامسة والنصف مساء اليوم الأول.