بعد عام وحيد من غياب المواجهات النارية والمواقع المثيرة التي جذبت عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم بين البرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب جوارديولا في مباريات كلاسيكو لا تنسى حين كان الأول مدربا لريال مدريد والثاني لبرشلونة، ها هي المواجهات النارية بين الرجلين تعود من جديد اليوم ولكن باختلاف الألوان والمنافسات ولكن مع ضمان لإثارة مستمرة. فعندما تشير عقارب الساعة إلى التاسعة إلا ربع بتوقيت القاهرة اليوم الجمعة سيكون العالم على موعد جديد وبين بيب والمو، وذلك على لقب السوبر الأوروبي في إعلان الافتتاح الرسمي للموسم القاري بأوروبا بين العملاق البافاري بايرن ميونيخ حامل لقب دوري أبطال أوروبا والأسد اللندني الأزرق تشيلسي بطل الدوري الأوروبي، بالعاصمة التشيكية براج. وبرغم أن كلا المدربين لم يكون له الفضل في تتويج فريقه باللقب الثمين حيث كان الألماني يوب هاينكس للبايرن المتوج بالثلاثية التاريخية، والإسباني بينيتيز لتشيلسي، إلا أن الحركة المثيرة للمدربين في أوروبا خلال الصيف الجاري وضعت الرجلين مجددا وجها لوجه على لقب قد يبدو شرفيا، إلا أنه في غاية الأهمية لمسيرة الفريقين طوال الموسم. ودائما ما تكون مباريات مورينيو وجوارديولا في قمة الإثارة ويحمل كل منهما ذكريات سعيدة ومريرة تجاه الآخر، فمورينيو نجح مع إنتر في الإطاحة ببرشلونة من دوري الأبطال، وخطف منه السوبر والدوري، في الوقت الذي هيمن جوارديولا في أول مواسم مورينيو مع الريال على الألقاب المضاف إليها الخماسية المذلة في شباك الملوك. أما مواجهات بايرن ميونيخ وتشيلسي فبدورها لا تنقصها الإثارة أيضا، ويكفي متابعة تصريحات لاعبي البايرن طوال الأيام الماضية عن رغبتهم في الثأر من تشيلسي الذي خطف منهم لقب دوري الأبطال من قلب ملعبهم أليانز أرينا، وكأن تتويج الموسم الماضي لم ينسيهم مرارة الهزيمة من دروجبا ورفاقه. تأتي مباراة اليوم وسط ظروف من الممكن وصفها بالمثالية بالنسبة للبلوز، والصعبة نسبيا على البايرن، ولكن الدوافع لدى كليهما تؤكد أنه لن يترك أي منهما شيئا للظروف أو الحجج للعودة لبلاده بدون اللقب. فبداية البايرن الرسمية مع جوارديولا كانت صادمة للجماهير عندما تلاعب به وصيفه الأوروبي والمحلي بوروسيا دورتموند وخطف منه كأس السوبر الألمانية برباعية، ولكن الفريق سرعان ما استعاد عافيته مع انطلاقة الدوري وحقق ثلاثة انتصارات متتالية، إلى أن خسر أول نقطتين بالتعادل مع فرايبورج في منتصف الأسبوع. وإلى جانب النتائج فإن جوارديولا بدأ يشعر بالخطأ الذي اقترفه بالسماح لاسمين بارزين في مغادرة ميونيخ هما لاعب الوسط لويس جوستافو الذي حط الرحال في فولفسبورج والمهاجم ماريو جوميز المستقر حاليا في فيورنتينا الإيطالي، خاصة بعدما تعرض ثنائي محور الارتكاز مارتينيز وألكانتارا للإصابة ما يسبب أزمة حقيقية للبايرن اليوم أمام الوسط التشيلساوي الحديدي. وسيعول البايرن كما هي عادته دائما على قوة وسط الملاعب والانطلاقات الرهيبة للجناحين روبين وريبيري من أجل خلخلة دفاعات تشيلسي الصلبة وهز شباكه. على الجانب الآخر فبداية تشيلسي مع مورينيو كانت ممتازة وحقق الفريق فوزين متتاليين على هال سيتي وأستون فيلا قبل أن يعود من أولد ترافورد بالتعادل مع مانشستر يونايتد، ليؤكد الفريق أنه يسير مع مورينيو في الطريق الصحيح برغم حاجة الأداء للكثير من التحسن، خاصة في الجوانب الهجومية التي غابت فيها الحلول كثيرا عن الأسود. وعزز تشيلسي قبل مباراة اليوم تشكيلته باسمين رائعين جعلا التشكيلة بالفعل مكتملة وأحد أبرز التشكيلات في القارة العجوز حيث ضم البرازيلي "الأمهر" حاليا ويليان من أنجي الروسي وزميله السابق في الفريق والاسم التاريخي للكرة الإفريقية صامويل إيتو، وإن لم يتحدد بعد هل ستشهد مباراة اليوم ظهور أحدهما أو كليهما أم لا. ومن المنتظر أن يبدأ الفريقان المباراة بتشكيلتهما المعتادة وطريقتهما المتقاربة 4-2-3-1، حيث سيعتمد جوارديولا على الحارس مانويل ونوير وقلبي الدفاع بواتينج ودانتي وألابا كظهير أيسر ولا ظهير أيمن، ومحوري الارتكاز شفاينشتايجر وكروس خلف الثلاثي روبين وريبيري ومولر، وأمامهم المهاجم الوحيد ماندزوكيتش. أما تشيلسي فسيبدأ بدون شك بالحارس بيتر تشيك ومن أمامه الرباعي جاري كاهيل وجون تيري وإيفانوفيتش وأشلي كول، ثم الثنائي راميريز ولامبارد في محور الارتكاز ثم الثلاثي أوسكار وهازارد وشورله، وفي المقدمة فرناندو توريس. وتشهد مباراة اليوم حدثا خاصا للنجم الفرنسي بلال ريبيري الذي توج للمرة الأولى في تاريخه بلقب أفضل لاعب في أوروبا في الحفل الذي أقيم بموناكو مساء أمس، ويأمل في أن يثبت اليوم أحقيته بهذا اللقب. تشيلسي بدوره يريد أن يبدد من ذاكرة جماهيره الخسارة المذلة التي تلقاها على اللقب ذاته في الموسم الماضي عندما لقنه أتليتيكو مدريد درسا في فنون كرة القدم وفاز عليه برباعية. كأس السوبر الأوروبي أقيم 37 مرة من قبل ويحمل ميلان رقمه القياسي بالفوز باللقب 5 مرات، فيما فاز به أحد طرفي لقاء اليوم وهو نادي تشيلسي مرة وحيدة كانت عام 1998 أمام ريال مدريد، أما البايرن فيعد هذا اللقب هو أحد الألقاب النادرة التي لم ينالها من قبل، ولم يرصع به خزانته المكتظة بالكؤوس، وهو ما يضع أهمية مضاعفة على اللاعبين لتحقيق إنجاز طال انتظاره، وللتأكيد على رأي الكثيرين الذي يرون في هذا الجيل البافاري أحد أفضل الأجيال في تاريخ النادي العريق.