* البيانوني يرفض “الحوار الوطني” الذي دعا إليه الأسد.. ونواب بالكونجرس يطالبون بشار بالتنحي * إخوان سوريا: الحوار لا يمكن أن يكون في ظل القمع ومحاصرة المدن واعتقال الآلاف عواصم- وكالات: أعلنت مصادر أمنية الأحد مقتل امرأة سورية وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح بينهم جندي لبناني، في إطلاق نار من داخل الأراضي السورية باتجاه معبر البقيعة في شمال لبنان الذي يشهد نزوح مئات السوريين أغلبهم من مدينة تلكلخ حيث قتل فيها السبت أربعة أشخاص على الأقل. وقال مصدر إن “امرأة سورية قتلت وأصيب خمسة أشخاص آخرين، هم أربعة مدنيين وجندي، بجروح“، مشيرا إلى أن كل المصابين كانوا في الجانب اللبناني من المعبر. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن إطلاق النار جاء من أسلحة رشاشة خفيفة وحصل خلال اجتياز عدد من النازحين السوريين سيرا على الأقدام معبر البقيعة، ما تسبب بالإصابات وحصول حالة هلع وذعر في المكان. وسارع النازحون السوريون والمواطنون اللبنانيون الذين كانوا ينتظرونهم إلى الاختباء. واستنفر عناصر الجيش اللبناني، بينما استمر إطلاق النار بتقطع لبعض الوقت. ونزح أمس السبت مئات السوريين، غالبيتهم من بلدة تلكلخ الحدودية ومن النساء والأطفال، إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان عبر معبر البقيعة غير الرسمي. كما وصل إلى لبنان عدد من الجرحى الذين توزعوا على مستشفيات في الشمال، وقد توفي أحدهم متأثرا بجروحه. واستمرت عملية النزوح ليلا هربا من أعمال العنف في سوريا. وقتل السبت ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون بجروح في مدينة تلكلخ في منطقة حمص برصاص قوات الأمن. وعلى صعيد آخر، رفضت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا المشاركة في الحوار الوطني بين السلطة والمعارضة وطالبت بالتغيير، واعتبرت أن النظام فقد شرعيته بعد إطلاقه النار على شعبه. وقال المراقب العام السابق للجماعة علي صدر الدين البيانوني “لا نعتقد أن هناك أي توجه لفتح حوار حقيقي حتى الآن لدى النظام في سوريا، لأن هذا الحوار لا يمكن أن يتم في ظل القمع الوحشي الذي يجري ومحاصرة المدن واطلاق النار على المحتجين والاعتقالات الواسعة للمتظاهرين، والتي تجاوزت الآن 8000 معتقل حسب تقديرت المنظمات الحقوقية“. وأضاف البيانوني “نحن من حيث المبدأ لا نرفض الحوار مع أحد، وما تم الإعلان عنه ليس حواراً ولا توجد له أي أرضية ويجب أن تسبق الحوار إجراءات، لكننا لم نشاهد أياً منها بعد ونرى أن انسحاب الدبابات ووقف إطلاق النار على المتظاهرين وقمعهم لا يحتاج إلى حوار بل إلى موقف من طرف السلطة“. وقال “إن الحوار الوحيد المطلوب والممكن الآن هو كيف ننتقل إلى نظام ديمقراطي، وإذا كان لدى النظام استعداد لإجراء حوار وطني شامل لوضع خارطة طريق للانتقال إلى نظام ديمقراطي فنحن جاهزون“. وأضاف: “نحن نقف مع أبناء شعبنا في ثورته ضد الظلم والطغيان والفساد والاستبداد بعد أن صبر طويلاً على النظام وعلى المعارضة وعلى الإخوان وغيرهم من المعارضة، وكان لا بد أن يتفق للمطالبة بحقوقه وهذا ما حصل، ونحن جزء من هذا الشعب ولا بد أن نقف معه في تظاهراته، والتي نؤكد أنها سلمية ووطنية وبعيدة عن الطائفية والعنف وأي فتنة خارجية“. وسُئل ما إذا كانت جماعة الأخوان المسلمين في سوريا تدعو الآن إلى تغيير النظام، فأجاب “ليست الجماعة، بل الشعب السوري والذي لم يعد يقبل بعد انتفاضته بأقل من الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي، ونحن نؤيد ذلك ونرى أن الحل الوحيد هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي مهما كانت التسمية، تغييراً أم اصلاحاً أم اسقاطاً للنظام، والانتقال بالبلاد إلى نظام ديمقراطي حقيقي وليس من خلال إصلاحات خادعة ونظرية على الورق كما حصل حتى الآن“. وأضاف “نرى أن سوريا تتجه نحو التغيير، وأن والتغيير أصبح حقيقة لا مفر منها، ولا نعتقد أن المتظاهرين الذين دفعوا ثمناً باهظاً لحراكهم الوطني يمكن أن يقبلوا بأقل من العودة إلى نظام ديمقراطي برلماني حقيقي يُعيد للناس حريتهم وكرامتهم، والطريق الذي سلكه المتظاهرون السوريون لا يختلف عن طرق الثورات الأخرى“. جاء ذلك فيما طالب أعضاء من الكونجرس الأمريكى الرئيس باراك أوباما بدعوة الأسد إلى التنحى مؤكدين أنه فقد شرعيته بسبب قمعه العنيف للتظاهرات المناهضة له. وقال أعضاء الكونجرس وهم “جون ماكين” و“ماركو روبيو” وزميلهما المستقل “جو ليبرمان” الذين أعدوا نص قرار يدين الأسد فى بيان مشترك إنه يتوجب على الرئيس أوباما وحلفاء واشنطن حول العالم تأييد تحركات المتظاهرين فى سائر أنحاء سوريا وأنه آن للأسد ولنظامه أن يرحلا. ويلقى مشروع القرار دعما من أعضاء فى مجلس الشيوخ من كلا الحزبين وهو يدعو إلى فرض عقوبات جديدة على دمشق بما فيها عقوبات على الرئيس الأسد شخصيا. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعربت الجمعة عن سخطها لاستمرار القمع الدموى للتظاهرات فى سوريا من جانب نظام الأسد.