* كثيرون ممن اعتقلوا تعرضوا لضرب مبرح والاعتقالات شملت نساء ومراهقين يضافون لآلاف السجناء السياسيين في سوريا * الخارجية الأمريكية: ما يحدث في سوريا إجراءات همجية ترقى لكونها عقاب جماعي لمدنيين أبرياء عواصم- رويترز: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مئات السوريين العاديين اتهموا “بوهن نفسية الأمة” وذلك في إطار حملة بشار الأسد لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات أمس الثلاثاء إلى مئات من الذين اعتقلوا في الأيام القليلة الماضية وبخاصة قبل صلاة يوم الجمعة التي شهدت مظاهرات كبيرة على نحو متزايد للمطالبة بالديمقراطية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سوريا في خرق آخر لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية.” وقالت منظمات حقوقية أخرى إن كثيرا من المحتجين الذكور تعرضوا لضرب مبرح في حملة اعتقالات شملت نساء ومراهقين ومسنين لكنها فشلت في ردع المحتجين عن المطالبة بالإصلاحات. ويوجد في سوريا بالفعل آلاف السجناء السياسيين. واشتدت الحملة بعد أن قصفت وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر شقيق الأسد الأسبوع الماضي الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة لإخضاعها. ويواصل الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية والذي تحكم أسرته سوريا ذات الأغلبية السنية منذ 41 عاما حملة عنيفة لقمع احتجاجات اندلعت منذ ستة أسابيع بدأت بالمطالبة بمزيد من الحريات وإنهاء الفساد وتسعى الآن للإطاحة به. وتقول منظمات حقوقية إن 560 مدنيا على الأقل قتلوا بأيدي قوات الأمن منذ تفجر الاضطرابات في 18 من مارس. وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن انزعاجها من التقارير الخاصة بالعملية العسكرية السورية في درعا والتي تشمل استخدام الدبابات والاعتقالات التعسفية للشبان وقطع الكهرباء والاتصالات ووصفت هذه الأعمال بأنها “إجراءات همجية.” وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين “إنها بصراحة شديدة إجراءات همجية ترقى إلى كونها عقابا جماعيا لمدنيين أبرياء.” ووصف تونر الوضع الإنساني في درعا بأنه “خطير للغاية”. وقال سكان في ضواحي دمشق، حيث تم اعتقال الكثيرين، إن حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الأسبوع في مناطق حول العاصمة. وقال أحد السكان إنه شهد قوات أمن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من أكياس الرمال ومدفع رشاش على طريق بالقرب من كفار بطنا يوم الثلاثاء. وقال مسؤول عربي إن الحملة الأمنية تهدف فيما يبدو إلى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع مع أن قوات الأمن منعت الآلاف من الوصول إلى المساجد يوم الجمعة الماضية. وقال المسؤول لرويترز “إنهم يقيمون حواجز الطرق في كل مكان لمنع التحرك. والجمعة ستكون اختبارا آخر. وقد قرر الأسد استخدام العنف ولم يتعلم من الثورتين التونسية والمصرية.”