نفت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق أمس الأحد فكرة نقل الرسمي الوحيد للكرسي الرسولي الأنطاكي من دمشق إلى مكان آخر، مؤكدة أن البطريركية مصممة على بقائها في دمشق. ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن بيان صادر البطريركية قوله "إنه لا توجد فكرة لنقل المقر الرسمي الوحيد للكرسي الرسولي الأنطاكي من دمشق إلى أي مكان آخر"، الأمر الذي يرفضه البطريرك "مار أغناطيوس زكا الأول عيواص" والمجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكذلك السريان في العالم. وذكرت البطريركية، في بيانها، أن الإصرار على بقاء الكرسي الرسولي في دمشق يأتي نتيجة وعي السريان بخطورة نقله إلى أي مكان آخر، والذي قد يؤدي لفقدان الكنيسة السريانية حقوقها الشرعية والقانونية، فضلاً عن الذوبان في بوتقة المجتمعات والقوميات الأخرى وبالتالي انقراض السريان والكنيسة السيريانية والتراث السرياني تباعًا. واستنكرت البطريركية السريانية عملية اختطاف المطرانين الجليلين يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب، مؤكدة رفضها الاعتداء على الرموز الدينية المسيحية والإسلامية، وأن قضيتها قضية المسيحيين في الشرق الأوسط والعالم باتت قضية رأي عام وسيحاسب التاريخ والضمير الإنساني كل من له يد بهذه القضية، وأنها تنتظر الرد المقنع من الشخصيات المتهمة مؤخرًا بعملية الاختطاف. وكانت وكالة "سانا" أكدت أن مسلحين اختطفوا في ابريل الماضي المطران "يوحنا إبراهيم"، رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب وتوابعها، والمطران "بولس يازجي"، رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها بريف حلب، شمال سوريا، موضحة أن "إرهابيين" اعترضوا سيارة المطرانين في قرية "كفر داعل" وقاموا بإنزال السائق من السيارة وخطف المطرانين مع السيارة إلى جهة مجهولة. وتفيد التقارير بأن المسيحيين يمثلون ما نسبته نحو عشرة في المائة من سكان سوريا، ولم ينضم أي منهم للثورة ضد نظام بشار الأسد حتى الآن، كما أبدوا قلقهم من وجود مليشيات إسلامية ضمن صفوف المعارضة. وشهدت عدد من المدن السورية حوادث اغتيال وحالات اختطاف وقتل عدد من رجال الدين المسلمين البارزين خلال الثورة السورية، إلا أن المطرانين قد يعتبرا أعلى شخصيتين من رجال الدين المسيحي يتم خطفهما في الصراع الدموي الذي دخل عامه الثالث.