قالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية اليوم، إنه كان من المقرر إرسال 4 طائرات مقاتلة من طراز "اف 16" إلى مصر أمس الثلاثاء، كجزء من حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية المقدرة بأكثر من 1 مليون دولار سنويًّا، ولكن تم تأخير الشحنة، حيث يبدو أن المسألة سياسية. وأشارت إلى أن لو كانت إدارة "أوباما" قادرة على إرسال هذه الطائرات، لكانت ستمثل أول مساعدة عسكرية معروفة لمصر منذ احتجاج ملايين المصريين على حكم "محمد مرسي" مما أدى إلى إطاحة الجيش به من السلطة. وقال مصدر في القاعدة البحرية الجوية في فورت ورث بتكساس، حيث كان من المقرر إرسال الطائرات: "إن الشحنة تم تأجيلها لمدة 24 ساعة على الأقل لأسباب سياسية". وفي المقابل، أوضح مسئولون في الخارجية الأمريكية لموقع فوكس نيوز على الإنترنت بشأن التأجيل غير المتوقع، أنهم "يراجعون التزماتهم ويتشاورون مع الكونجرس بشأن المضي قدما"، ويلفت هذا التصريح إلى مدى قانونية إرسال الطائرات لمصر التي أصبحت محل شك بسبب القانون الذي يمنع الرئيس من إرسال مساعدات عسكرية أمريكية لأي حكومة جاءت إلى السلطة بانقلاب. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه من المحتمل أن تجنبت إدارة "أوباما" حتى الآن استخدام كلمة انقلاب عسكري لوصف الإطاحة ب"مرسي"، بل إن المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني" دافع عن استمرار المساعدات العسكرسة لمصر وقال في العاشر من يوليو: "لا نعتقد أنه من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تجري تعديلات فورية على برامج المساعدات". وذكرت أن النهج أثار انتقاد البعض مثل السيناتور الجمهوري "راند بول" الذي اعتبر أن رفض "أوباما" وصف ما حدث في مصر بالانقلاب واستمرار تدفق المساعدات للقاهرة يعنى تجاهله للقانون، وقدم "بول" مشروع قانون لوقف شحنات المساعدة لمصر على اعتبار أن ما حدث فيها انقلاب، لكن من غير المرجح أن يتم تمريره. وأضافت الشبكة أنه على الرغم من أن "مرسي" كانت منتخبًا ديمقراطيًّا، إلَّا أنه قام بمحاولات غير ناجحة للاستحواذ على سلطات ديكتاتورية، وأيضًا دفع بدستور جديد، موضحة أنه أثناء وجود "مرسي" في السلطة قدمت الولاياتالمتحدة 12 طائرة مقاتلة من طراز إف 16 للجيش المصري، وتعرضت لانتقادات لدعمها لحكومة "مرسي"، إلَّا أن إطاحة الجيش بالأخير تضع الشحنات الجديدة في إطار مختلف، كما يقول بعض خبراء الأمن الأمريكيون، وتسلط الضوء على أهمية أن يكون لأمريكا تأثير على الجيش. ويقول "طوني أنتوني كورديسمان" الذي عمل مستشارا لوزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، والخبير الحالي بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية": لو أردات أمريكا أن يكون لها نفوذ ممكن على الجيش، والمضي قدما نحو دستور حقيقي، فإن أفضل شيء يمكن أن تفعله أمريكا أن تواصل تسليم الأسلحة". وأوضحت "فوكس نيوز" أن مسئولين بالخارجية الأميكية دافعوا في إبريل الماضي عن المساعدات، ملمحين إلى الاختلاف بين "مرسي" والجيش، وقال أحدهم: إن المساعدات مهمة للعلاقات المصرية الإسرائيلية وأساسية لدعم اتفاقية السلام في الحكومة المصرية. وأشارت إلى أن البعض وجد تقديم المنح للجيش فكرة سيئة، فيقول "مالو إنسونت" خبير السياسة الخارجية بمعهد كاتو:" إن قطع المساعدات ربما يبعث بإشارة إيجابية بأن الولاياتالمتحدة لن تتسامح مع الانقلابات العسكرية، ويجب أن يتم وقف المساعدات العسكرية تدريجيا على الأقل".