"إن سقوط الرئيس المصري محمد مرسي كان بمثابة ضربة قوية لرئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم".. هكذا ذكرت صحيفة "سلات فرانس" الفرنسية، اليوم الأحد، في مقال مطول لها. وأوضحت الصحيفة أنه بعد قشل الدبلوماسية التركية تجاه القضية السورية بدأت توجه أنظارها تجاه القاهرة بأن تصبح نقطة ارتكاز الانتشار التركي في الشرق الأوسط؛ خاصة وأن حلفائهم الإخوان المسلمين هم من يتولون الحكم، والذين يرون في "النموذج التركي" مثالاً أعلى لهم. وأضافت الصحيفة أن سقوط الإخوان كانت بمثابة صفعة "مهينة" لأردوغان الذي كان يعتقد أنه مثلاً يحتذى به في بلاد النيل. وقالت الصحيفة إن قيام الجيش بتنفيذ هذه الثورة بالتعاون مع الشعب أيقظ ذكريات سيئة لدى أردوغان الذي يخشى من حدوث نفس هذه المقاربة في بلاده، ومن ثم الإطاحة بحكمه خاصة بالتزامن مع التظاهرات العنيفة التي تهز تركيا وأثرت بالسلب على صورة أردوغان، الذي تعامل بعنف مع المتظاهرين، بالإضافة الصورة السلبية للنموذج التركي. وتضيف الصحيفة "بعد ذلك لا نعجب من قيام أردوغان بقطع أجازته بعد إعلان الجيش المصري إقالة مرسي، وعقد مؤتمر عاجل في اسطنبول حضره رئيس المخابرات التركية". وأضافت "سلات فرانس" أن هناك أشياءً يعلمها الشعب التركي جيدًا، وهو الدور السياسي الذي يحاول الجيش التركي أن يلعبه، مشيرة إلى أن الجيش قام بخمس انقلابات عسكرية بدأ من 1960 وحتى المحاولة التي لم تنجح في عام 2007. ولفتت الصحيفة أن الجيش التركي قام بانقلاب عسكري في عام 1997 ضد رئيس الوزراء الإسلامي في هذه الفترة وهو "نجم الدين أربكان"، الذي أدى إلى إقالته من الحكم وفك حزبه، وإجراء انتخابات جديدة في 2002 فاز خلالها أردوغان الموالي للنموذج الأوروبي خلال هذه الفترة. وتابعت "سلات فرانس" أنه في 27 أبريل 2007 قام الجيش التركي بمحاولة أخرى للانقلاب على أردوغان، حينما نشر الجيش بيانًا على الموقع الرسمي له بأنه الحامي للمؤسسات وعلمانية البلاد. كما قام الجيش بالدعوة للتظاهرات تعم البلاد وشارك فيها من أجل إجراء انتخابات مبكرة، غير أن هذه المحاولة جاءت بنتيجة عكسية، فقد فاز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في يوليو من العام نفسه بنسبة 46,7% من أصوات الناخبين. وأشارت الصحيفة أن قلق الحكومة التركية الحالية ينبع من خشيتها من انتقال النموذج المصري إلى بلادها، فهي لا تخشى على مستقبل مصر، بقدر خشيتها من أن ما حدث في مصر يوقظ ذكريات الجيش التركي الذي اعتقل غالبية قادته وأودعوا في السجون منذ عام 2008، بالإضافة إلى القوانين التي أصدرها أردوغان تحد من دور الجيش في الحياة السياسية.