"في كل حرب أهلية هناك لحظة قبل انهيار كل شيء، عندما يكون هناك فرصة لمنع الانحدار الكامل إلى الهاوية، مصر الآن في تلك اللحظة"، هكذا وصف "توماس فريدمان" في مقاله بصحيفة " نيويورك تايمز" اليوم الوضع الحالي في مصر. وقال "فريدمان" إن شهر رمضان الكريم يبدأ هذا الأسبوع، من الوقت الذي يتجمع فيه الأصدقاء والأسرة معًا أن يوفر لحظة لجميع الجهات الفاعلة في مصر للتفكير في مد سوء تصرفهم – كلا الطرفين – واختيار المسار المعقول للمضي قدمًا وهو المصالحة الوطنية. وأشار الكاتب إلى فترة دراسته في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام سبعينيات القرن الماضي، وكان زائر منتظم لمصر في ذلك الحين، وقال إنه لم ير هذا الكم من الكراهية الذي أصاب مصر في الأشهر الأخيرة. وقال الكاتب إنه رأى نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين يلقون معارض شاب من أعلى سطح. وتساءل الكاتب هل يمكن لمصر أن تقف كدولة موحدة وتمضي قدمًا أم سيتم تمزيقها إربًا من قبل شعبها مثل سوريا، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من مصر الآن في الشرق الأوسط، لأنه عندما يكون استقرار مصر الحديثة على المحك، فاستقرار المنطقة برمتها على المحك. وأضاف أنه يقدر غضب المصريين غير الإسلاميين، العلمانيين والليبراليين من "محمد مرسي"، فهو لم يكن يصبح رئيسًا للبلاد بدون أصواتهم، ولكن بمجرد توليه المنصب، بدلاً من أن يلم الشمل كان يبحث عن نزيد من السلطة في كل منعطف، مع حالة الفوضى في الاقتصاد المصري. وقال إنه يقدر أيضًا نفاذ صبر العديد من المصريين من "مرسي"، ولكن في الانتقال الطويل للديمقراطية في العالم العربي، تم فقدان شيئًا ثمينًا عندما أطاح الجيش ب"مرسي"، فذلك يعطي للإخوان عذرًا كبيرًا بعدم التفكير في أخطائهم والتغيير، والذي يعتبر مكون رئيسي لبناء مركز سياسي مستقر. إلا أنه يرى ضرورة على المصريين غير الإسلاميين والعلمانيين واليبراليين أن يعملوا معًا أيضًا، فالمعارضة المصرية كانت عظيمة في الحشد للمظاهرات، ولكنها غير قادرة على الالتفاف حول جدول أعمال موحد، بينما كان الإخوان المسلمين ناجحين في الفوز بالانتخابات، ولكنهم غير قادرين على الحكم. وقال إنه يوجد الآن طريق واحد فقط لمصر لتجنب الهاوية، يجب على الجيش – السلطة الوحيدة فى مصر الآن – أن يوضح أن إطاحته ب"مرسي" كانت بغرض إعادة التعيين وليس الانتقام، وبهدف البدء في التحول للديمقراطية وليس بغرض القضاء على جماعة الإخوان المسلمين سياسيًا.