"النظافة من الايمان " هكذا قال الدين وحجة الاخوان ،ولكن الواقع دائما أغرب من والخيال ،وبعد أن كانت القمامة وتخليص الشعب المصرى من كابوسها أحد أهم الوعود الخمس فى برنامج الرئاسة للمائة يوم الأولى من حكم الرئيس مرسى مع الخبز والوقود والأمن والمرور، وبعد أن رفعت حملات الحرية والعدالة تحت شعار "معا من أجل وطن نظيف "،وهتفت الحملات الإعلانية " من جيوب دافعى المواطن المصرى الذى لم يرى أى تحسن - فى التليفزيون، ولكن دون أن يرى هذا المواطن خطوات فعالة وواقعية على الأرض، تقوم بإزالة أكوام القمامة التى أصبحت أعلى فى ارتفاعها من عربات النقل . وبما أن الرئيس مرسى اعترف أنه يقدم للشعب المصرى كشف حساب عن عام مضى من حكمه ، يضم فيه انجازاته واخفاقاته والتحديات التى واجهته ،أردات "البديل" أن تذكره بأولى هذه الوعود الخمس الذى حلم المصريين فى تحققها فى المائة يوم الأولى من عهده ،وكان أبسطها القضاء على القمامة ، ومن ثم قامت "البديل" بجولة فى احدى أحياء القاهرة الكبرى لتتفقد الأوضاع ، ومدى الاهتمام بتنظيف المنطقة من عدمه ،ورصدنا مخالفات لم تقتصر على أزمة القمامة فقط ، بل أزمات تتعلق بغياب تام للمجالس المحلية ودور الأحياء . الفوضى العارمة عنوان الشوارع "الفوضى العارمة "هو عنوان أول مشهد يمكنك أن تراه منذ أن تطأ قدامك محطة مترو شبرا الخيمة ، فمفروشات الباعة الجائلين تلاحقك فى كل مكان ،بدءا من سلالم المترو مروا بالشارع الصغير الواصل بموقف أتوبيسات المؤسسة وشوارع الأحياء الأخرى ،فكل شىء يباع من أحذية وفاكهه وملابس ومشروبات وأطعمة . وتقول أسماء على – طالبة – أنها تتمكن من العبور بصعوبة من وسط الباعة الجائلين ، وتتعرض لمضايقات جمه يوميا تبدأ من المعاكسات والتحرش بها من خلال المشاة نظرا لضيق المساحة المخصصة للمارة . وتطالب أسماء "حى شبرا الخيمة" بإزالة هذه الاشغالات من الطريق ، وتوفير أماكن بديلة لهؤلاء الباعة ،فلا يصلح طردهم و"قطع أكل عيشهم " حتى لا يلجأوا للسرقة ، بل يجب أن توفر الحكومة لهم قطعة أرض داخل شبرا الخيمة تكون أشبه بسوق مجمع لمنتجاتهم المختلفة بأجور بسيطة . أكوام القمامة تلاحق المواطنين أما المشهد الثانى ، الادخنة السوادء التى تنبعث على مسافات متباعدة من بعضها ، ويكون مصدر حريق فى كوم للقمامة المتكدس ،وتقول "أم يوسف" أنها تعيش فى منطقة المناشى بحى شبرا الخيمة منذ أكثر من عشر سنوات ، وكان هناك متابعة لعملية إزالة القمامة ، وعامل النظافة يتوجه للمنازل باستمرا مرتين أسبوعيا ، ولكن بعد الثورة وبعد غياب الحى عن دوره ، لم يعد يأتى ،ومن ثم تضطر الأهالى إلى القاء القمامة فوق المقالب الموجودة بمنتصف الطريق بالشوارع الرئيسية والفرعية . ويشتكى حمادة زين – بقال- من إهمال الحكومة لملف النظافة ، ويتسأل عن وعد الرئيس محمد مرسى ، وأنه أكد أن المائة يوم الأولى سيحل بها أزمات خمس منها أزمة "القمامة "،مشيرا إلى أن هذه الأكوام التى تتصدر أمام "البقالة" الذى يمثل أكل عيشى ،تنفر الزبائن من الشراء من المحل ، مؤكدا أن الأهالى ليس لديها مكان بديل لتتخلص من القمامة ، وبالرغم أن هناك لوادر تأتى فى الصباح إلا أنها تقوم بتجميعها فى مكان واحد ،وأحيانا تقوم بازالتها وأحيانا أخرى لاتفعل ذلك . وأكدت منه على سيد – موظف – أن حى شبرا الخيمة يعانى من إهمال شديد فى جميع الخدمات، وأبرزها القمامة التى تمتلأ بها الشوارع دون مجيب ، ومع ذلك ندفع قيمة إزالة القمامة مضافة على فاتورة الكهرباء، فضلا عن الفاتورة المرتفعة التى ندفعها برغم تكرار انقطاع النور فى الحى . وأكدت أم محمد -من سكان المنطقة - أن منزلها يطل على أحد هذه الأكوام ،وتتعرض لأمراض صحية خطيرة هى وأبنائها ، خاصة أنها تقطن الطابق السفلى ، والتى تبدأ من الحشرات والذباب الذى يدخل شقتها من الشبابيك ، وقالت أن طفلها سامى -10 سنوات – اصيب بحساسية صدرية نظرا لأدخنة حرق القمامة المشتعلة ليل نهار . و إستنكرت أم محمد هذا الإهمال ، وطالبت مرسى أن يفى بأبسط وعوده ،التى لم يحققها حتى الأن ،مشيرة أنها انتخبته بناء على هذه الوعود التى لم ترى منها شيئا حتى الأن . وكشف مراد علام – موظف بالصحة – أنه يعيش فى المنطقة منذ عشرين عاما ،ولم يصبح الأمر سيئا إلا بعد قيام الثورة ،وضعف الحكومات المتتالية حتى التى عينت بعد أول رئيس منتخب، متهما أياها بأنها لم تمتلك أى رؤية حقيقية لحل مشكلات الشارع المصرى ، مضيفا أن فساد المحليات، وعدم تطهير حكومة مابعد الثورة هو السبب فى جميع الأزمات ،مشيرا إلى أن المتعهد لجمع القمامة من المنطقة والتى يتعاقد معه الحى يجب أن يحصل على 30 الف جنية ، بينما فى الواقع يحصل المجلس المحلى وموظفى الحى 25 ألف جنية ، يقومون بتوزيعها على أنفسهم، واهدار مال الدولة ، بينما يحصل المتعهد على 5 ألاف جنية فقط ، ومن ثم لا يباشر المتعهد واجبه من تغطية المنطقة على أكمل وجه . سيارات الموت و"سكة اللى يروح ميرجعش" "سيارات الموت وسكة اللى يروح ميرجعش" المشهد الثالث المنتشر بكثرة فى شوراع شبرا الخيمة ، فلا يوجد أى مواصلات عامة ، حيث يعتمد الأهالى فى تنقلاتهم على الميكروباصات المتهالكة والتوك توك ،وتقول علياء سيد – موظفة 27 عاما – "أخشى كثيرا من أن استقل هذه الميكروباصات التى لاتحمل أى لوحة معدنية، فضلا عن الحالة السيئة للسيارة نفسها ،فابوابها متهالكة ومقاعدها مهترئة ، أما السائقين فأغلبهم يتناولون المخدرات ،ويقودوا الميكروباصات بطريقة همجية تتسبب فى وقوع الحوادث . ،بالاضافة إلى فئة صغار السن التى تقود التوك توك ، بالاضافة فبعد الثورة والفوضى الامنية وغياب رقابة المرور ،انتشرت أعداد لا حصر لها من التوك توك بدون أى رقابة ، ولم يتحقق وعود مرسى سواء بفرض السيطرة الأمنية وحل مشكلة المرور ، فكلاهما لا نشعر كأهالى حى شبرا الخيمة بتحقيق أى انجاز . السولار يباع فى الشوارع :على عينك ياتاجر أما عن أزمة الوقود والبنزين ، فالسوق السوداء موجودة ، وتعمل على أعلى مستوى وبمصطلح العامة "على عينك ياتاجر" تملآ الشوراع الرئيسية بالحى ، ويفترش أصحابها جنبات الطريق ، ويبقى السؤال أىن مباحث التموين وحملاتها التى تقوم بالتفتيش والرقابة والمتابعة من هذا المشهد العلنى الذى يقع فى وضح النهار، وبمحاولة تصويرها والحديث مع أصحابها تعرضت كاميرا البديل للهجوم عليها لمنعها من الحصول على أى صورة تسجل عملية البيع ،ولكن بعد استقلال توك توك والتصوير من خلاله ،سالنا سائقه – الذى طلب عدم ذكر اسمه "لماذا يتم بيع السولار فى السوق السوداء ،قال "روحوا اسالوا الحكومة والرئيس اللى بيسافر كل يوم من بلد لبلد بطيران وتكاليف على حساب الشعب ، ولا يقوم بحل مشكلاته الأساسية من سولار وكهرباء ومياة ، ومن ثم فمن حق كل مواطن أن ينزل يوم 30 يوينو حتى يقول له أنه كذب على شعبه ولم يفى بوعوده . والمشهد الأكثر شيوعا بشوارع "شبرا الخيمة "هو تلك المساحات من الأراضى على جابنى الطريق ، والتى تمثل جزء مما يسمى "حرم الطريق"، والتى قام المواطنين باستغلالها وتحويلها إلى شوادر لبيع البطيخ والفاكهة ،فضلا عن تحويلها إلى "كافيتريات "و"جراجات "،ويقول "سليمان محفوظ "أن أصحاب هذه الكافيرتيات قاموا بوضع أيديهم بشكل غير قانونى على هذه الأراضى ، مما تسبب ضيق فى عرض الشارع ، فضلا عن توصيلهم للكهرباء من أعمدة إنارة الدولة . أما عن المضايقات التى تتسبب فيها على مستوى التعامل مع المواطنين ، تتمثل فى المضايقات للسيدات من قبل زبائن الكافيتريات من معاكسات وتحرش ، بالإضافة إلى المشاجرات المتكررة على المقاهى وبيع المخدرات وتداولها بين البلطجية فى غياب أمنى سافر . وبعد استعراض أزمة حى شبرا الخيمة كعينة لباقى مناطق تشبها كثيرا من أحياء مصر الفقيرة بالخدمات والإهتمام ، يبقى السؤال أين وعودك ياريس وعام يمضى على حكمك ؟؟