قال "وضاح خنفر"، المدير العام السابق لقناة الجزيرة، إن المعارضة المصرية تحاول تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية فى مصر برفضهم نتائج انتخابات حرة، ومحاولتهم على مدار العام الماضى لحظر الرئيس والإسلاميين. وقال "خنفر" فى مقالة له اليوم بصحيفة "الجارديان" البريطانية إن المظاهرات الحاشدة التى دعت لها المعارضة ضد "مرسى" وجماعة الإخوان المسلمين يوم 30 يونيو – رغم أنها حق سياسى فى ظل نظام ديمقراطى – إلا أنها قد تؤدى إلى انقلاب ضد العملية الديمقراطية وإغراق مصر فى دوامة من العنف والفوضى. وأشار "خنفر" إلى أن المعارضة ارتكبت خطئين جسيمين محظورين سياسيا، الأول هو أن المعارضة فى طلبها باستقالة مرسى تحالفت مع بقايا النظام السابق وأجهزة الأمن المنحلة، وأن البرادعى قال فى مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية الأسبوع الماضى إن كلمة فلول أصبحت شيئا من الماضى، وينبغى احتضان أولئك الذين لم يرتكبوا جرائم من النظام السابق. وأضاف خنفر أن"البرادعى" أكد هذا الموقف فى محطة تليفزيونية مصرية عندما قال إن الذين يعارضون التحالف مع فلول النظام السابق بأنهم "مراهقين سياسيين ذو تفكير ضيق"، وأن هذه التصريحات تتزامن مع الأحكام القضائية التى برأت عددا كبيرا من شخصيات النظام السابق، وقال "خنفر" إن الفعل المحظور الثانى هو طلب شخصيات من المعارضة تدخل الجيش وإسقاط الرئيس المنتخب. وأشار إلى أنه إذا كان لدى مرسى إنجاز ديمقراطى حقيقى فى رصيده، فهو إبعاد الجيش عن السياسة وإقالة عدد من أعضاء المجلس العسكرى السابق، كما أقنع القيادة العسكرية الجديدة بعدم التدخل فى العملية الانتقالية. واشار الكاتب إلى تصريح الفريق "عبدالفتاح السيسي" الشهر الماضى للأحزاب السياسية بالتوقف عن طلب تدخل الجيش، وقوله إن صندوق الاقتراع هو الوسيلة الوحيدة للتغيير، ومع ذلك، لا يزال البعض يأمل فى تدخل الجيش، خاصة إذا انلعت أعمال العنف فى مظاهرات الأحد المقبل، ويرى الكاتب أن هناك مخاوف من أن يقوم عناصر أمنية مرتبطة بالنظام السابق بأنها ربما تثير أعمال عنف والهجوم على المنشآت الحكومية لإجبار الجيش على السيطرة. كما يرى الكاتب أن الإسلاميين يريدون إظهار أنهم لا يزالون أصحاب التأثير الأكبر فى الشارع، وأنه إذا لجأت المعارضة إلى المظاهرات فإن الكفة ستميل لصالح الإسلاميين، مشيرا إلى مظاهرات الجمعة الماضية. وأضاف أن زعماء المعارضة الذين يطلقون على أنفسهم ليبراليين ويساريين يمثلون نخبة سياسية ليس لها وجود فى الشارع، وأن صناديق الاقتراع أكدت ذلك مرارا وتكرارا.