قالت صحيفة السفير اللبنانية أن الخارجية الأمريكية رفضت تحديد جدول زمني لعقد مؤتمر جنيف2، واكتفى مساعد المتحدث باسمها "باتريك فنتريل" بالقول إن المؤتمر سينعقد عندما يكون ذلك ممكنا وفي أسرع وقت، مضيفا "من الواضح أن الوضع على الأرض واستمرار النظام السوري في تجنب أي مشاورات يشكلان عقبة حقيقية، لسنا متفقين على كل شيء، لكن الولاياتالمتحدة وروسيا متوافقتان على أن المخرج الوحيد لإنهاء هذا النزاع يتمثل في حل سياسي". وأضافت الصحيفة أن الأمريكيين عللوا رفضهم تحديد أي موعد لعقد مؤتمر "جنيف 2"، بضرورة التقدم في التحقيق باستخدام الكيميائي وتدخل حزب الله في سوريا والعمليات التي قام بها في القصير، واتضاح موقف النظام السوري الذي يرفض أجندة جنيف القاضية، كما يرون، بنقل السلطة، ووقف تصعيد عملياته خصوصا في حلب التي ستحول جنيف إلى طاولة استسلام وهزيمة للمعارضة. وبحسب دبلوماسي غربي، فقد رد الروس على الاعتراضات الأمريكية، بالتذكير بأن قضية الكيميائي واهية، ولا تقوم على أسس مادية، وقال الدبلوماسي الروسي للأمريكيين إن حزب الله احترم قوانين الحرب في القصير، ولم يرتكب أي جرائم. وبذلك أعاد الأمريكيون في جنيف التفاهمات مع الروس إلى النقطة الصفر، بعد اقتراح تشكيل الوفد المعارض تحت مظلة "الائتلاف الوطني السوري" دون غيره من قوى المعارضة مع تمثيل عسكري برئاسة اللواء "سليم إدريس"، وهو ما رفضه الروس في التفاهم الأول، كما رفض الأمريكيون تحديد موعد للمؤتمر قبل بحث إعادة ميزان القوى، بين النظام والمعارضة إلى ما قبل القصير، أو ربما قبل تفعيل عمليات التسليح السعودية والقطرية. وذكرت الصحيفة أن تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير "سعود الفيصل" عكست هذا المناخ، خلال مؤتمر صحفي مع "كيري" في جدة، حيث قال الوزير السعودي إن الرياض لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في سوريا، معتبرا أن سوريا محتلة، وأن حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين، مكررا مطالبته بتسليح المعارضة السورية لإعادة التوازن على الأرض، بينما اعتبر "كيري" أن مؤتمر "جنيف 2" أفضل فرصة لحل الأزمة السورية. وفى نفس السياق، أعلنت الأممالمتحدة، في بيان أثر محادثات عُقدت في جنيف بين دبلوماسيين أمريكيين وروس والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أن "المحادثات كانت بناءة وتركزت على سبل ضمان عقد مؤتمر جنيف حول سوريا بأفضل فرص نجاح"، مشيرا إلى أن "مشاورات أخرى بين الأممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة ستجري "بعد لقاء لافروف وكيري" بشأن تاريخ المؤتمر ولاستكمال لائحة المشاركين". وخرج الوفدان الأمريكي والروسي من الجولة الأولى دون تحديد موعد تدعو فيه الأممالمتحدة المتقاتلين السوريين إلى طاولة تنصب يوما ما في جنيف، والأرجح أن الجولة المسائية، التي تخللها عشاء عمل، لم تغير شيئا في مسار المفاوضات المعقد والصعب بين نائبي وزير الخارجية الروسي "غينادي غاتيلوف" و"ميخائيل بوغدانوف"، والأمريكيتين نائبة وزير الخارجية "اليزابيت جونز" ومساعدته لشئون الشرق الأوسط "ويندي شيرمان". وبحسب مصادر دبلوماسية، فإنه لم يُتح أصلا للمجتمعين الوصول إلى بند البحث بجدول أعمال المؤتمر المفترض في جنيف، أو النظر في تنظيم مبادئ جنيف من نقل الصلاحيات الرئاسية أو تشكيل الحكومة الانتقالية. وكان السفير الأمريكي لدى سوريا "روبرت فورد" قد بدأ الاجتماع بطرح قضية تشكيل الوفود، التي قال إن الولاياتالمتحدة تريد إعادة مناقشتها، وإنها لم تحسم في اللقاء الماضي "5 يونيو الحالي"، مجيبا بذلك على اعتراض "بوغدانوف". وقال "فورد" للروس "نحن لا نريد وفودا متعددة للمعارضة، وإنما نريد وفدا من الائتلاف يضم عسكريين، وأن الائتلاف يضمن وجود وفد منسجم وقوي، وأضاف أن المعارضة السورية غير جاهزة حتى الآن، لكنه تحدث باسمها، ووعد بأن يكون وفدها جاهزا إذا وافق الروس على ذلك، بعد اجتماع يعقده الائتلاف في اسطنبول في الرابع والخامس من يوليو المقبل. ورد الروس، خلال النقاش، بأنه من حق المعارضة أن تشكل وفدا بالتوافق مع أجنحتها، ودعا "بوغدانوف" الأمريكيين إلى الحذر من عسكرة وفد المعارضة، موضحا أن المجلس العسكري الذي يقوده "إدريس" يمثل أقل من ربع الثمانين ألف مقاتل وضابط الذين أوردهم "روبرت فورد" في النقاش، وقال إنهم يخضعون له، ويطيعون أوامر قيادته. وقال الروس ردا على الأميركيين إن اقتراح "عبد الباسط سيدا" ممثلا للأكراد في وفد المعارضة، ليس واقعيا، وهو لا يمثل إلا نفسه، وان الأمر يعود إلى الهيئة الكردية العليا.