اتهمت قناة "برس تي في" الإيرانية، رجب طيب أردوغان بالفاشية، وذلك لتحديه الاحتجاجات التي تشهدها تركيا، والتى أثارت أعصاب واشنطن وأدت إلى ابتعاد السائحين والمستثمرين الأجانب. وأدت مواقف أردوغان المتصلبة والعنف المفرط من الشرطة تجاه المتظاهرين إلى المطالبة باستقالته، و تحولت من احتجاج على خطة تحويل حديقة عامة في اسطنبول إلى سوق تجاري لتشمل مظالم رئيسية ضد أردوغان وإدارة حزب العمل والتنمية، بحسب القناة. وأضافت القناة أن من تلك المظالم، الطريقة التي حول فيها أردوغان البلد إلى منصة انطلاق لحرب الناتو الخفية من أجل تغيير النظام في سوريا، فمنذ مارس 2011، وتركيا العضو في الناتو، تعمل كقناة لتمرير السلاح والمرتزقة إلى سوريا وزعزعة استقرارها مع حملة إرهابية تقودها ميليشيات متشددي السنة والوهابية. وتقاد هذه الحرب العدوانية الخفية تحت ذريعة دعم انتفاضة مؤيدة للديمقراطية، والحقيقة البشعة الأخرى هي أن ما يسمى ثوارا على الأرض، هم في الأغلب مرتزقة أجانب ينالون تأييدا لا يذكر من الشعب السوري، و عندما أشار الأسد عدة مرات وبأدلة قوية إلى طبيعة المؤامرة الأجنبية التي ابتلي بها بلده، كان يُتهم بأنه كاذب غير عاقل. وكان أكثر المستهينين ببشار حسب القناة صديقه السابق رجب طيب أردوغان، حيث اتهم القائد التركي الأسد بأنه "سفاح" وقاد جوقة الناتو المنادية بتنحي الرئيس السوري، بغض النظر عن الرغبات الديمقراطية للشعب السوري. وتأتى سخرية القدر الآن فى معاناة تركيا من احتجاجات شعبية كبيرة تطالب بالمحاسبة الديمقراطية على مجموعة قضايا، وأردوغان يلتف حول الموضوع، ويتهم شعبه بالعمالة ل "حكومات أجنبية". ووسط هذه الاحتجاجات قرر أردوغان السفر إلى المغرب في زيارة رسمية لمدة أربعة أيام، واصفا هذه الاحتجاجات بأنها "مؤامرة خارجية"، و بنبرة شريرة قال "عمل استخباراتنا مستمر، وليس بالإمكان الإفصاح عن أسمائهم، علينا مناقشة هذا معهم وسنتبع الأمر، في الواقع سنتمكن من تصفية الحسابات معهم". واختتمت القناة :تبدو هذه الكلمات وكأنها هذيان قائد مصاب بجنون العظمة يعيش في عالم "مفصول عن الواقع"، كما كان يصف الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الاختلاف يكمن في أن الأسد ملتصق تماما بواقع بلده وشعبه الذي يعاني من مؤامرة إجرامية خارجية من قتل وتدمير، مؤامرة لعب أردوغان دورا قياديا في إثارتها وإشعالها عبر السنتين الماضيتين.