يبدو أن الوصف أو التشبيه للمسئولين في تركيا هو الشغل الشاغل لكمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض بتركيا ، فبعد أن وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو العام الماضي ب "الأحمق" في إطار تنديده بمواقف الوزير وسياسات تركيا الخارجية ، عاد كليجدار بوصفاته مرةً أخرى ولكن هذه المرة كان مقصده رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي ، بعد أن شبههه ب"القاتل" مثل الرئيس السوري، بعد الاعتداء المزدوج الذي أسفر عن 51 قتيلا في 11 مايو في مدينة الريحانية التركية . ويأتي هذا الوصف رغم دعم تركيا للمسلحين الذين يقاتلون للاطاحة بنظام الاسد، وتؤوي نحو 400 الف لاجئ سوري هربوا من العمليات العسكرية والقصف والاشتباكات التي تشهدها مناطقهم، إضافة إلى عسكريين منشقين عن الجيش السوري، بعضهم يشكل أركان القيادة العسكرية ل "الجيش الحر" المعارض، كما استضافت الأراضي التركية العديد من الاجتماعات لدعم المعارضة السورية. كما قامت تركيا بقطع علاقاتها مع سوريا, مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد, على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد منذ نحو عامين، واتهامها للسلطات السورية بممارسة أعمال "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد, في حين اتهمت سوريا تركيا بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقا من الحدود، الأمر الذي نفته تركيا مرارا. غضب أردوغان أثار كيليجدار أوغلو غضب أردوغان حين وصفه في الأسبوع الماضي بالقاتل، مثله مثل الأسد، تعليقًا على الانفجارات التي وقعت في مدينة الريحانية ، ففي مؤتمر صحفي عقده في بروكسل، إلى جانب رئيس المجموعة الاشتراكية الديمقراطية للبرلمان الأوروبي هانز سوبودا، قال كليجدار أوغلو إن "قاتل 50 شخصًا في الريحانية يُدعى رجب طيب أردوغان، هو مسئول عن مقتلهم، وبين الأسد وأردوغان لا فارق إلا في النبرة". إلا أن سوبودا اعترض على هذه الملاحظة، وقال إنها غير مقبولة، وطلب من كليجدار أوغلو سحبها. وحين رفض، ألغى سوبودا اللقاء الثاني المقرر معه. وفي رد سريع على الجبهة غير القضائية، قال أردوغان إن المعتقلين بتهمة الضلوع في تفجيرات الريحانية ساعدوا وفداً من حزب الشعب الجمهوري المعارض، على لقاء الأسد. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله: "إن أعضاء حزب الشعب الجمهوري ذهبوا إلى دمشق أكثر مما ذهبوا إلى دياربكر، والتقطوا صورة عائلية مع الأسد". مقارنة خاطئة وفي رد فعل سريع تقدم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بشكوى إلى القضاء التركي ضد كمال كليجدار أوغلو، بعد أن شبهه بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال محامو رئيس الوزراء في الشكوى إن هذه المقارنة "خاطئة" و"غير ملائمة" وتسيء إلى حقوق موكلهم، وطالبوا في الشكوى بتعويض قدره مليون ليرة (حوالي 450 ألف يورو). وبرروا أيضا التعويضات الكبيرة عن الأضرار التي طلبت من كليجدار أوغلو، بالغرامات التي فرضها عليه القضاء لإقدامه في وقت سابق على مهاجمة أرودغان. واكد المحامون ضرورة انزال عقوبات شديدة بألفاظ كليجدار اوغلو الذي قالها امام عدد كبير من الاشخاص. ونقلت صحيفة "ميلليت" التركية عن أردوغان قوله في تصريحات للصحفيين خلال زيارته للولايات المتحدة مؤخرا إنه لن يسمح لأي شخص أن يشتم منصب رئيس وزراء الجمهورية التركية، مشيرا إلى أن زعيم المعارضة كليجدار أوغلو سيدفع ثمن ذلك . "لا معنى لها" وتعليقاً على الدعوة التي رفعها أردوغان قال جورسال تكين نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، إن دعوى التعويض التي رفعها رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، ضد رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، "ليس لها أى معنى على الإطلاق". وأضاف تكين فى تصريحات صحفية أن تصريحات كليجدار أوغلو، تأتى فى إطار الديمقراطية وحرية التعبير، مشيرا إلى أنه لو كانت هناك حرية وديمقراطية فى تركيا، لما رفع رئيس الوزراء أردوغان قضية تعويض ضد كليجدار أوغلو، بسبب التصريحات التي أدلى بها بحقه. واستشهد تكين بحوادث مماثلة تم فيها تشبيه المعارضة التركية، لعصمت أينونو ثانى رؤساء الجمهورية التركية، بهتلر القاتل، موضحا أن رد فعله على ذلك التشبيه لم يصل لرد فعل أردوغان على الإطلاق. استمرار الوصف ولم يكن وصف كليجدار لاردوغان هو الوحيد، حيث يبدو ان كليجدار اشعل حرب التشبيهات، حيث ذكرت قناة روسيا اليوم التلفزيونية الروسية ان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اتهم الحكومة التركية بالضلوع في تفجيرين وقعا قرب الحدود السورية ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأنه "قاتل". ونقلت قناة روسيا اليوم التي تبث إرسالها باللغة العربية عن الزعبي قوله "ما حدث في تركيا تتحمل مسئوليته الحكومة التركية". وأضاف "إنني أطالب أردوغان أن يتنحى كقاتل وسفاح وليس من حقه أبدا أن يبني أمجاده على دماء الأتراك ودماء السوريين". وقالت القناة إنه كرر مجددا نفيه ضلوع سوريا في تفجير سيارتين ملغومتين في هجوم أسفر عن سقوط 46 قتيلا يوم السبت في بلدة ريحانلي الحدودية. وتتهم تركيا جماعة مرتبطة بالمخابرات السورية بتنفيذ الهجوم. وزاد تفجير السيارتين الملغومتين من مخاوف امتداد الصراع في سوريا للدول المجاورة. وتقول جماعات للمعارضة السورية إن أكثر من 82 ألف قتيل سقطوا منذ أن اندلعت احتجاجات سلمية مناهضة للأسد في مارس اذار 2011 . بشار «الجزار» وجاء هذه التشبيهات لاردوغان متزامنةً مع هجوم وصف بأنه الأشرس, حيث وصف رئيس الوزراء التركي بشار الأسد بأنه "جزار"، وحذره من أنه سيحاسب على مقتل عشرات آلاف السوريين. وقال طيب أردوغان، مخاطبًا الرئيس السوري الأسد "لقد اقترب عدد الضحايا الذين قتلوا في سوريا، من 100 ألف قتيل، وقسما بربي ستدفع الثمن باهظاً ". وأضاف أردوغان أمام حشد من النواب ونشطاء الحزب في بلدة قرب أنقرة مخاطبا الأسد"بإذن الله سنرى هذا الجزار هذا القاتل يلقى جزاءه في هذا العالم..وسنحمد الله على ذلك". كما قال رئيس الحكومة التركية : "بكاء وعويل الأطفال يهز عرش الرحمن، ونحن لن نسكت عن الحق ونكون مثل الشيطان الأخرس"، وأوضح أن الأسد الذي "لا يستطيع أن يتجرأ على الآخرين بنفس الكيفية التي يقتل بها شعبه، سيدفع ثمنًا باهظًا جدًا لكل ما اقترفه بحق هذا الشعب والأطفال الصغار الذين ليس لهم أي ذنب ليقتلوا بهذه الوحشية التي يراها الجميع". وأكد أن هذا القاتل والجاني – في إشارة إلى الأسد -، سيحاسب على كل ما فعل في الدنيا قبل موته، لافتًا إلى أن ما يجري في سوريا الآن فاق كل طاقات التحمل. وتوسل أردوغان المجتمع الدولي بضرورة التحرك واتخاذ خطوات لحل الأزمة السورية الراهنة لوقف نزيف الدماء التي تسيل من شعب مدني في مواجهة قوة عسكرية متغطرسة. "الأحمق" وفي أكتوبر من العام الماضي، لم يكتف زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو بانتقاد السياسة الخارجية التركية بل ذهب أبعد من ذلك اذ وصف وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو ب"الأحمق" في إطار تنديده بمواقف الوزير. ونقل موقع صحيفة "حريت" التركية عن كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، تساؤله "من يقف إلى جانب تركيا؟.. حماس والبرزاني وقطر والسعودية، أما سوريا فلديها البرازيل وإيران وروسيا والصين إلى جانبها". وأضاف "هل هذا عمق استراتيجي أم عمى استراتيجي؟ العملية التي أسفرت عن ضم تركيا إلى توازن لا معنى له كهذا تأتي من وزير خارجية معروف بعدم كفاءته في كل أنحاء العالم". وتابع كليجدار أوغلو قائلا "لا تحتاج إلى معرفة عميقة لمعرفة ذلك.. بل عليك أن تكون أحمقاً فعلاً لتفعل ذلك"، وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان هاجم كليجدار أوغلو بسبب معارضته تفويض البرلمان للحكومة بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد. واعتبر أردوغان أن حزب الشعب الجمهوري من خلال ذلك "وكأنه يدعم النظام السوري"، داعياً كليجدار أوغلو إلى تغيير موقفه من التهديدات التي تشكلها سوريا.