قال موقع Africa Action التابعة لمنظمة وطنية غير ربحية لحقوق الإنسان مقرها في واشنطن، إن العقبة الكبرى الوحيدة التي تقف كحائط صد أمام تنمية القارة الإفريقية هي الديون الخارجية الضخمة، ومكافحة فيروس نقص المناعة " الإيدز" المنتشر في إفريقيا بشكل كبير. وقد وصل حد الديون على القارة الإفريقية أكثر من 200 مليار دولار ويمثل هذا المبلغ حمولة تشل التقدم الاقتصادي والاجتماعي . وتلك الأموال تحول مباشرة إلى الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم والاحتياجات المهمة الأخرى، في حين أن معظم الناس في إفريقيا يعيشون بأقل من 2 دولار في اليوم الواحد، وتضطر البلدان الإفريقية لقضاء ما يقرب من 14 مليار دولار كل عام تقدم كخدمات. فالكثير من الديون الخارجية لإفريقيا غير شرعية، بعد أن تم تكبدها من قبل الأنظمة الاستبدادية، خاصة في عهد الحرب الباردة، فمنحت القروض إلى زعماء فاسدين استخدموا المساعدات لمكاسبهم الشخصية، ولم يستمر الإفريقي منخدعا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الذين استغلوا القارة باسم الدين ودعم الكنائس. وحتى الآن تعتبر القارة الإفريقية من أفقر مناطق العالم برغم غنائها بالموارد، حتى مبادرة البنك الدولي وصندوق النقد في إطار تخفيف الديون عن القارة في عام 1996، فشلت في توفير حل الأزمة بل أنها فشلت حتى في تلبية الهدف المعلن المتمثل في خفض عبء ديون إفريقيا. وفي يوليو 2005، أعلن المجتمع المدني حملات في إفريقيا والولاياتالمتحدة وأماكن أخرى من مجموعة الثماني (G-8) البلدان الغنية الى اتفاق بشأن إلغاء ديون 18 دولة فقيرة، منها 14 في إفريقيا ووافق وقتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عى هذا الاتفاق، كما نادت فرنسا بإلغاء بعض الديون على نيجيريا، بعد جهود وتحركات البرلمان النيجيري لإلغاء الديون التي شملت 30 مليار دولار، وكانت نيجيريا مستعدة لدفع 40% من الاجمالي اي 12 مليار دولار، ولكن شهدت تلك الاتفاقية انتصارا صغيرا. وتعتبرالولاياتالمتحدة هي أكبر مساهم في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدائنة لإفريقيا، ولذلك على الولاياتالمتحدة أن تؤثر على الكيان الدولي لحل أزمة الديون الإفريقية خاصة أن تلك المؤسسات قادرة على شطب ديون إفريقيا تماما، ويجب على الولاياتالمتحدة استخدام قوتها لتحقيق إلغاء جميع ديون إفريقيا كما دعت لإلغاء ديون العراق المجحفة، فإنه يجب تطبيق نفس المعيار على الديون غير المشروعة والجائرة التي لا تزال مستحقة للسداد من قبل البلدان الإفريقية. وإلغاء الديون ضروري في إطار جهود القارة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، والفقر، واستعادة استقلالها الاقتصادي، فالعمل في إفريقيا يتبعه الفشل المتكرر بسبب الدائنين من الدول الكبرى كالولاياتالمتحدة وغيرها.