ذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية أن احتمالية التصعيد الحربي بين سوريا وإسرائيل ليست بعيدة في ظل قيام هذه الأخيرة بضربتين جويتين 3 و5 مايو الجاري. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه إذا وقع قتال بين سوريا وإسرائيل، فربما تمتد هذه الحرب لتشمل المنطقة كلها في ظل تأزم الأوضاع والخلافات بين الدول الموجودة. ويرى مراسل الصحيفة في القدس أن إسرائيل شنت الضربتين لإضعاف نظام بشار الأسد وحزب الله، وهي تضع في اعتبارها أن الأسد لا يرغب أن يرد على هذه الهجمات الآن؛ حتى لا يفتح جبهة أخرى جديدة للقتال، خاصة مع اسرائيل التي تتمتع بتسليح جيد وقوة منظمة، كما أن الحرب في بلاده يظل ميعاد انتهائها في علم الغيب. وأشارت "لو موند" إلى أن إسرائيل عملت هذه المرة على ألا تخترق المجال الجوي السوري، حيث اخترقت المجال الجوي اللبناني المفتوح منذ حرب لبنان 2006، وقصفت أهدافًا داخل الأراضي السورية عن طريق طائرات تحمل صواريخ بعيدة المدى. وفي نفس الإطار توضح "لو موند" أن الضربة التي شنتها إسرائيل الجمعة الماضية استهدفت مستودعًا يقع بالقرب من مطار دمشق، ويحتوي على صواريخ أرض - أرض إيرانية الصنع "فتح 110"، مشيرة إلى أن هذه الصواريخ تصل ما بين 200 إلى 300 كم، مما يعني أنها من الممكن أن تخترق الأراضي الإسرائيلية. إلا أن هناك شكوكًا لدى الدولة العبرية حول طبيعة هذه الصواريخ، فربما تكون صواريخ أخرى، مثل صواريخ "سكود" التي يستخدمها النظام السوري والتي تقع في يد حزب الله منذ عامين. وترى الصحيفة أن سياسة إسرائيل التي تستهدف ردع حزب الله اللبناني فشلت، حيث إنها كانت تعمل منذ ضربتها الأولى في يناير الماضي على عدم تملك حزب الله لأسلحة متطورة، كما أن الدولة العبرية أشارت خلال الأسابع الأخيرة إلى أنها لن تجعل حزب الله يمتلك أسلحة من شأنها تغيير الموازين في المنطقة. إلا أن ذلك بعيد عن الصواب، فحزب الله حصل على إمدادات أسلحة متطورة مباشرة من النظام السوري ومن إيران، بل وصواريخ من طراز "فتح 110" وسكود، وصواريخ أرض - جو "سا 17"، بالإضافة إلى صواريخ بحرية روسية "ياخونت"، وبالتأكيد أسلحة كيميائية لدى النظام السوري.