صدر حديثًا بالهيئة العامة لقصور الثقافة، رواية "الثور"، للكاتب الصيني مويان، الحائز على جائزة نوبل، ترجمة وتقديم الدكتور محسن فرجاني، ضمن إصدارات سلسلة "آفاق عالمية". نرى في عالم "مويان" الروائي، الخلفية والحدث، وفصول الكتابة، وطبائع الشخصيات، والتعيين الوصفي للبيئة، والفرق بينه وبين باقى الكتاب يتمثل في عدم وقوفه طويلًا أمام جذوره الثقافية القديمة، يتأملها بلا نهاية، حرصًا على اكتشاف ونشر وتعميم طاقة الحياة، المستمدة من الجدود الأقدمين. يجعل "مويان" من تاريخ حياة الذين مضوا منذ زمان بعيد لحظة بينية، وتنقضي سريعًا في حاضر من يتناولهم السرد، مما يخلق توترًا حادًا بين الشخصيات في القصة، والراوي في الحكاية. ومن ثم فالوعي يمثل جسر انتقال عبر الرؤية السحرية بين الموتى والأحياء، بين الأولاد المعاقين والأبطال الراحلين، فيخلق عالم يربط بين نقضين، ففى رواية "الذرة الرفيعة الحمراء"، لا يسعى الكاتب إلى حكاية وقائع الحرب التاريخية، بل يحكي آماله وسط الفراغات البنائية، التي تخلقها حوارات الفلاحين. قيل إن لقب "مويان"، يعني الزجر بالصمت، إمتنانًا لفيضلة استحسان السكوت.