كثيرًا ما شارك الإخوان المسلمون -قبل أن يعتلوا السلطة- في تظاهرات غاضبة، من أجل تحرير فلسطين، وروجت لأغاني "دينية" تتغنى بالقدس وتحريرها، على يد فصيل المقاومة حماس، وأقيمت تظاهرة كبيرة في جامع الأزهر أثناء الحكم العسكري، الذي أعقب سقوط مبارك، كانت مخصصة لفلسطين، في الوقت الذي تظاهر إسلاميون ومدنيون في التحرير، بين رافض ومؤيد للحكم العسكري، إلا أن اهتمام الإخوان بالقضية الفلسطينية، اختفى بعد اعتلائهم للسلطة. يقول محمود العلايلي- القيادي في حزب المصريين الأحرار: "إن الأهم بالنسبة إلى الإخوان، الحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل، وكلام الجماعة عن تحرير "القدس"، لم يكن إلا مزايدة سياسية"، وأضاف: "إن الأولوية أصبحت للجماعة والحفاظ على تماسكها". ويعلق "العلايلي"، على غياب القضية الفلسطينية من الجدل السياسي الدائر في مصر، أن الحالة السياسية في مصر أصبح لها الأولوية، بالإضافة إلى شيطنة العلاقة بين مصر وبعض الفصائل الفلسطينية، مكدًا أن هذا ما ساهم في تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية. في جولة تشاك هيجل للشرق الأوسط، عقد وزير الدفاع الأمريكي اجتماعًا مع شيمون بيريز- رئيس الكيان الصهيوني في القدس، وسط تجاهل كبير للتيارات السياسية الإسلامية والمدنية في مصر، لهذه الزيارة ودلالاتها، خاصة أن إسرائيل تعلن مرارًا أن القدس عاصمة "أزلية" لها، كما أعلن أوباما في الحملة الرئاسية، أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني. تعقيبا على تلك الزيارات، يؤكد الدكتور رفعت سيد أحمد- الباحث السياسي، ومدير مركز دراسات يافا؛ على أنه تأكيد للعلاقات الاستيراتيجية التي تربط الدولتين، وأشار إلى أن القضية الفلسطينية سقطت ل10 سنوات قادمة، وأرجع ذلك إلى استغراق دول ما يسمى ب"الربيع العربي" في القضايا الداخلية. ويربط "رفعت" بين بدايات "الربيع العربي" والثورات في المنطقة، وبين إسقاط القضية الفلسطينية، حيث يقول: "ذكاء أمريكا في ركوب تلك الثورات، مع الفوضى التي واكبتها، وتوظيف الإسلام السياسي لمصلحتها، أسقط القضية الفلسطينة". ويترجم "رفعت" عدم اهتمام الإسلاميين بالقضية الفلسطينية، باحتمالين، إما أن تكون تلك الفصائل مرتبكة، أو تم المقايضة السياسية مع أمريكا، باعتبار السلطة في مقابل التنازل عن قضية فلسطين، ويحذر الباحث في مركز يافا من "مؤامرة إقليمية" تحاك، من قبل أمريكا وإسرائيل حليفتها، لا يرد عليها إلا بإيقاظ الحس الوطني القومي، وأكد رفعت على ضرورة ربط القضايا المحلية بالإقليمية، وذلك بمنظور "ثوري" حقيقي. في عام 2007 نشرت صحيفة "نيويوركر" الأمريكية تقريرا استخباراتيا، يشير إلى عملية تعدها الولاياتالمتحدة للمنطقة وسميت ب"ريدايريكشن" أي إعادة التوجيه، وتقتضي حل الصراع العربي الإسرائيلي وإحلال الصراع السني الشيعي محله. يعلق "رفعت" على ذلك قائلًا: "لا يوجد هناك دول سنية وشيعية، بل دول عميلة وغير عميلة، والصفقة التي عقدتها أمريكا مع إسرائيل والسعودية والإمارات، توضح هذه المسألة، وجاءت الزيارة لتؤكد هذا المعنى". أخبار مصر- البديل