مع حلول ذكرى يوم الأسير الفلسطينى والذى يوافق الاحتفال به يوم 17 إبريل من كل عام، لم تقتصر آلة البطش الصهيونية على الأسرى الرجال فقط، بل امتدت إلى الأطفال والشيوخ والنساء. لم تكن المرأة الفلسطينية زوجة أو شقيقة فحسب، لكنها الأسيرة هى الأخرى، فما زالت سجون الاحتلال تضم العشرات من الأسيرات اللاتي مر عليهن عشرات السنين. 12 عامًا من الاعتقال: لينا أحمد صالح جربوني (39 عامًا) من قرية عرابة، داخل الأراضي التي احتلت عام 48، فى ذكرى الأسير تدخل عامها الثاني عشر وبضعة شهور على التوالي في سجون الاحتلال. عميدة الأسيرات الفلسطينيات: تعتبر الأسيرة لينا الجربوني عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وهي الوحيدة التي تبقت في السجن بعد صفقة وفاء الأحرار، حيث إنها معتقلة منذ 18/4/2002، وتقضي حكمًا بالسجن لمدة 17 عامًا بتهمة تقديم مساعدات لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف للاحتلال في الداخل. وتبقى الجربونى هي و13 أسيرة من الداخل الفلسطيني، بعد الإفراج عن 33 أسيرة ضمن صفقة وفاء الأحراء على دفعتين، بينما أطلق سراح الأسيرتين ورود قاسم وخديجة أبو عياش بعد انتهاء فترة محكومياتهم في سجون الاحتلال، وبقيت هي الوحيدة من الأسيرات المعتقلات قبل الصفقة، بينما اعتقل الاحتلال العشرات من النساء والفتيات بعد الصفقة، ولا يزال منهن حتى الآن 14 أسيرة خلف القضبان. لينا وصراع مع المرض داخل السجن: وتعاني الجربونى من عدة أمراض أصعبها صداع دائم، وانتفاخات في القدمين والتهابات في المرارة تسبب لها مغصًا شديدًا وآلامًا حادة، وتحتاج إلى عملية عاجلة كما قرر طبيب المستشفى، إلا أن سلطات الاحتلال تتعمد إهمال علاجها بشكل واضح لتزيد من معاناة الأسيرة، وماطلت الإدارة كثيراً في نقلها إلى لمستشفى وإجراء الفحوصات الطبية العاجلة لها رغم مطالبتها المتكررة، واكتفت بتقديم الحبوب المسكنة فقط، واحتجاجًا على هذا الإهمال الطبي المتعمد قررت الأسيرة لينا الجربوني منذ 6 أشهر مقاطعة عيادة وأطباء السجن؛ بسبب عدم تلقيها العلاج. طبيب السجن يتلذذ بإهمالها رغم خطورة مرضها: عميدة الأسيرات الفلسطينيات التي تتمتع بمعنويات عالية وتتصدى منذ سنوات لكافة محاولات الإدارة للنيل منها وزميلاتها الأسيرات، أبلغت والدتها أنها بدأت تعاني من آلام مستمرة في البطن والخاصرة. ونقلت أم السعيد إحدى الأسيرات عنها: "راجعت طبيب العيادة عدة مرات، لكنه لم يهتم بوضعي ورفض علاجي وإجراء الفحوصات لي، واكتفى بتزويدي بالحبوب المسكنة"، مشيرة إلى أن نوبات الألم تقتلها، ولم تعد قادرة على تناول الطعام وفقدت القدرة على النوم.. غير أنها لم تقل لها إنها طريحة الفراش منذ ثلاثة أسابيع. وفى رسالة لها تناقلتها شتى وسائل الإعلام قالت لينا: "تابع طبيب السجن مضاعفات وضعي دون أدنى شعور بالمسئولية، وكان يتلذذ بإهمالي ورفض تحويلي للمستشفى"، وتضيف لينا: "أبلغت مدير السجن بنتائج الفحوصات وطلبت منه متابعة التقرير الذي كتبه طبيب المستشفى الذي أكد فيه ضرورة التسريع في إجراء العملية، وحذر من مضاعفات التأخير، ولم يصلني من الإدارة رد، وبعد تهديدي بالإضراب أبلغوني أن إدارة السجن ستحدد موعدًا، لكنها تستبعد أن يكون قريبًا". بعد الاحتجاجات.. نقلوها للمستشفى ورفضوا تحديد موعد لإجراء عملية عاجلة: وإثر الخطوات الاحتجاجية من زميلاتها الأسرى اعتراضًا على إهمال لينا، تم نقلها للمستشفى، وروت لوالدتها: "بقيت في المستشفى حتى انتهت الفحوصات التي كشفت وجود التهاب حاد في الزائدة، وقرر الأطباء أنني بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية على الفور، ورغم ذلك رفضوا تحديد الموعد وأعادوني للسجن دون علاج مناسب". وتعيش لينا مع 9 أسيرات فلسطينيات في سجن الشارون الإسرائيلي، وهن الأسيرة أنعام حسنات من مخيم الدهيشة، والأسيرة آلاء الجعبي من الخليل، والأسيرة آلاء الجعبي من الخليل، والأسيرة سلوى حسان من الخليل، والأسيرة هديل أبو تركي من الخليل، والأسيرة أسماء البتران من الخليل، والأسيرة نورة أبو وردة من الخليل، والأسيرة منى قعدان من جنين، والأسيرة نوال السعدي من جنين، والأسيرة منار زواهرة من بيت لحم. الجربونى .. ممثل الأسيرات مع إدارة المعتقل: وتقوم لينا بصفة ممثلة للأسيرات في الحوار مع إدارة السجن، وفي متابعة شئون الأسيرات واحتياجاتهن والدفاع عن حقوقهن الأساسية، وقد اكتسبت خبرة طويلة لكونها الأقدم بالسجن، وواجهت الكثير من التحديات من ضمنها العمل على فصل الأسيرات عن السجينات الجنائيات، ومتابعة الوضع الصحي للأسيرات وإدخال الملابس والكتب والصحف لهن. نداء من قادة المقاومة "فكوا الأسرى": مخلص يحيى برزق نجل الشاعر الفلسطينى يحيى برزق، والباحث ببيت المقدس للدراسات، قال: "سجون الاحتلال الصهيونى لا تفرق بين الرجل والمرأة أو بين الأطفال وكبار السجن، فالسجون تمتلأ بشتى فئات الفلسطينين، فبطشهم قد طال الجميع، بفضل آلة التضليل الإعلامية التى تصورهم على أنهم دولة رقى، لكنهم فى الحقيقة هم قتلة". وطالب برزق بأن يهب العالم ويتحرك للإفراج عن الأسرى من الرجال، فما الحال بالنسبة للأسيرات؟ وكما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "فكوا الأسرى"، وهو ما يستوجب جمع الأموال من بيت مال المسلمين ومن المسلمين أنفسهم. ويقول منير سعيد عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس": "كما قدم الرجال الفلسطينون الأبطال نماذج للصبر والتحمل، قدمت كذلك المرأه الفلسطينية هذا النموذج"، وتابع "صمود الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الصهيونى ورفضهم للتعاون مع هذا الكيان يعطى دليلاً على عدالة القضية الفلسطينة، فالسجون الصهيونية احتوت المئات من النساء الفلسطينية وكذلك الأطفال، وما زال العدو يسير على هذه السياسة دون مراعاة لمعاهدات دولية أو أدنى مبادئ حقوق الإنسان". وطالب سعيد بالإفراج عن الأسيرات الموجودات داخل السجون الصهيونية، من خلال قوة النظام الفلسطينى وأن يكون العرب والمسلمون أكثر قوة وأن يسجلوا موقفًا مميزًا فى هذه القضية.