استضافت مكتبة الإسكندرية مساء أمس -الإثنين- الدكتور فاروق الباز؛ مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة "بوسطن" بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث ألقى محاضرة تحت عنوان "دور الشباب في تأمين مستقبل مصر"، وذلك ضمن فعاليات احتفالية العلوم 2013 التي ينظمها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية. بدأ الدكتور "فاروز الباز" كلمته بالحديث عن مستقبل مصر البعيد، مشيرا إلى مشروعه "ممر التنمية" كوسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر. وحذر الباز من البناء على الأراضي الصالحة للزراعة ، حيث إن 30 ألف فدان يضيعوا سنوياً من مصر تحت المباني بسبب ازدياد عدد السكان. ونوه على أن بعض رؤساء مصر مثل الرئيس "السادات" حاولوا أن يخرجوا التجمع السكاني الضخم من الدلتا ووادي النيل ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك. وشدد على أنه يجب الحفاظ على الأراضي الزراعية وتوسيعها، وأن ذلك سيتم بتنفيذ تصوره لممر التنمية. وشرح الباز تصوره لهذا المشروع قائلاً إنه ممر يمتد من مدينة العلمين شمالاً وحتى حدود مصر مع السودان جنوباً، وأنه يتكون من ثمان حارات، يبنى حوله المصانع والمطاعم والمحلات والمباني، وبموازاته محطات لتوليد الطاقة الكهربائية والشمسية ومحطة قطار للسكة الحديد. وأضاف أنه يمكن أن يمتد إلى جنوب قارة إفريقيا لينعش التجارة بين دول القارة ويعزز العلاقة بينهم. وقال إن بناء خط سير طويل للسكة الحديد يبدأ من مدينة العلمين سيؤهلها لأن تكون ميناء جديد في مصر. وأضاف أن هضبة الفيوم مؤهلة لبناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية بها، وأن ذلك ينطبق على قنا وأسيوط والمنيا. وأكد أن هذا المشروع سيوفر فرص عمل بالملايين للشباب ، موضحا أنه بعد إجراء بعض الأبحاث تأكد العلماء من وجود ماء النيل في أكثر من 120 فدان غرب وجنوبأسوان وأن هذا يجعل هذه الأرض مؤهلة تماماً للزراعة وأنه يمكن أن نزرع بها القمح لنكفي احتياجاتنا. وردًا على عدد من التساؤلات، شدد الباز على أهمية تغيير منظومة التعليم بالكامل لكي نرتقي بالأجيال القادمة ونصنع مستقبل أفضل، وتحدث عن نموذج ماليزيا كمثال على ذلك. وأكد على أهمية تعزيز علاقة مصر بدول حوض النيل خاصةً السودان وهي البوابة الجنوبية لمصر وأثيوبيا حيث لديها منبع النيل.