قال العالم المصري الدكتور فاروق الباز أن جميع ثورات العالم شهدت ذبذبات وبلبلة فكرية لوقت معين، لأنها تهدم كيانات ثم تقوم ببنائها من جديد،وذلك سيستغرق سنوات. وأضاف في ندوة "دور الشباب في بناء المجتمع" بمكتبة الإسكندرية أن على الشباب استكمال ثورته ،ولكنه لن يستطيع تقلد المناصب الآن ،إلا أنهم أهم كثيرا من المؤسسات حتى إن كانت مهدومة. وحث الباز الشباب على التطوع في العمل المجتمعي من خلال عمل جمعيات في المدارس والجامعات ،وعمل مجموعات منظمة لمحو الأمية بمساعدة رؤساء الجامعات ،أو ،تطهير مياه النيل ،وهوماسيدفع هؤلاء المواطنين إلى منحهم أصواتهم في الانتخابات القادمة. وانتقد القمامة التي ملأت شوارع مصر، وقال :"دي فضيحة ،الناس تقول على مصر إيه . وعلق الباز على أحداث الكاتدرائية والخصوص ،بقوله أن مصر لم يحدث بها أي خلافات بين المسلمين والمسيحيين ،ولي أصدقاء مسيحيين كانوا يصومون معنا في رمضان ،احتراما لتقاليدنا ،وشباب الثورة كانوا يرفعون المصحف والصليب ،مشيرا إلى أن أهم شئ هو المصري. وعن مستقبل مصر على المدى البعيد، قال الباز أن مصر تفقد يوميا 30 ألف فدان من الأراضي الصالحة للزراعة بسبب البناء ،محذرا من انتهاء النيل بفعل الأسمنت خلال ثلاثون عاما وهو ما يستدعي الخوف ،فضلا عن أن الزيادة السكانية ستبلغ 450 ألف ، معتبرا أن الحل يكمن في مشروع ممر التنمية. وأكد أن أكثر من 3 ملايين فدان على بعد 30 كيلو من أسوان وكومومبو وجدت بها هياكل عظمية لثلاثة تماسيح بما ينبئ عن سبق وجود مياه للنيل في ذلك الموقع ،والتي تبخرت ،مشيرا إلى أنه بدراسة الأرض ثبت أنها في غاية الخصوبة، وبالتالي فهي صالحة للزراعة ،داعيا لزراعتها تحت شعار "هنأكل نفسنا". وأشار إلى أن محو الأمية وتنظيف الشوارع من القمامة هو الذي سيدفع المواطنين إلى انتخاب الشباب ،فإذا لم يقوموا بها فإن الحكومة لن تستطيع ذلك لأنها إن أرادت ذلك لكانت قامت به لأن الفرصة سانحة لها. ونهى الشباب عن فكرة الهروب من البلد تحت ضغوط الأوضاع الاقتصادية للبلد ،موضحا أن هذا الحل لن يحل مشكلة ،وعليهم التفكير في البلد ،مشيرا إلى أنه لا يوجد قدوة الآن وعلى كل شاب أن يكون قدوة لنفسه. وفيما يتعلق بمشروع التنمية قال الباز: "أنا عارف إني كده كده مش هشوفه ،إلا أني سأدعوا له وأنا وراهم وراهم -الحكومات المصرية- أنا ورايا إيه" ،مؤكدا أن الشباب هم من سينفذونه بغض النظر عن من يسيطر على البلاد من أنظمة. وشدد على أن إصلاح التعليم هو الذي سيغير من أوضاع البلاد ،وهو ما قامت به ماليزيا التي كانت تغرق في الوحل ،وكوريا ،مشيرا إلى أن الإرادة هي التي ستحقق ذلك ،دون النظر للوزراء أو الحكومات ،وعلى جانب آخر أكد على ضرورة التزام الحكومات أولا بعدم إلقاء مخلفات المصانع في النيل حتى يلتزم بها المواطنين. واستنكر تجاهل النظام السابق للعلاقات المصرية الأثيوبية بسبب واقعة تعرضه لمحاولة اغتيال ،معتبرا أنها كارثة لأنها منبع النيل. واعتبر أن الأوضاع السياسية الراهنة ستنتهي وسيظهر شباب جدد يستطيعوا التطوير بشكل أفضل ،وبسؤاله عن سبب عدم تقلده لمنصبا سياسيا في مصر قال :" يا نهار إسود" ،مضيفا أن الأهم هم الطلبة المصريين الذين يتلقون منه كل ما تعلمه هو ،وينفذون بعضه في أماكن متفرقة في مصر، مضيفًا: "ده أحسن ما أبقى وزير وأنطرد بعدها بشويةمن غير ما أعمل حاجة".