ذكرت صحيفة "الصحافة" التونسية أنه ربما يكون هناك دوافع وراء تصريحات الرئيس التونسي منصف المرزوقي بتهديد كل من يتطاول على قطر. ولفتت إلى أن الفرضية الأقرب للمنطق أن المرزوقي بدأ حملته الرئاسية مبكرا، وهو يعرف جيدا أنه لا مجال لكرسي قرطاج مرة أخرى إلا بمساعدة حركة النهضة، "لذلك أطلق التهديدات تجاه العلمانيين بالمشانق والمقاصل". كما أنه يحاول أن يميل قطر إلى جانبه، الغاضبة من الهجوم ضدها خلال الفترة السابقة. وترى الصحيفة أن المرزوقي أطلق هذه التصريحات أمس محاولًا إرضاء قطر مهما كان الثمن، مشيرة إلى أن رضا قطر هو السّجاد الذي سيُفرش لساكن قرطاج حتى يعود، وهي لا تعطي رضاها حاليًا إلَّا لمن والاها، وولاؤها يتطلب التضحية بالعلمانيين من الشعب، وإن لزم الأمر بباقي الشعب، سواء بالتلميح أو التصريح. وافترضت أيضًا أن المرزوقي اشتم بحاسته السياسية الاستشرافية القوية أن قطر تخلت عن حركة النهضة ونفضت يداها منها، وأن الوسيط القطري، أو الراعي الرسمي لمسابقة الثورات العربية، قد تلقى الضوء الأخضر من واشنطن، بإيقاف الدعم المالي لحركة النهضة والتريث قليلا حتى التثبّت في مسارها السياسي وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية ومدى قبول الشارع لها (وهو ما يبدو قريبا أيضا إلى المنطق، اذا ما قارنا بعض الاستنتاجات ببعضها، مثل التغييب الكامل لحركة النهضة في مؤتمر جامعة الدول العربية الملتئم أخيرا بالدوحة، وانقطاع زيارات الوزراء والمسئولين النهضاويين الى قطر خلال الشهرين الماضيين، وتراجع أخبار تونس الى المرتبة قبل الأخيرة في نشرات أخبار قناة الجزيرة، وخاصة تقديم هذا الفضل أو هذه الهبة التي كان يمكن أن تعيد كثيرا من الشعبية للحركة لو أن قطر قد آثرت الشيخ الغنوشي أو رئيس الحكومة السيد علي العريض بحفل استرجاع الاموال). إلَّا أن الصحيفة ترى أن كل هذه الفرضيات لا تبرر تلك الغلطة التي لا تغتفر والتي تجعل رئيس الجمهورية دولة ثورة، يهدد أبناء شعبه أن كل من يتطاول على قطر سيتحمل مسئوليته، وبحضور الممثل القطري نفسه، وأمام كل وسائل الإعلام، التي تركت المهم في الأمر، والذي نظم من أجله حفل الاستقبال في القصر الرئاسي، وركّزت على تلك الكلمات؛ وكأن المرزوقي يريد أن يوجه رسالة إلى أصدقائه القطريين مفادها " أن رجلكم الوحيد المضمون، ولن يدافع عنكم غيري".