"الشتا اللي فات" إخراج إبراهيم البطوط الذي بدأ عرضه العام للجمهور، هو ثاني فيلم روائي طويل يتطرق لثورة 25 يناير، بعد فيلم "بعد الموقعة" إخراج يسري نصر الله، الذي عرض في الموسم الماضي 2012، الفرق بينهما أن "الشتا اللي فات" من الواضح أن مبدعيه كانوا (في) بمعنى في خضم الثورة، بينما "بعد الموقعة" كان صناعه (مع) بمعنى إلى جانب الثورة..!. والفرق كما تلاحظون كبير بين "في" و"مع" هنا!. وقد أثر ذلك الفرق في الفيلمين من الألف إلى الياء، ومن معالجة الدراما إلى روح الإخراج، وحتى أبطاله، فقد كنا نرى الفنانة الشابة فرح يوسف بطلة "الشتا اللي فات" تتظاهر وتعتصم وتبيت في ميدان التحرير خلال ملحمة ال (18 يوماً) المجيدة، وتشارك في تنظيف الميدان كل ليلة بتواضع ومحبة وحماسة وإيمان عميق بالثورة، ونفس الحماسة والحرارة والإيمان الشديد بالطبع وكما هو معروف بالنسبة لبطله عمرو واكد، فجاء أداؤهما بارعاً مقنعاً نابضاً بالحيوية والصدق، بينما كان موقف منة شلبي بطلة "بعد الموقعة" فاتراً تجاه الثورة، فجاء أداؤها فاتراً في التعبير عن دور الفتاة المناضلة الناشطة المشاركة في الثورة!. "الشتا اللي فات" فيلم ناجح ناضج عن روح ومناخ الثورة وأكثر مما هو عن وقائع ويوميات الثورة، وهو خطوة إلى الأمام بالنسبة لمخرجه بعد فيلميه المرموقين "عين شمس" و"حاوي"، فيما كان "بعد الموقعة" خطوة إلى الوراء بالنسبة لمخرجه، خاصة بالنسبة لأعماله المميزة مثل "باب الشمس" و"جنينة الأسماك". * سينمائيات أخرى: الأول من إبريل الجاري أعلنت "جمعية الفيلم" إحدى أعرق المؤسسات السينمائية المصرية والتي تأسست في 1960 نتائج مهرجانها السنوي (التاسع والثلاثين)، ويرأس الجمعية والمهرجان المصور السينمائي المبدع الكبير محمود عبد السميع، وهذا العام يرأس لجنة التحكيم الناقد والباحث السينمائي المرموق علي أبو شادي، وضيف شرف المهرجان الفنانة المميزة القديرة آثار الحكيم، وهي عضو اللجنة إلى جانب البارزين مدير التصوير سعيد شيمي والمخرج هاني لاشين والمونتير د. يوسف الملاخ والنقاد خيرية البشلاوي ود. حسن عطية وماجدة موريس وعصام زكريا ومحمود عبد الشكور. وقد فاز فيلم "ساعة ونصف" إخراج وائل حسان بأهم جوائز المهرجان، وهي جائزة أحسن فيلم، وجائزة أحسن إخراج، وجائزة أحسن سيناريو (أحمد عبد الله)، وجائزة أحسن ممثل (ماجد الكدواني)، وجائزة أحسن مونتاج (شريف عابدين)، وجائزة أحسن صوت (أحمد جابر)، بينما فاز فيلم "بعد الموقعة" بجائزة خاصة للجنة التحكيم، وجائزة أحسن ممثلة دور ثان (ناهد السباعي)، وفاز فيلم "مصور قتيل" بجائزة أحسن تصوير (عبد السلام موسى)، وجائزة أحسن موسيقى (هاني عادل)، وجائزة أحسن تصميم أفيش (يوسف عادل). ولذلك، فإن "ساعة ونصف" يستحق هنا وقفة سريعة على الأقل، أو مكثفة. .ضحايا نظام.. في "ساعة ونص": بهذا الفيلم يتم المؤلف أحمد عبد الله ثلاثيته، وهذه الثلاثية السينمائية إلى جانب الدراما التليفزيونية "الحارة" أهم وأنضج ما كتب من سيناريوهات. وفي فيلم "ساعة ونص"، من خلال رحلة قطار، ووجوه ووجود بشري مكثف، في ظل "النظام الذي لم يسقط بعد"، نرى الجميع ضحايا النظام، الذي لن يتغير ما لم يغيروا ما بأنفسهم. أما الخط الدرامي ل (كريمة مختار إياد نصار) فقد هز مشاعرنا بقوة. الفيلم من أهم أفلام سينما 2012 في مصر بحق. وإلى حد كبير وفق المخرج وائل إحسان، في أن يجئ فيلم "ساعة ونص" متماسكاً فنياً وحرفياً، مستكملاً ما أنجزه بتمكن ملحوظ وروح خاصة المخرج سامح عبد العزيز في أول عملين من الثلاثية فيلم "كباريه" وفيلم "الفرح"، وفي مسلسل "الحارة".