انطلقت الدورة السادسة للمهرجان القومي للمسرح - أولى دوراته بعد الثورة - وسط حالة من الاضطراب العام انعكست على حفل افتتاحه مساء أمس الأربعاء بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، بدءًا بالوقفة الاحتجاجية التي نظمها مسرحيون ضده، والفشل في ومعالجة اعتراضاتهم، وهي السابقة الأولى في تاريخ المهرجان، إلى قلة عدد جمهور الحفل، فيما لم يتمكن عدد كبير من المسرحيين من الحضور لعدم وجود دعوات، إلى غياب مكرمين ومحكمين، فلم يحضر الموسيقار علي سعد لتسلم درع تكريمه أو مندوب عنه، ولم يحضر عضو لجنة التحكيم المغربي د. عبد الرحمن زيدان، كما أغفلت مذيعة الحفل ذكر أسماء من تسلم جوائز المكرمين الراحلين. بدأ الحفل بعرض من إخراج إسلام نجيب بعنوان "ما الدنيا إلا مسرح كبير"، جمع بين المايم والعرائس والتمثيل والغناء والاستعراض، لكنه لم يتميز في أي منها بما يبرر تكلفته الكبيرة التي وصلت إلى 120 ألف جنيه. تضمن حفل الافتتاح تقديم كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها هذا العام الكاتب الإيطالي داريو فو، وألقاها الفنان خالد الذهبي مدير المسرح القومي، ركزت الكلمة على الصراع التاريخي بين الفنان الكوميدي والسلطة السياسية والدينية على مدار التاريخ، ثم ألقت المخرجة نورا أمين كلمة المركز المصري للمعهد العالمي للمسرح التي تحدثت عن استمرار الثورة وضرورة مواجهة الإقصاء، وقدمت التحية لكل المهمَّشين والمهمشات من المبدعين، سواء من العاملين في إطار الجهاز البيروقراطي للدولة أو خارجه، مؤكدة أنه لولا عنادهم ما استمرت مسيرة المسرح المصري. وتحدث وزير الثقافة د محمد صابر عرب في كلمته عن دور الثقافة والفنون في الخروج بمصر من كبوتها التي استمرارها منافٍ لحركة التاريخ، لأنه لا يمكن أن ينتمي شعب لهذه التركة الحضارية ويقع في كبوة لا يخرج منها. فيما اعتبر رئيس المهرجان المخرج أحمد عبد الحليم أن إقامة المهرجان تمثل تحديا للظروف لإثبات استمرار دور مصرالرائد في الثقافة والفن في العالم العربي. أما مدير المهرجان ماهر سليم فعبر عن فرحه بإقامة المهرجان رغم الظروف المضادة واعتبر أن خروجه للنور احتفاء بالمسرح وحرية الإبداع. وتضمن الافتتاح تقديم دروع التكريم للفنانين نبيل الحلفاوي، والكاتب المسرحي رأفت الدويري، الناقد كمال عيد، مصممة الديكور والملابس سكينة محمد علي، واسم الراحلين الفنان كمال ياسين والمخرج د. هناء عبد الفتاح.