فيما وصفه المحللون والمراقبون بأنه تصعيد جديد، للازمة الحالية فى شبه الجزيرة الكورية، أعلنت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية "كوريا الشمالية" اليوم "الأربعاء"، قطع الاتصالات العسكرية مع جارتها كوريا الجنوبية . ويأتي هذه الاعلان الذي نقلته وسائل الاعلام الصينية فى نبأ عاجل منذ قليل، بعد تصريحات سابقة للمتحدث باسم القيادة العسكرية العليا لكوريا الديمقراطية "كوريا الشمالية" من أن بلاده ستواجه التهديدات النووية لما وصفه ب"العدو" بهجمات نووية أقوى، على خلفية التحرك الأمريكى لإرسال قاذفات "بى-52" وغواصات نووية لكوريا الجنوبية . وأضاف المتحدث الكوري الشمالي أن الرسائل التحذيرية الأمريكية والتهديد لن يخيف جيش كوريا الشمالية وشعبها، وأن على الولاياتالمتحدة "ألا تنسى أن قاعدة القوات الجوية اندرسون فى قوام التى تقلع منها قاذفات "بى-52" والقواعد البحرية فى الجزيرة الرئيسية فى اليابان وفى أكيناوا حيث يتم إطلاق غواصات تعمل بالطاقة النووية كلها تحت مرمى ضربات الجيش الكوري الشمالي". وكانت كوريا الشمالية قد صعدت من تهديداتها ردا على المناورات المشتركة الكورية الجنوبية والأمريكية التى بدأت بالمنطقة مؤخرا، حيث قررت كوريا الشمالية وقف عمل مندوبيها فى "بان مونجوم" اعتبارا من 11 مارس الجاري، حيث كان يجتمع الجانبان عادة لاجراء اتصالات ومفاوضات ومحادثاتهما المشتركة لبحث القضية النووية الكورية . وفى استكمال للتصعيد قررت القيادة العسكرية العليا لجمهورية كوريا الشمالية وقتها إلغاء اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1953 والتى كانت قد انهت الحرب الأهلية بين الكوريتين الشمالية والجنوبية التي اندلعت يوم 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وتوسعت جبهة القتال عندما دخلت الأممالمتحدة بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم الصين وروسيا اللتين دعمتا حليفتهما الشمالية . وكانت هذه الهدنة قد وضعت حدا للحرب بين الجارتين عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية) والولاياتالمتحدةالأمريكية تحت لواء الأممالمتحدة وقع يوم 27 يوليو 1953، وأصبحت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى معسكرين، الشمالي الذي يخضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي السابق، والجنوبي الذي تسيطر عليه الأممالمتحدة بقيادة الولاياتالمتحدة. ولا تزال الجارتان الشمالية والجنوبية في حالة حرب من الناحية الفعلية، بما أن الهدنة الموقعة هي أساس لوقف إطلاق النار وليست معاهدة سلام نهائية بين الجارتين، حيث وجهت كوريا الشمالية مرارًا قبل ذلك تهديدات بالانسحاب من الهدنة لاسيما في أوقات تصاعد التوترات، وعلى الرغم من مفاوضات الحدود للم شمل الأسر الكورة لدي الجانبين . وهذه المرة تعد الثانية التى تعتبر خلالها كوريا الشمالية اتفاق الهدنة "لاغ"، حيث نفذت بيونغ يانغ تهديدها يوم 27 مايو 2009 عندما أعلنت عدم التزامها بهذه الهدنة، وذلك ردًا على مشاركة كوريا الجنوبية في المبادرة الأمنية الأمريكية لمنع انتشار الأسلحة النووية، ومؤخرًا كانت الأزمة قد تصاعدت في المنطقة بعد إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية جديدة قالت إنها تمت بنجاح. أ ش أ أخبار مصر - دولى - البديل