د. هشام عطية: طبيعة وسائل الإعلام أنها "مغرضة"، وأحد أدوات الصراع السياسي والاجتماعى المستخدمة من قبل كل القوى والأحزاب السياسية. - الرقابة والإغلاق ممارسات لا تليق بعد ثورة تسعى إلى تحقيق التحول الديمقراطي د. ليلى عبد المجيد: الإجراءات الاستثنائية وحصار الإعلاميين كلها ممارسات فاشية حكم عليها التاريخ بالفشل نهال فاروق: لا يوجد إعلام محايد، وأغلب الفضائيات ناطقة باسم التيار الليبرالي العلماني - أحترم قناة 25 يناير لأنها لم تنافق المشاهد وأعلنت أنها ناطقة باسم جماعة الإخوان خالد داود: مرسى أعطى إشارة البدء لاستهداف الإعلاميين وهو الطريق للحرب الأهلية "الإعلام" كلمة أصبحت تجلب العديد من المشكلات والاتهامات وردود الأفعال الغاضبة، والتصريحات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى رأس السلطة التنفيذية، متهما إياها بالعمالة والتهويل وعدم الحيادية. وبعد ثورة توهمنا أنها ستجلب الحرية على مختلف المستويات وفى مقدمتها الإعلام، أصبحنا نسمع رئيس الجمهورية يلوح بإجراءات استثنائية، وتيارات إسلامية تنفذ على أرض الواقع بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، لذا حاولت "البديل" أن ترصد أزمة الإعلام من خلال المتخصصين والخبراء والتعرف على أسباب هذا الهجوم الحاد من قبل تيارات الإسلام السياسي والحلول للخروج من هذا المأزق. يقول د. هشام عطية - أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: هناك خطأ شديد الوضوح يرتكبه كل من يتصدى للحديث عن الإعلام سواء دفاعا أو تنديدا، ويتمثل هذا الخطأ في اعتبار أن الإعلام مؤسسات للعمل الخيري تقوم بأعمال تطوعية مثالية فى عالم خيالي يوتوبى، دون أن يعي أنها إحدى أدوات الصراع السياسي والاجتماعي المستخدمة من قبل كل القوى والأحزاب السياسية، وهذا يحدث فى كل مجتمع مهما بلغت ديمقراطيته. ومن ثم فالمجال الإعلامى هو مجال تنافسى يحمل وجهات النظر للقوى المختلفة، فعلينا لأن نكف عن تقييم الإعلام بأنه أداة خير أو شر، ففى علم السياسية يتم قياس مدى نجاح أى حزب أو قوى سياسية بمدى قوة وسائل الإعلام التى يملكها؛ من حيث انتشارها وقدرتها على التواصل والتأثير فى الجماهير، ومدى نجاحها فى القدرة على حشد الرأى العام تجاه أفكارها وتوجهاتها. وتساءل عطية: ماذا فعلت الدول الديمقراطية للحد من استخدام وسائل الإعلام فى الصراع السياسي، وما الأدوات والإجراءات التى اتبعتها فى هذا الصدد؟ ومن أولى هذه الخطوات الابتعاد عن فكرة الرقابة أو الانغلاق، لأنها أصبحت ممارسات لا تليق بالإنسان المعاصر فى القرن 21، ولا تليق بمجتمع بعد ثورة يسعى لإجراء تحول ديمقراطي حقيقي، أما ثانى الإجراءات من خلال إنشاء هيئات مدنية تعنى بمسألة التنظيم وليس مسألة الرقابة، ومن ثم تتمكن من كشف هذه الانحيازات والخروقات المهنية فى أداء وسائل الإعلام، وتطالب بتعديلها والوصول إلى نقطة توازن إعلامية مهنية. وأكدت د. ليلى عبد المجيد - العميد الأسبق لكلية الإعلام- أن كل هذ الهجوم الذى تشنه التيارات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين يمثل كلام أى حاكم وجماعته يخاف من الإعلام، فعلى مر التاريخ تعتبر أى سلطة حاكمة أن الإعلام يقف "لقمة فى زورها"، ولكن غير المتوقع أن تستخدم السلطة الحالية فى مصر نفس اللهجة بعد ثورة نادت فى أولى كلماتها بالحرية. وقالت د. ليلى: لا ننكر غياب التجاوزات والأخطاء المهنية للإعلام فى الفترة الحالية، وأهمها تدنى لغة الخطاب، فهى تحتاج إلى مزيد من اللياقة والتعقل لا يصح أن تكون ساحة الإعلام معرضًا لما يقال فى الشوارع وعلى المقاهى من سباب وشتائم، كما أصبحت الرغبة فى المعالجات الإعلامية تسعى لإحداث مزيد من الشقاق وإشعال للموقف وهجوم كل طرف على الآخر، فالإعلامى الجاد الذى يريد تقديم رسالة مهنية حقيقية عليه أن يقدم معالجته بهدوء ويدعمها بطرح الأدلة والحقائق. وطالبت "عبد المجيد" مرسى بالتعقل بشأن هذه التهديدات، مؤكدة أن الإجراءات الاستثنائية وحصار الإعلاميين آليات مارستها الدول الفاشية الرجعية، والتى حكم عليها التاريخ فى النهاية بالفشل، وكما قال نقيب الصحفيين الأسبق كامل الزهيرى: "إن أخطاء الحرية تعالج بمزيد من الحرية"، وهناك العديد من الإجراءات القانونية التى يكفلها الدستور فى حال تعرض أحد الاشخاص للاهانة من قبل الإعلام، فعليه أن يلجأ للقضاء، كما يوجد فى قانون نقابة الصحفيين إمكانية محاسبة النقابة للصحفى وتأديبه فى حال خطأه. وأعلنت نهال فاروق - مدرس مساعد قسم الإذاعة والتليفزيون جامعة القاهرة عن اتفاقها مع ما قاله رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أنه لا يوجد إعلام محايد،واغلب القنوات الفضائية الخاصة تتبنى وجهة نظر أحاديه، واصبحت اتعامل مع هذه القنوات الخاصة باعتبارها قنوات تعبر فقط عن التيار اليبرالى العلمانى الاشتراكى . واشارت فاروق ،حتى تحقق هذه القنوات مصداقية ولا تضحك على عقول المشاهدين عليها ان تعرب بكل وضوح انها قنوات ناطقة باسم هذه التيارات الليبرالية العلمانية ،وليست قنوات تدعى كما يقول اصحابها انها تخاطب كل المصريين بمختلف انتمائتهم وافكارهم واطيافهم السياسية لان هذا غير صحيح . وقالت احترم قناه 25 يناير رغم اتهام لكثيرين لها بانها غير حيادية ، لانها قناة واضحة واعربت منذ ليوم الاول انها قناة ناطقة باسم جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ولم تنافق المشاهد ،وتوهمه بانها قناة تضم كل التيارات ،مثلها مثل جريدة الوفد ،فلا نلوم عليها عندما تتبنى افكار وتوجهات حزبها وتدافع عنه . واشارت فاروق ان هذه القنوات الخاصة التى نراها الان تشن هجوما كاسحا خاصة بعد صعود تيارات الاسلام السياسى للحكم ،هى فى الاساس اغلبها يمتلكها رجال اعمال ينتمون للحزب الوطنى ومن ثم يستغلوا هذه المواقف وركوب موجه الثورة والذم لاسلاميين ،فضلا عن مقدمى برامج هذه القنوات فى الاساس اصحاب توجهات ليبرالية علمانية ومن ثم يكونوا ضد التوجه الاسلامى وهو مناراه فى استضافة الضيوف التى تنمى لتيارات الاسلام السياسى . واعربت فاروق انه حتى لو استضافت برامج التوك شو فى هذه القنوات ضيوف اسلامين ،يكون من باب توبيخهم ،وعدم اعطاء مساحة كافية للرد لهم ،واعطاء الضيف الاخر المقابل له فى الحلقة مساحة اكبر وفرصة للحديث . وضافت ان برامج التوك شو تحولت الى منابروصفحات رأى لمقدميها ،وحادت عن هدفها الاساسى كبرامج تعرض مختلف وجهات النظر وتقدم معالجات اعلامية مهنية ومحايدة ، وطالبت بضرورة ان تعترف هذه القنوات بانها ليست قنوات معبره عن مختلف التيارات بل هى قنوات ناطقة بلسان التيار العلمانى الليبرالى الاشتراكى فقط . ومن التجاوزات الاخرى التى رصدتها فاروق فى الاعلام هو تلك الشتائم والمانشيات غير المحايده التى تحمل الاخطاء والتهويل والمبالغة ،قائلة عندما تعلن احدى الصحف الخاصة دون حياء ان نشاطها الرئيسى هو الهجوم على مرسى وتبنى مانشيتات من نوعية " مصر ضد مرسى "،و" الجميع ضد مرسى " وغيرها من العبارات الرنانة التى لا تستند الى اى موضوعية ، تعلى من شان الجانب الليبرالى وجبهة الانقاذ وتبخث حق التيارات الاسلاميه فى التعبير عن رأيها وهذا مايظهر فى ابرز صوره اثناء تغطية مظاهرات الاسلاميين والتيارات المدنية يكون التضخيم والمبالغة لصالح الثانية على طول الوقت . بينما يستنكرالاعلامى خالد داود نائب رئيس تحرير الاهرام ويكلى ،تهديدات الرئيس مرسى التى وجهها الى الاعلاميين،واتهامهم بالعمالة والخيانة ،قائلا هذا تحريض مباشر ،ودفع نحو الحرب الاهليه ،تتزتمن مع محاصرة مدينة الانتاج الاعلامى ،وهذا يؤكد موافقة الرئيس على مثل هذه الممارسات من حصار وتهديد ،بالاضافة الى التصريحات السابقة التى ادلى بها عصام العريان حول ضرورة ان يعرف الجمهور رواتب الاعلاميين . واضاف داود لقد اعطى الرئيس الضوء الاخضر لتعقب الاعلاميين والنيل منهم ،ويتسأل متعجبا عندما يتهم القنوات الخاصة بالعمالة وان مقدميها واصحابها متهربين من الضرائب ،من حقنا ان نعلم ايضا مصادر تمويل قناة 25 يناير ،خاصة انها لا تحظى بنفس الشعبية والمشاهدة العاليةالتى تحظى بها القنوات الاخرى الامر الذى يجلب لاها علانات كثيرة ،ومع ذلك ومع ضعف الاعلانات التى تحصل عليها 25 يناير الا انها مستمرة وتبث وهذا يطرح المزيد من التساؤلات علي الرئيس ان يجب عليها ايضا . كما تسال دواد لماذ لم يخرج الرئيس علينا بخطاب يدين تلك الفتاوى التى خرجت على القنوات الدينية تبيح بقتل الاعلاميين ،وتتوعد لهم وتخوض فى اعراضهم ،مشيرا ان مرسى لم يعد رئيسال لجميع المصرين بل هو رئيسا يخرج علينا ويهددنا فقط عندما تتعرض جماعته وعشيرته لمشكلة فقط .