من داخل ميدان الشهداء بمحافظة بورسعيد.. ومن أرض المدينة التى ارتوت أرضها بدماء شهدائها الأبرار على مر العصور.. التى عاشت الحروب فى 56 و 67 و 73.. ومع تواصل العصيان المدني لليوم الرابع والعشرين على التوالى، بعد أن قدموا فى 26 يناير الماضى 43 شهيدًا و1000 مصاب عند محيط سجن بورسعيد العمومى وقسم شرطة العرب، بالإضافة إلى الأحداث الدامية التى شهدها محيط مديرية أمن بورسعيد، والتى قدمت 7 شهداء وحوالى 600 مصاب بطلقات الرصاص الحى والخرطوش والاختناقات بالغاز المسيل للدموع. من داخل ميدان الشهداء (المسلة) التقى "البديل" بالثوار، والذين أطلقوا دعوة عامة لتوحيد البورسعيدية على هدف واحد، وهو إعادة كرامة بورسعيد وشعبها والدعوة للمشاركة فى تفعيل ثورتهم الخضراء السلمية عن طريق العصيان المدنى الشامل للمدينة بجميع طوائفها وفئاتها ومؤسساتها الخاصة والعامة، وعدم دفع فاتورة الغاز والكهرباء والمياه والتليفون والإيجار، وأن يشارك الجميع معهم فى الميدان؛ لتدعيم العصيان المدني؛ حتى يأخذ شكله الكامل. يقول عبد العزيز عطعوط أخو الشهيد كريم عطعوط الذى شيع الآلاف من أهالي مدينة بورسعيد جنازته والشهيد كريم عطعوط (33 سنة) توفي الجمعة الماضية في أحد مستشفيات الإسماعيلية متأثرًا بإصابته في اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في محيط مديرية أمن بورسعيد، يقول أخوه: "نطالب بحق الشهداء والمصابين فى بورسعيد مثلما أخذ الشهداء الأهلاوية حقوقهم بعد سنة وثلاثة شهور.. نطالب بحقوقنا زيهم، وباقول للرئيس مرسى وحكومته لا أحد عندنا فى بورسعيد من البلطجية.. أخويا اللى اتقتل واخد ثلاث رصاصات فى راسه ومتزوج منذ سبعة شهور وترك عروسته حامل في جنين عمره ثلاثة أشهر". وتؤكد الناشط السياسى عادل منسى أن "دعوتنا فى الميدان للمشاركه فى ثورة خضراء سلمية؛ لأننا نرفض أن تسيس الحكومة حكمها فى القضية؛ لخوفها من ألتراس أهلاوى، وتبيد شعبًا له تاريخ ومناضل لإرضائهم. إلى متى ستظل بورسعيد مهمشة وسيظل أهلها صامتين؟". وبانفعال شديد قال وائل أبو الحسن، وهو ناشط سياسى ومن ثوار ميدان الشهداء "شعب بورسعيد لا يركع إلا لله الواحد الأحد، ولا بد أن نشارك جميعًا من أجل كرمة بلدنا وصوت الحق وعزة النفس.. تخيل لو أخوك أو ابنك أو جارك أو صديقك أو قريبك، لو نزل ولم يعد مرة أخرى، ويكون قد قتل أو سجن أو أصيب، ماذا سيكون رد فعلك؟ الآن جاء الوقت الذى لا بد فيه أن نشعر بآلام بورسعيد وأهلها، وكفانا سكوتًا على نظام فاشل ولا يملك أى حل أو إرادة لنهضة هذاالشعب.. ومطلبنا الوحيد كرامة بورسعيد ورفع الإهانة عن شعبها ورفع الظلم عن المظلومين". وتؤكد ولاء الغزاوى المحامية الحقوقية قائلة "ثورتنا سلمية، وهى ثورة خضراء ونزيهة، وكلنا على قلب رجل واحد، ولا يوجد تيار أو حزب، وأهدافنا ثابتة، وهى إعادة حقوق الشهداء والمصابين واعتبار ثوار 26 يناير الماضى شهداء الثورة المصرية، والقصاص العادل ممن قتل وتسبب فى القتل، وخروج بقية المظلومين الأبرياء من السجن فى قضية أحداث مذبحة بورسعيد، وعودة الحقوق كاملة إلى أبناء بورسعيد". وتضيف ولاء "رغم أننا منذ 20 يومًا معتصمون فى عصيان مدنى بميدان الشهداء، إلا أنه لا يوجد أى حادثة سرقة أو خطف أو تحرش؛ لأننا جميعًا نشعر بالوطنية، إلا أن لدينا حالة من الإحباط لعدم استجابة الرئاسة لمطالبنا؛ مما سيجعلنا نطالب بإغاثات دولية". وتقول حنان الصحفية والناشطة السياسية "من قديم الأزل وبورسعيد مهضوم حقها، والحكم ظالم، ومعظم الشباب مظلومون، وبعضهم أعمارهم لا تتجاوز الثالث والرابع عشر، فهم أحداث لا تطبق عليهم حكم الإعدام، وهذا مخطط صهيوني أمريكي لإعدام بورسعيد". وبهدوء وسكينة تملؤهما الثقة يقول بركات مبارك أبو الثوار بميدان الشهداء "المجد للشهداء فى كل الأوطان، وشهداؤك يا بورسعيد فى جنة الرحمن.. البورسعيدية قالوا بيان عصيان مدنى فى كل مكان.. اقتل برضه اقتل واقتل.. عصيان مدنى مش هنموت". فيما وجه محمود دحروج (مدرس) رسالة إلى وزير التربية والتعليم بأن يكون على مستوى الحدث، ويتخذ إجراءات عاجلة لعلاج قضية الدراسة المتوقفة ببورسعيد وعدم ذهاب طلاب المدارس بجميع مراحلها إلى مدارسهم منذ بداية التيرم الثانى ولم يدرسوا أي شيء فى المناهج التعليمية حتى الآن، فى حين أن الوقت المتبقى لا يكفى لتدريس المناهج الدراسية؛ لأنها طويلة وتحتاج إلى وقت"، وطالب "نريد حلاًّ عاجلاً وسريعًا؛ حتى لا يضيع مستقبل أبنائنا". وأشار محمود عوض الشهاوى، وهو شاهد عيان على الأحداث التي وقعت يوم مباراة الأهلى والمصرى، والتى استشهد فيها 74 مشجعًا إلى أنه "كان يوجد متفرج جالس فى مدرج جمهور الأهلى قبل الحدث بدقائق معدودة، واستقبل مكالمة على تليفونه، وسمعته بيقول له والله العظيم بيقول "امشى حالاً"، بما يعنى أن محدثه يطلب منه أن يترك المباراة ويمشى من المدرج، ويغادر الاستاد، وبالفعل وجدته غادر المكان فورًا عقب المكالمة، ولكنى لم أكن أتوقع ما حدث بالمرة". رغم مرور أكثر من 20 يومًا، لا يوجد أى حادثة سرقة أو خطف أو تحرش معظم الشباب في الثالث والرابع عشر، لا تطبق عليهم حكم الإعدام كان يوجد متفرج فى مدرج الأهلى استقبل مكالمة قبل الحادثة بدقائق بتقول "امشى حالاً" لدينا إحباط لعدم استجابة الرئاسة لمطالبنا؛ مما سيجعلنا نطالب بإغاثات دولية