"تقلدتْ روحُهُ نياشينَ الرصاصِ الذي مزقه فنصعَ مجدَهُ" "الفريق أول عبد المنعم رياض" لطالما ذكرت هذا الاسم الوثَّاب إلى المجدِ والنضالِ، فلا يسعك إلَّا أنْ تبذلَ له ذخيرةَ إجلالٍ واحترام؛ تحية لروحه الطاهرة هو وغيره من شرفاء الوطن من أبطال القوات المسلحة المصرية الذين ضحوا بأرواحهم وسطروا بدمائهم صفحات من تاريخ الوطن. لم يختلف عليها أحدٌ في وصفه بالأسطورة العسكرية، كان واحدًا منهم بل كان من أهم الشخصيات العسكرية التي كانت لها وجهة نظر في القادة وأنهم يصنعون ولا يولدون فكان يقول: "لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذي يولد قائدًا هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا، ولكن العسكريين يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة. إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، والقائد الذي يقود هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار". وكان مؤمنًا بأنه ليس أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، وكان يردد: "لابد أن أكون بين الجنود بالجبهة في كل لحظة من لحظات البطولة، إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فهزيمتنا محققة، إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية". هكذا قال أسطورة العسكرية والذي أشرف على خطة تدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف، والذي تحل اليوم الذكرى 44 عامًا على استشهاده تجولت "البديل" بين عدد من الخبراء العسكريين ليتحدثوا لنا أكثر عنه. أكد اللواء محمد عكاشة الخبير العسكري والإستراتيجي أن يوم الشهيد من أشرف أيام القوات المسلحة؛ لأنة يجسد قيمة القوات المسلحة ورجالها الذين يدافعون عن الوطن، مشيرًا إلى أن عبدالمنعم رياض حقق انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستئنزاف؛ مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الاسرائيلية على مدينة بورفؤاد وأيضا لعب دورًا كبيرًا في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1976 وإسقاط الطائرات الحربية الإسرائيلية. وأوضح أن بعد النكسة استدعى الرئيس جمال عبد الناصر عبد المنعم رياض وعينه رئيسًا للأركان. استشهد رياض أثناء زيارة له لإحدى وحدات المشاة الفرعية على طول خط الجبهة بين السويس والقنطرة ظهر يوم 9 مارس عام 1969؛ ليتفقد أحوال سير المعركه ويكون وسط جنوده على بعد 250 مترًا من مرمى النيران الإسرائيلية، وما إن وصل إلى تلك الوحدة المنطقة رقم 6 أو "نمرة 6" بمنطقة الإسماعيليه حتى وجهت إليهم إسرائيل نيران مدفعيتها، واستمرت المعركة التي كان يقودها عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاماً قضاها عاملًا في الجيش متأثرًا بجراحه ويشاء القدر أن تكون تلك النقطة أول نقطة عبور لقناة السويس في حرب 1973. وأضاف أن الاحتفال بيوم الشهيد هو احتفال لجميع الشهداء من أصغر جندي إلى أعلى رتبة، فالشهداء أصحاب الفضل الحقيقي لهذا الوطن، مشددًا على ضرورة عودة الشعب المصري مدنيين وعسكرين يد واحدة، موضحًا أن مقاتلي 1973 أطلقوا مبادرة طوق النجاة دعوا فيها القوات المسلحة للتدخل لحماية مصر من الخطر الداخلي الذي تعيشة على يد النظام الإخواني لافتًا إلى إن المبادرة اشتملت إسقاط دستور الإخوان الملفق والعودة إلى دستور 71 ثم تعيين مجلس رئاسي منتخب ومن ثم عودة الجيش إلى مكانه. وقال اللواء أركان حرب محمد الحسيني محمد إنه كان رائدًا بالقوات المسلحة واعتمد عليه الرئيس جمال عبد الناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية وحرب الاستنزاف. وأشار الحسيني إلى الاختلاف من زمن إلى زمن بالنسبة للقوات المسلحة وتقهقر دورها إلَّا أنها الجهة الوحيدة الأكثر ولاءً وتنظيمًا والأقل فسادًا تحت أي ظرف ولذلك استبعد أن يتبنى الجيش المتمثل في قياداتهأي توجه أو سياسة، لأنه يعمل للصالح العام فقط. خبراء عسكريون في يوم الشهيد واستشهاد عبد المنعم رياض: مبادرة "طوق النجاة من مقاتلي 1973" حماية مصر من الخطر الداخلي الذي تعيشة على يد النظام الإخوانى. إسقاط دستور الإخوان الملفق والعودة إلى دستور 71 ثم تعيين مجلس رئاسي منتخب ومن ثم عودة الجيش إلى مكانه.