تقدم عدد من موظفى المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية بفرعيه، الأول بحرم قلعة قايتباى الأثرية، والثاني فرع "محطة بحوث المكس السمكية"، ببلاغ إلى النيابة الإدارية يحمل رقم 786 بتاريخ 18 فبراير 2013، وكذلك بشكوى إلى الجهاز المركزى للمحاسبات تحت رقم وارد 67 بتاريخ 18 فبراير، ومرفق بالبلاغين سى دى يحمل بعض الصور والمستندات التى يستندون إليها. وكشف البلاغ عن فساد بعض المسئولين عن مزرعة المكس السمكية "محطة البحوث" الخاصة بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد والتى تقام على مساحة 37 فدانًا بمنطقة المكس غرب الإسكندرية، وهى خاصة بإنتاج الزراعة السمكية وتطوير الدراسات والأبحاث العلمية التى يتردد عليها الباحثون من كل صوب وحدب. ورد بالبلاغ شكوى الموظفين وعمال فرع "المكس" من أنهم يعانون من خطر داهم ومستمر بمحطة البحوث التى تخلو من أى وسائل للأمان والسلامة المهنية، فالمحطة ملاصقة بخزانات "شركة بترو جاز للغاز المسال"، والتى تمر بطول سور المحطة ومدفونة بداخلها، وكذلك تتشابك خطوط أبراج الضغط العالى داخل المحطة نفسها والتى تسبب سرطانات ومضاعفات وأمراضًا كثيرة، وذلك يتنافى مع تأمين بيئة العمل طبقًا لقانون العمل المصرى لعام 2003، خاصة المادة 208 والتى طبقًا لها تتنافى "المحطة" مع شروط السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، ولذلك يعتبر هذا شروعًا فى قتل عمد لكل من يعمل بهذه المحطة. ويسرد البلاغ أن المحطة يصرف عليها أموال طائلة كل عام تحت بند تطوير الإنشاءات التى تقوم بها شركة "السرايا" والتى تتعاقد مع إدارة المعهد منذ عدة سنوات، ولكن كما ترصد الصور شكل محطة البحوث، فإن المبنى الذى تم إنشاؤه منذ أربع سنوات فقط "أيل للسقوط" وبه تشققات كبيرة وهو خطر على الموظفين والعمال وأيضًا على الزائرين من الباحثين، حتى أعمدة الإنارة لا يضاء منها مصباح واحد. كما أن المحطة "مركز البحوث" هى محطة "تفريخ" وإنتاج يرقات سمكية، وكانت مكونة من 15 حوضًا لتفريخ الأسماك، ومساحة الحوض الواحد فدانان ونصف الفدان، وكان الحوض الواحد يدر ربحًا يصل إلى نصف مليون جنيه فى الدورة الواحدة من إنتاج الأسماك، أى ما يزيد على سبعة ملايين جنيه لخزانة وزارة البحث العلمى، ولكن تم ردم ما يقرب من ثمانية أحواض، ولا يعمل حاليًّا سوى ثلاثة أو أربعة أحواض على الأكثر؛ مما يعد إهدارًا للمال العام وموارد الدولة. ويضيف الموظفون داخل شكواهم أنه تتم بالمحطة مبانٍ غير مرخصة وغير مخططة وبها مخالفات كبيرة، وكانت أقربها بناء مصنع "علف" بتكلفة خمسة ملايين جنيه من أجل إنتاج العلف المستخدم فى المزارع السمكية الخاصة بالمحطة، وتم إنشاؤه وللأسف تم غلقه بعد تشغيله بشهر واحد، حتى قالت عنه اللجنه الهندسية والتى هى فى الأصل من أشرفت على بنائه إنه غير مطابق للمواصفات، والآن يتم استخدامه كمخزن للأعلاف، ويتم شراء العلف الخاص لباقى الأحواض التى تعمل من خارج المحطة، رغم أنه لو تم تدعيمه ببضعة آلاف فسوف يتم تشغيله ويدور به الإنتاج، ولكن لا نعلم ماذا يدور بشأن هذا المصنع، كما أن المحطة يصرف عليها الملايين بشكل خاطئ دون أى إنجازات علمية أو إنتاجية، والتى لم تصلح مياهها الجوفية حتى تاريخه فى تفريخ أو رعاية يرقات الأحياء المائية والتى تحتاج إلى الكثير من الدراسات والمعالجات التى لم تتم حتى الآن. ويتهم البلاغ مشروع الدكتور عمرو زكريا مستشار وزير البحث العلمى الذى تكلف 27 مليون جنيه، وهو مشروع إنشاء أحواض جديدة تقوم بتفريخ العديد من أنواع الأسماك، حيث قام بردم الأحواض الطبيعية، وأبدلها بإنشاء تانكات خرسانية جديدة لزراعة وتفريخ يرقات الأسماك، ولكن المشروع الذى تكلف 27 مليون جنيه فشل ولم يفرخ "يرقة واحدة"، وعندما تحضر بعض الزيارات أو الوفود الأجنبية فإنهم يقومون بشراء "يرقات"من خارج المحطة ووضعها بالأحواض لإيهام البعض بنجاح المشروع. وقال العمال داخل شكواهم للجهاز المركزى للمحاسبات "نحن كعاملين وموظفين بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالمبنى التعليمى و"مركز البحوث" بالمكس قد ذهبنا منذ عدة أيام إلى وزارة البحث العلمى واجتمعنا بالدكتورة نادية زخارى وزيرة البحث العلمى، ووضعنا أمامها كل ملفات الفساد التى تخص "محطة بحوث المكس" وقدمنا لها صورًا وفيديوهات توضح حجم تفاقم الأزمة وحجم الفساد المنتشر، وقمنا بعرض مطالبنا والتى تتمثل بندب لجان متخصصة ومحايدة للتحقيق فى حجم الفساد المنتشر ومشروع الدكتور عمرو زكريا الذى فشل بشكل تام فى تقديم أى جديد بحثى، واستغلال موارد المحطة للمشروع، مع منع وقطع المكافآت على العاملين بها؛ بغية الصرف على المشروع الذى دمر المحطة تمامًا، وأيضًا المطالبة بإجراءات الأمن والسلامة المهنية وتثبت المؤقتين وتقنين أوضاعنا المالية وصرف الحوافز والبدلات الخاصة لنا والنظر إلينا بآدمية وحمايتنا من الموت المتعمد الذى ينتظرنا من محولات الضغط العالى التى تتوسط المياه بالمزرعة السمكية والكابلات المتهالكة الملقاة على الأرض والتى تصعق يوميًّا عشرات الحيوانات المتواجدة بالمكان، حتى كلاب الحراسة ماتت صعقًا بالكهرباء من الكابلات الأرضية". هدم أحواض محطة بحوث "المكس" السمكية لإقامة مشاريع فاشلة.. وإنشاء مصنع علف تم إغلاقه بعد شهر من تشغيله بتكلفة5 ملايين جنيه الموظفون: لا يوجد أمن وسلامة مهنية ومعرضون للموت يوميًّا