وصف خبراء الاقتصاد تصريحات جون كيري وزير خارجية امريكا الجديد خلال زيارته لمصر بشأن تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لمصر، بأنه نوع من الاستهلاك الإعلامي خاصة بعد خشية الولاياتالمتحدة من تعطيل لمصالح حليفتها اسرائيل بعد وجود بوادر لتحويل العلاقات بين مصر وايران خاصة بعد زيارة وفد اقتصادي مصري للدولة الاخيرة علي خلفية زيارة الرئيس أحمدي نجاد للقاهرة خلال الاسابيع الماضية.. وقالت الدكتورة هدي المنشاوي مدير ادارة البحوث والتحليل الفني للمجموعة المصرية للأوراق المالية والخبيرة المصرفية، أن الغرض الرئيسي من زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكي للبلاد ليس لتقديم دعم دولته السياسي والاقتصادي كما زعم، مؤكدة ان تلك الزيارة جاءت لخدمة مصالح كل من أمريكا و"اسرائيل" السياسية في المنطقة خاصة بعد وجود بوادر علاقات بين مصر وايران. واضافت المنشاوي: أن مصالح "اسرائيل" وامريكا تقتضي وجود تحالف فيما بينهما ضد ايران.. بالاضافة الي ضرورة وجود مصر في ذلك التحالف من خلال وجود دعم لوجستي من خلال قناة السويس وقطع العلاقات مع الدولة الايرانية خاصة انه يمثل تهديدا لهاتين الدولتين، وان "اسرائيل" لن تسمح بوجود بادرة جديدة لايران في امتلاك السلاح النووي خاصة في مصر. وعلي نفس السياق أكدت الدكتورة علياء المهدي الخبيرة الاقتصادية وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة السابقة، أن الولاياتالمتحدة تحاول ان توصل رسالة للقيادة المصرية بانها تحاول تقديم الدعم لها من خلال دعم مالي زهيد الي جانب إعلانها ايضا عن موافقتها لتقديم دعمهما لاستئناف قرض صندوق النقد الدولي بالنسبة لمصر. ونفت المهدي ما اثير حول رفض ادارة الصندوق النقد الدولي للقرض المصري ،مشيرا الي انه يشترط عدة شروط للحصول عليه من خلال وضع برنامج اصلاحي علي المستوي الاقتصادي ويراعي البعد الاجتماعي للمواطنين وبالتالي فإن ادارة الصندوق تدرس حاليا التعديلات الاخيرة التي اعدتها الحكومة المصرية ببرنامجها الاصلاحي الاخير. ووصفت تصريحات جون كيري في تقديم العون لمصر اقتصاديا وسياسيا بانه نوع من الاستهلاك الاعلامي ليس اكثر، مشيرة الي مبلغ ال250مليون دولار التي وعدت به الحكومة الامريكية لدعم الموازنة العام للبلاد مجرد مبلغ تافه للغاية. وانتقدت المهدي تصرفات القيادة السياسية والحكومة المصرية في ادارة شئون البلاد خاصة في ظل الصراع السياسي الموجود حاليا،مؤكدة انه لا يمكن بأي حال من الأحوال اعادة بناء الدولة وهناك ضحايا في بورسعيد والمنصورة والتحرير وترك الامور تزداد اشتعالا. وكان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قد صرح خلال لقائه بالرئيس محمد مرسي،أمس أن هناك حاجة لمزيد من العمل الشاق والحل الوسط لاستعادة الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي لمصر،مشيرا الي انه شجع "مرسي" لتنفيذ اصلاحات محلية لمساعدة البلاد في التوصل لاتفاق مع ادارة صندوق النقد الدولي ووضع مصر علي أساس اقتصادي متين. واشار الي ان بلاده تلتزم بدعم مصر بصورة مباشرة عبر آليات للتغيير الديمقراطي بالبلاد بما في ذلك رجال الاعمال الشباب،مشيرا إلي انه تم اطلاق صندوق المشاريع المصري الامريكي بقيمة 60مليون دولار كتمويل امريكي ومن الممكن ارتفاع قيمة رأس مال الصندوق خلال السنوات المقبلة الي 300مليون دولار. وأعلن كيري عن تقديم نحو 250مليون دولار من الحكومة الامريكية، علي ان يتم ارسال 190مليون دولار كدفعة أولي منها لدعم الموازنة العامة للدولة تحفيزا للاقتصاد المصري Comment *