تحدث الكاتب الأمريكي، ديفيد أجناتيوس، في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" عن العنف المتزايد في مصر، مسلطًا الضوء على روابط مشجعي كرة القدم المعروفين باسم "الألتراس". وقال "أجناتيوس": "إذا أردت فهم مشجعي كرة القدم ،الذين أصبحوا قوة سياسية في مصر الجديدة، فربما عليك أن ترجع إلى رواية "البرتقالة الآلية" للكاتب أنتوني بيرجس، التي تدور أحداثها حول مستقبل فوضوي، شكلته عصابات متجولة ترتكب بعض أعمال العنف المتطرفة". ورأى "أجناتيوس" أن الرواية تعد بمثابة المرشد الغيبي لعصابات الشباب العنيفة ،المنتشرة في شوارع مصر وغيرها من البلدان . وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن هؤلاء الشباب المشاغبين، يبدو أنهم فقدوا احترامهم لجيل آبائهم؛ لأنه ضحا بكرامته وخضع لنظام حسني مبارك القمعي وكذا لقوى السيطرة الاجتماعية، التي تم نسجها من خلال المجتمعات التقليدية. وأوضح "أجناتيوس" أن النسيج الاجتماعي القديم تمزق، نتيجة ظهورمجموعات الشباب العنيفة، الذين يمتلكون الشوارع، ويستخفون بالشرطة، ورموز السلطة الأخرى، فإذا أصدرت الحكومة المصرية أوامر بحظر التجول، فإن مشجعي كرة القدم يتعمدون البقاء في الشارع طوال الليل. ويشير الكاتب في مقاله إلى أن الشغب ،التابع لكرة القدم، أمر مستوطن في كثير من دول العالم، فهو موجود في بريطانيا، وغيرها من الدول الأوروبية ،التي قد نسمع فيها بعض الهتافات العنصرية. وأوضح أن الدور السياسي المتزايد، الذي يلعبه مشجعو كرة القدم المتطرفون المعروفون باسم "الألتراس"، ساعد في الإطاحة ب"مبارك" قبل عامين في ثورة ميدان التحرير، والآن يطلقون على أنفسهم "الكتلة السوداء"، ويتحدون الرئيس محمد مرسي وحكومته ،التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين. ونبه إلى أن التحدي في مصر ما بعد الثورة، هو جلب هؤلاء الشباب الغاضبين للمشاركة في بناء نظام ديمقراطي جديد. واختتم الكاتب الأمريكي مقاله في "واشنطن بوست" قائلا :" هؤلاء الألتراس الغاضبون ،الذين يسيطرون على الشوارع، قد يتجرأون للمزيد من تحقيق السيطرة في المستقبل. Comment *