سيذكرني قومى إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر "أبوفراس الحمداني" ظلموها من أسموها ثورة شباب! ألم يعرفوا أن عمنا جلال عامر داهمته الأزمة القلبية فى مسيرة مطالبا بمطالب الثورة وحقوق الشهداء، أم أننى من ظلمت هذا الرجل حينما لم أعرف أنه يحمل بين ضلوعه قلبا شبابا وبين طيات عقله خبرة الشيوخ!؟ سمعنا صوتك وأنت ساكت ... فى ناس بتضحك فجأة ماتت ... فإن كنت تريد أن توصل صوتك وتأخذ حقك وأنت ساكت، وهناك من داهمته الأزمه القلبية فى مسيرة مطالبا بحقوق الشهداء وبالحرية، هو عمنا الإسكندرانى الجدع ( جلال عامر)، هناك بعض الكتّاب كانوا يريدون أن يذهبوا ليدفنوه لكنه مابيردش على التليفون كما قال الكاتب ياسر الزيات وقتها فأنا فى الحقيقة خايف ليكون حصل له حاجة بعد ما مات وخايف ليكون بطّل ضحكته!!!! فبعد أن كان بيموت فى الهزار، مات من الهزار...ربما مات هذا الرجل لأنه كان يهتف دائما جملة ( يانجيب حقهم يانموت زيهم ) فبعد أن عجز أن يجيب حقهم الشهداء نفذ الجزء الثانى من الهتاف جلال عامر فكرة مضحكة تجلّت واضحة منذ زمن فكيف يمكن لفكرة أن تموت، فالكتّاب العظماء لايموتون أبدا خاصة من رسموا البسمة فى قلوبنا قبل أن يرسموها على وجوهنا، فعمنا جلال ترك مصر وهى على كف عفريت، وهذا اسم كتاب له ( مصر على كف عفريت )، وترك لها مايدعونه مخطط يريد إسقاط الدولة، ولكن فى الحقيقة أرى أن هذا ليس مخططا لكنه كاروهات، فلكل منّا نحو الثورة سلوك، وقد تتلامس سلوك الكهرباء عندك مع بعضها لتخلط المفاهيم، وتطفئ أنوار الحقائق كنت ترى الوطنية الخالصة، والتحليل المنطقى للأمور، والحب الصادق فى عيونه، حتى آخر جملة كان يلفظ بها قبل أن يموت: المصريين بيموتوا بعض. آه ياعم جلال ماذا عن قوافل الذكرى التى تمرعلىّ رافضة الرحيل ! يصل الاشتياق مداه كما يصل التماسك أيضا مداه فى محاولته الجريئة لعدم فضح مشاعرالتصبر المهلهلة! لا أدرى لماذا مقولة (صعلوك عابر سبيل، ابن الحارة المصرية، ليس لى صاحب، لذلك كما ظهرت فجأة سوف أختفى فجأة ... فحاول تفتكرنى) ذكرتنى بالشاعر أمل دنقل هل لأنه كان يُنادَى بالشاعر الصعلوك، ليت شعرى! لكن واقع الكلمة يحمل إلىّ عاملا مشتركا وهو أنه أقرب كاتب وأقرب شاعر إلى قلبى! كتبت مجرد كلمات وما الكلمات إلا ثروتى لعلها توفى بعضا من حقه علينا، " الكلمة مقررلها الخلود" كما قال" رامى جلال عامر". ...وهو الإنسان إيه غير شوية كلمات وحاجات فوق بعض. جلال عامر مدرسة منفردة فى السخرية، وهناك من يحاول أن يقلده لكن كلمات الكاتب مثل بصمات أصابعه، وهو ملأ الفراغ الذى تركه السعدنى، و إن كنت أعتقد أنه لن يأتى مثله جلال عامر- لكن مصر ولّادة، ولكن هناك من يريد أن يعطيها حبوب منع الحمل، كان يكتب قبل المصرى اليوم فى جريدة التجمع والأهالى اللتين تصدران عن حزب التجمع اليسارى، فكنّا نراه يطالب بحقوق الفقراء والمهمشين، كان رقيق المشاعر، ودمعته قريبة، وحساسا لدرجة عالية، لا أنسى دموعه مع الإعلامى جابر القرموطى. كان رمزا للكاتب المناضل بسن قلمه فبعد رحيل هذا الكاتب الساخر العظيم ... علينا أن نتعلم السباحة، لكى نعوم فى بحور من الحزن بعده، .. ربنا يرحمك ياعمنا. Comment *