( فيه ناس تعمر فى الحياة وتموت سيرتها على مفيش .. وجلال مفارق للحياة وبرغم موته قدر يعيش ) تلك الكلمات هى لسان حال المحبين والمعجبين بكتاباته وكلماته المأثورة التى مازال يرددها العامة فى الكثير من المواقف والأحداث التى نعيشها وكأنه مازال بيننا ومازال يعلق عليها وقت حدوثها . أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الأولى لرحيل أميرالساخرين وهو اللقب الأشهر الذى منحه الشارع المصرى للكاتب الكبير الراحل جلال عامر حيث تحل علينا الذكرى الأولى لرحيله يوم 12 فبراير الحالى . وبتلك المناسبة قررنا إجراء حوار مع نجله الأكبر الكاتب الصحفى رامى جلال عامر ليتحدث لنا عن كواليس كثيرة فى حياة جلال عامر مثل طقوسه أثناء الكتابه والكتاب الساخرين الذين تأثر بهم وكذلك علاقته به كيف كانت؟ ومالذى تعلمه منه؟ .. وأشياء أخرى كثيرة داخل الحوار. - مرعام على رحيل الأستاذجلال عامر،ماذا تقول في ذكراه؟ (فى الليلة الظلماء يفتقد البدر) كنا في أمس الحاجة لوجوده معنا مناضلًا ومعلقًا على الأحداث، لكن عزاؤنا الوحيد أن كلماته وأفكاره لاتزال موجودة وفاعلة بيننا. - ما السر وراء استمرار تداول كلماته حتى الاّن ؟ وكذلك تداول الكثير من كلماته كتعليق على أحداث حدثت بعد وفاته وكأنها كتبت لتلك الأحداث ؟ جلال عامر ليس مجرد كاتب ساخر كما يريد البعض أن يصنفوه، ولكنه فيلسوف إنسانى يتمتع ببصيره وقدرة على التحليل ويتحدث عن القضايا الإنسانية المختلفة، فإن كنت إنسانًا عاديًا سوف تعلق على أشخاص، وإن كنت أكثر رقيًا سوف تتحدث عن أحداث،أم إن كنت فيلسوفًا فأنت تناقش أفكار،وهذا أعلى مستويات التفكير. - وكيف ترى تأثير كلماته الشارع ؟ لا يقل عن وجوده، لأن كلماته باقية، بل أصبحت أكثر انتشارًا لأننا كمصريين نركز على العظماء بعد رحيلهم. - هل كان يرى أن شباب الثورة هم الأمل وليست التيارات أو الأحزاب السياسية ؟ الثورة للثائرين، وليست لنخبة بطئية الحركة كالأفيال أو جماعات سريعة الحركة كالصقور، فالثورة لمن ثار ووقف في الميادين ودفع حياته ثمناً لها.. وهذا واضح بعد عام على رحيل جلال عامر وكتاباته تثبت ذلك وتثبت أنه لن يستقيم الوضع إلا حين تعود الثورة لصانعيها وليس لمختطفيها. - هل كان ساخرًا أيضا فى المنزل ؟ كان شخصية متسقة مع ذاتها، ما رآه معجبوه على شاشات الفضائيات وفي كتاباته كان هو الصورة السائدة في بيته، كان ساخرًا يشيع البهجة أينما وجد. - حدثنا عن طقوسه أثناء الكتابة ؟ كان يكره الروتين، لكن بشكل عام لم يكن يكتب سوى في الصباح الباكر جدًا، وينتهى من مقاله قبل التاسعة صباحًا، وكان عاشقًا للهدوء، يدخن السجائر بشراهة ويحتسى الكثير من القهوة.. وكان كثيرًا ما يستمع إلى الموسيقى بعد كتابة المقال،وكان عاشقًا لعبد الوهاب وخصوصًا أغانى مثل أفتكرنى والنهر الخالد ويا ورد مين يشتريك وغيرها. - حدثنا عن سر إرتباطه بالإسكندرية ؟ كان مرتبطًا جدًا بالإسكندرية ورفض عروضا كثيرة للإقامة في القاهرة, كان مثل السمك الذى لا يستطيع الخروج من الماء.. كان عاشقًا للإسكندرية ولبحرها، وهى مدينة ساحرة تساعد على الإبداع خرجت عظماء مثل سلامة حجازى وسيد درويش ومحمود بيرم التونسي وغيرهم. - حدثنا عن أصدقائه ؟ كان صديقًا للجميع، لم يكن له شلة معينة أو جماعة واحدة فقط. فصديق جلال عامر هو بواب العمارة وبائع الجرائد وبائع الفول وأمثالهم من البسطاء الذى كان هو واحدًا منهم. لقد كان جلال عامر شخصية مؤثرة يختلط بالجماهير ويلتحم معهم ويكره فكرة وجوده في برج عاجى وانفصاله عنهم، ولذلك كانت أماكن تواجده في أماكن بسيطة مثل المقاهى الشعبية المختلفة. - من هم الكتاب الساخرين الذين تأثر بهم ؟ أظن أنه خليط من عدد من الكتاب الساخرين مثل محمود السعدنى ومحمد التابعى وناجى جورج وغيرهم، إلا أنه خرج في النهاية بمدرسة متفردة في الكتابة اعتمدت على ما يشبه التداعى الحر للأفكار وهى التكنيك المتبع في علم النفس وكذلك التركيز والتكثيف والبعد عن الاستطراد وطرح عدد كبير جدًا من الأفكار في مقالة واحدة والقدرة على توصيل الفكرة لجميع الشرائح والطبقات. Comment *