قالت مجلة "التايم" الأمريكية إنه بعد عامين على الثورة المصرية، لا يوجد بصيص من الأمل لإنهاء المصاعب والشكاوى الدافعة للإطاحة بمبارك، لافتة إلى استمرار معاناة الاقتصاد المصري، والحكومة الجديدة المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين لا تزال بعيدة عن حل المشاكل المتعددة للفقر والحرمان الذي أشعل ثورة 25 يناير. وأضافت "التايم" أن التراجع السريع في قيمة العملة المصرية جنبا إلى جنب مع تدابير التقشف المفروضة من قبل المقرضين الدوليين يعني أن الحياة في طريقها لتكون أصعب بكثيرعلى الطبقة الوسطى والفقراء في الأشهر المقبلة. ورأت "التايم" أن الفقر وحده لا يسبب الثورات، حيث هناك العديد من البلدان الأخرى أكثر فقرا من مصر ولم تقم بها ثورات، لكن الثورة المصرية التي أطاحت بمبارك شاركت فيها رقعة واسعة من مختلف الطبقات الاجتماعية. فعلى الرغم من أن شكاوى المصريين من نظام مبارك الاستبدادي كانت كثيرة، بما في ذلك الفساد وغياب حرية تعبيروالدولة البوليسية المرعبة، إلا أن الفجوة الآخذة في الاتساع بين الأغنياء والفقراء والبنية التحتية المتآكلة وإهمال الحكومة للأحياء الفقيرة المتهالكة، كان أيضا جزءا من خلفية درامية طويلة ومعقدة للثورة الشعبية التي أطاحت بمبارك. ونقلت "التايم" عن أبو أحمد، بائع الشاي، البالغ من العمر 56 عاما، قوله إنه لم يعد يضع السكر في كوب الشاي الخاص به لأن سعر كيلو السكر ارتفع. وأوضحت المجلة أن ارتفاع الأسعار ليس المصدر الوحيد للإحباط العام، فالبنية التحتية الوطنية المتداعية للبلاد هي أيضا لا تزال سببا للغضب السياسى، مشيرة إلى حادثة قطارالبدرشين، الأحدث في سلسلة من كوارث النقل، وانهيار عقار غير مرخص في الإسكندرية. ومن جانبه، قال مايكل حنا، المحلل في مؤسسة القرن، إن السؤال هو كيفية تفاعل الجمهور مع الصدمات الاقتصادية والحكومة غير الكفء وظيفيا عندما لا تأتي من مستبد علماني ولكن من جماعة الاخوان المسلمين الدينية، متوقعا أن الجماعة سوف تستخدم الدين لتخفيف وطأة الإجراءات التقشفية. Comment *