كانت الخريطة السياسية والحزبية قبل ثورة يناير تحمل عددًا محدودًا من الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين تمثل تيارالإسلام السياسى وحزب الوفد يمثل التيار الليبرالى, وحزب التجمع يمثل اليسار, كما يمثل الناصرية الحزب العربى الناصرى, بالإضافة إلى الحزب الوطنى الذى كان يمثل حزب الأغلبية ويرأسه رئيس الجمهورية آنذاك "مبارك". كان هناك داخل كل تيار من التيارات الاربعة العديد من الأحزاب الأخرى مثل الحزب الشيوعى المصرى, والغد، والجبهة الديمقراطية, وغيرها من الأحزاب, كما كانت هناك العديد من الكيانات التى تضم جميع قوى المعارضة أبرز تلك الكيانات, حركة كفاية والتى هدفت الى الوقوف ضد مشروع التوريث, ايضاً الجمعية الوطنية للتغيير التى دشنها البرادعى بهدف تغيير 7 مواد فى دستور 71 لتمكن المصريين من الترشح لانتخابات الرئاسة, لم نستطع أن نغفل الحركات الشبابية التى كانت أحد أهم أسباب اندلاع الثورة. اختلفت الخريطة كثيراً بعد ثورة 25 يناير، حدث الكثير من الانشقاقات داخل الأحزاب, كما حدث الكثير من التحالفات بين الكيانات الأخرى, وتم تدشين الكثير من الحركات والأحزاب الجديدة فاختلف شكل الخريطة السياسية المصرية وبرزعلى الساحة العديد من الكوادرالجديدة. بعد الثورة اتجه الكثيرون الى تدشين أحزاب جديدة, جماعة الإخوان المسلمين التى كانت تسعى دائما لإيجاد كيان رسمى لها أنشأت حزب "الحرية والعدالة"،" السلفيين" خرجوا من المساجد وأنشأوا العديد من الاحزاب السلفية أبرزها حزب النور, وبهذا لم تعد جماعة الإغخوان المسلمين هى وحدها التى تمثل الاسلام السياسى, على مستوى التيار الليبرالي تم تدشين العديد من الاحزاب مثل حزب المصريين الاحرار, العدل, مصر الحرية, وغيرها من الاحزاب, وبعد انتهاء الانتخابات الرئاسية سعى السيد عمرو موسى الى تجميع التيار الليبرالى فى حزب واحد كبير وهو ما نراه فى حزب المؤتمر الذى يجرى الآن مشاورات بشأنه بين الليبراليين لم تنته بعد. أما اليسار المصرى فخريطته تغيرت كلياً بداية من الانشقاقات التى واجهها حزب التجمع حيث خرج العديد من الكوادر والقيادات من الحزب بعد الثورة ودشنوا حزب التحالف الشعبى الاشتراكى, كما تم تأسيس الحزب الاشتراكى المصرى, ايضاً واجه الحزب الشيوعى المصرى انشقاقا، حيث خرج البعض ودشنوا الحزب الشيوعى الثورى, كما دشن شباب اليسار اتحاد الشباب الاشتراكى الذى يهدف إلى تجميع الشباب اليساريين خارج نطاق الاحزاب،وبعد موجة الانشقاقات اليسارية, لجأ اليساريون الى التجمع داخل "التحالف الديمقراطى الثورى",الذى يضم بين صفوفه 10 أحزاب وحركات يسارية, التيارالناصرى لم يفلت من موجة التغيير والانشقاقات ايضاً لكنه سلك طريقاً مختلفاً حيث قاد القيادى الناصرى حمدين صباحى انتخابات الرئاسة, وحصل على نسبة كبيرة من أصوات المواطنين وهو ما دعم موقف الاحزاب الناصرية مثل الحزب الناصرى, وحزب الكرامة, وحزب الوفاق, وحزب المؤتمر الشعبى, ودفعهم الى تكوين حزب واحد كبير يضم بين صفوفه كل الناصريين بدلاً من التشتت, وهو ما بداً يوم 15 الماضى فى ذكرى وفاة الزعيم عبد الناصر, حيث اجرى المؤتمر العام الاول لما سمى "الحزب الناصرى الموحد" العديد من الاحزاب حاولت الخروج من الاطار المتعارف عليه, وخلق اطار جديد خارج التيارات الاربعة الكبرى, كان حزب الدستور هو المثال الابرز حيث سعى الحزب الى تجميع المثقفين المصريين, والشباب المناصرين للثورة, وجموع المصريين فى حزب موحد كبير برئاسة الدكتور البرادعي, ايضاً لجأ المرشح الرئاسى السابق لتكوين جبهة موسعة فيما سمى "التيار الشعبى" تضم انصار المرشح بالاضافة الى العديد من الشخصيات العامة, والمصريين المعارضين لسياسات الاخوان المسلمين. بالرغم من كل تلك الانشقاقات والتحالفات والتغيرات التى طرأت على الخريطة المصرية السياسية لم تنته المشاورات بين الاحزاب بشأن المزيد من الاندماجات وتوحيد الجهود, كما لم تنته المشكلات داخل الاحزاب والتى من الممكن ان ينشأ عنها فى المستقبل المزيد من الانشقاقات, كما لا نستبعد ان يلجأ آخرون الى تدشين المزيد من الاحزاب السياسية, لهذا لا يمكن لأكثر المحللين السياسيين استنتاج خريطة سياسية واضحة ومستقرة للحياة الحزبية المصرية فالأمور تتطور بين اللحظة والأخرى. أخبار مصر – البديل ذكرى 25 يناير Comment *