* الوثائق : السلطة طالبت بتشديد الحصار على غزة و ناقشوا استهداف قيادي بشهداء الأقصى وكانت على علم بموعد مهاجمة غزة * عريقات يؤكد أن التمسك بالقدس كقضية سياسية سيبقى على وجود الدولة الفلسطينية.. والخرائط تظهر تبادل الأراضي بنسبة 1 : 50 كتب – محمد كساب: كشفت وثائق سرية حصلت عليها قناة الجزيرة أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن مطالب إزالة كل المستوطنات الإسرائيلية في القدسالشرقية، باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم أو “هارحوما” بحسب التسمية الإسرائيلية، وأنها أبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم الشريف وحييْ الأرمن والشيخ جراح. وأشارت الوثائق إلى أن السلطة الفلسطينية طالبت من الإسرائيليين تشديد الحصار على غزة وأنها كانت على علم بموعد الحرب ضدها ..كما ناقشت استهداف قيادي بشهداء الأقصى مع إسرائيل .. وقال الوزير البريطاني السابق في حسابه الشخصي عل الفيس بوك أن الفلسطينيين قدموا كل التنازلات لإسرائيل لكنها لم تقبل مما يشير انها تريد محو فلسطين من الوجود وكانت القناة قد أعلنت أنها سوف تبدأ الليلة في برنامجها “حصاد اليوم” الكشف عن أكثر من 1600 وثيقة سرية تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، عقب حصولها على وثائق ومحاضر مهمة لجلسات “خلف الستار”، كما سينشر موقعها هذه الوثائق بالتزامن مع ما تعرضه شاشة الجزيرة. فيما تطلق شبكة الجزيرة الساعة الحادية والنصف بتوقيت مكةالمكرمة موقعاً إلكترونياً يختص بنشر الوثائق.. وقالت القناة في تقارير إخبارية لها اليوم، إن محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما بات يعرف بقضايا الوضع النهائي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أظهرت أن مفاوضي السلطة قبلوا بأن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدسالشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم. وبحسب محضر اجتماع بتاريخ 15 يونيو 2008 حضره مفاوضون أميركيون وإسرائيليون، قال رئيس طاقم المفاوضات بالسلطة الفلسطينية آنذاك، أحمد قريع إن “هذا المقترح الأخير يمكن أن يساعد في عملية التبادل”، مضيفاً “اقترحنا أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس ما عدا جبل أبوغنيم (هارحوما)”. ويتابع “هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا وقد رفضنا أن نفعل ذلك في كامب ديفيد” ووصفت الجزيرة حديث “قريع” بأنه خلاصة صريحة وواضحة لما عرضه – بالخرائط – الوفد الفلسطيني المفاوض برئاسته في الرابع من مايو 2008، وهو الاجتماع نفسه الذي قال فيه قريع للإسرائيليين إن هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات. وأظهرت خرائط قدمها الوفد الفلسطيني المفاوض لتكون أساسا لدولته المفترضة – وفقا لمحاضر سرية حصلت عليها الجزيرة – مستوىً كبيرا من التنازل بشأن مستوطنات كل من القدس والضفة الغربية. ففي اجتماع في الرابع من مايو 2008 قدم الوفد الفلسطيني برئاسة أحمد قريع إلى المفاوضين الإسرائيليين هذه الخرائط، مشفوعة بتأكيد من قريع على أن “هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات. وعرضت القناة عدداً من الخرائط من بينها خريطة حملت رقم 1 تعد جميع المناطق الظاهرة باللون الأزرق مستوطنات في شمال القدسالشرقية، وتمثل كتلتين كبيرتين يعيش فيهما أكثر من 136 ألف مستوطن اقترح المفاوض الفلسطيني سميح العبد – الذي كان يشرح الخرائط خلال الاجتماع – أن يتم ربطهما بجسر، أما المنطقة الظاهرة باللون البرتقالي فتمثل أراضي داخل إسرائيل، اقترح الجانب الفلسطيني أن تكون تابعة لسيطرته، في إطار تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت الجزيرة يبدو الأمر ذاته واضحاً في (الخريطة رقم 2) الخاصة بجنوب القدس لتصبح نسبة التبادل بحسب الأرقام المرافقة للخرائط الفلسطينية واحدا إلى خمسين (1–5). وأوضحت القناة أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نحا نفس المنحى عندما قال في اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل، وفقا لوثيقة سرية، “بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني، مؤكدة أنها المرة الأولى التي يظهر فيها التراجع الفلسطيني عن التمسك بالحي الأرمني إذا ما قورن هذا الموقف بما تسرب من موقف للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد. وحول الموقف من الحرم القدسي الشريف تابع عريقات قائلا في الاجتماع نفسه “الحرم يمكن تركه للنقاش .. هناك طرق خلاقة، كتكوين هيئة أو لجنة، الحصول على تعهدات مثلاً بعدم الحفر”. وقالت الجزيرة إن حي الشيخ جراح في القدس نال نصيبه من مسلسل التراجع الفلسطيني، فوفقاً للوثائق السرية، لمح “قريع” لإمكانية المساومة عندما يقول للجانب الإسرائيلي في أحد اللقاءات التفاوضية “في إطار تبادل الأراضي، بالنسبة لمنطقة في الشيخ جراح، لا بد أن أحصل على منطقة مكافئة”. وبحسب صائب عريقات فإنه في مقابل العروض الفلسطينية، رفض الإسرائيليون مناقشة وضع القدس التي تصر إسرائيل على خروجها من دائرة التفاوض. وهو ما أكدته وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في لقاء في ال15 من يونيو 2008 مع أحمد قريع ووزيرة الخارجية الأميركية وقتها كوندوليزا رايس قائلة “أخبرنا الفلسطينيين أننا لن نعوضهم عن أي أرض هي جزء من إسرائيل”، قاصدة بذلك القدسالشرقية التي كانت تل أبيب قد أعلنت ضمها للسيادة الإسرائيلية. وكشفت الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة عن رفض المفاوضين الفلسطينيين خلال اجتماع عقده مع محامين من وحدة دعم المفاوضات في الخامس من مايو 2009 أي علاقة للأردن بالمدينة المقدسة وقول عريقات “لا أريد أن تكون للأردن أي علاقة بالقدس”. وفي اجتماع آخر له بتاريخ 15 يناير 2010 مع ديفد هيل، نائب ميتشل، شدد عريقات على أن ما في تلك الورقة يمنحهم أكبر يوراشاليم في التاريخ اليهودي” .. بعد أن طالبه هيل بأن يكون “أكثر تحديدا” يقول عريقات “أنت تعرف الورقة- الورقة التي أعطيتها لدانيال، كتبها (الرئيس محمود عباس) أبو مازن بنفسه”، بينما أشار عريقات في أحد الاجتماعات إلى أن التمسك بموضوع القدس كقضية سياسية من شأنه الابقاء على وجود السلطة الفلسطينية.