"إيران قدمت لنا كل الدعم والعون والإسناد، لكن لا يعقل أن يبقى موضوع سلاح المقاومة في غزة حكراً أو محصوراً على السلاح الإيراني.. نحن نريد سلاح العرب جميعاً افتحوا المخازن قبل أن يصدأ السلاح المخزن فيها". هكذا صرح رمضان عبد الله شلح قائد تنظيم الجهاد الاسلامي في فلسطين الثلاثاء الماضي في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، مؤكداً أن الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة في هجماتها على اسرائيل تستخدم أسلحة إيرانية الصنع أو تم تمويل شرائها بمال إيراني. أي أن السلاح الذي يقاوم اليوم في فلسطين هذا العدوان والصلف الاسرائيلي مصدره بشكل أساسي إيران، أو جاء بتمويل إيراني. وبفضل هذا السلاح تمكنت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، من إطلاق صواريخ "فجر 5" التي استهدفت مدينة تل الربيع المحتلة "تل أبيب"، قلب العاصمة "الإسرائيلية". ويعد "فجر 5" سلاحاً جديداً يستخدمه الفلسطينيون في غزة للمرة الأولى ضد "إسرائيل"، وهو استنساخ إيراني لصاروخ صيني يحمل اسم "WS1" اشترته طهران في ثمانينيات القرن الماضي وقامت بإنتاجه محلياً ابتداء من عام 1992. و"فجر 5" هو صاروخ أرض أرض يصل طوله الى نحو ستة أمتار، ويصل مداه إلى 75 كيلومتراً. أي قادر على ضرب أهداف داخل "تل أبيب". ومنصته المتنقلة كفيلة بإطلاق الصاروخ وهي قادرة على حمل أربعة صواريخ من هذا النوع وإطلاق واحد كل ثماني ثوان، ويعتبر تحدياً لفصائل المقاومة في ظل واقع غزة المكشوف أمام الطيران الإسرائيلي. كما أكد زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أن كل صاروخ وطلقة رصاص أطلقتها حركته باتجاه اسرائيل هي إيرانية الصنع، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، على حد قوله. ولا شك أن تصريحات شلح والنخالة ستغضب الأنظمة العربية "السنية" الذين حاولوا جعل إيران العدو الأكبر للعرب والمسلمين بدلاً من العدو الصهيوني. هذه الأنظمة التي تتهافت على تسليح الصراعات العربية الأهلية والطائفية، وتتواطأ مع قتلة العرب من الأمريكان والصهاينة الذين دمروا العراق وليبيا ويحاولون تدمير سوريا، وهاهم يبيدون الفلسطينيين. كان لافتاً كذلك أثناء العدوان، حرص قادة حماس على شكر النظام المصري في كل تصريح أو ظهور إعلامي، وتجاهلهم شكر من سلحهم، رغم أن النظام المصري "الإخوان المسلمين" اكتفى فقط بإدانة العدوان، ولم يقم بأي خطوة عملية أخرى، فلم يفتح معبر رفح بشكل دائم إلى اليوم، في الوقت الذي يهدم فيه الأنفاق. ولم تقم جماعة الإخوان المسلمين بالدعوة إلى المليونيات في كل محافظات مصر، دعماً لأهل غزة، ولم تضغط مصر والدول الصديقة بقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وها هما نتنياهو وباراك في مؤتمرهما الصحفي يشكران أوباما على دعم إسرائيل بالمال ودعم أمريكا للقبة الحديدية، وكلينتون التي صرحت بالأمس أن "قناعتنا بدفاع إسرائيل عن نفسها ثابت كالصخر". ولم تعلن مصر كذلك عن قطع علاقاتها بالكيان الصهيوني قطعاً كاملاً رغم أنها لو فعلت ذلك لكان ضغطاً كبيراً على إسرائيل بوقف عدوانها، بل عدم تكراره. لماذا لم يعلن النظام المصري (ذو المرجعية الإسلامية) عن إعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد بما يخدم مصلحة مصر والأمة العربية والإسلامية، فهل يليق بجماعة الإخوان المسلمين القبول باتفاقية كهذه مع الكيان كما هي؟، وهل يجوز أصلاً البقاء على اتفاقية كهذه مع الاحتلال؟ وبعد الدور المخزي للنظام المصري في الضغط على الفصائل الفلسطينية من أجل قبول التهدئة، فنحن نتسائل: ما هو مصير "مشروع المقاومة" ومشروع التحرير هل سنبقى هكذا: هجوم صهيوني.. اغتيال للقادة.. قتل للمدنيين والأطفال والنساء.. قصف لكل المقرات، الرد بضرب الصواريخ، ثم هدنة .. ماذا عن المقاومة حتى التحرير؟ لقد نشرت صحيفة «هاآرتس» كاريكاتيرًا، أمس الأربعاء، يظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، إيهود باراك، وقد صعدا شجرة، (في إشارة إلى خوضهما عملية "عمود السحاب" ضد قطاع غزة)، فيما يواجهان صعوبات ولا يستطيعان النزول من على الشجرة، ليأتي الرئيس محمد مرسي حاملاً سُلّمًا، لينقذهما ويساعد في إنزالهما دون سقوطهما. وهذا الكاريكاتير لخص بالضبط حقيقة الدور المصري في العدوان الإسرائيلي على غزة، فهل يستوي ما قدمته مصر مع ما قدمته إيران للمقاومة؟ بسبب السلاح الإيراني والسوري ومساعدة عناصر حزب الله في توصيل السلاح لفصائل المقاومة الفلسطينية، وصمود أهل غزة الأسطورى الذى أزعج العدو كثيراً. تردد نتنياهو فى دخول حرب برية لعلمه ما ينتظره من مفاجآت ربما تؤدى الى قتل الكثير من جنوده وأسر بعضهم وخسارته فى الانتخابات القادمة. ولذلك فنحن نسأل مرة أخرى: من سيمد المقاومة بالسلاح إذا ربحت قطر وأمريكا وتركيا وإسرائيل حربهم على سوريا وإيران؟. Comment *