أكد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية , ميت رومنى , فى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ، أنه سوف يكثف جهوده فى خطاب له اليوم الاثنين لرسم تناقض حاد مع الرئيس أوباما فيما يتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية ، مصورا أوباما على أنه أساء التعامل مع الاضطرابات في العالم العربي . وذكرت الصحيفة أن المرشح الجمهوري للرئاسة، وفقا لمقتطفات من خطابه المقرر أن يلقيه اليوم الاثنين في معهد فرجينيا العسكري ، سوف يدعو إلى تغيير المسار في الشرق الأوسط ، بما في ذلك موقف أكثر عدوانية ضد إيران وتسليح المعارضة فى سوريا و التوسع في وجود فرق عمل لحاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط والخليج العربي . وفيما يتعلق بسوريا , أكد رومنى , فى الخطاب الذي وصفه فريقه الانتخابي بأنه خطاب مهم في مجال السياسة الخارجية , انه فى حال فوزه كرئيس للبلاد سيقوم بتسليح المعارضين السوريين بالأسلحة الثقيلة اللازمة لمواجهة مروحيات ودبابات الرئيس بشار الأسد . وأضافت الصحيفة أن رومنى سيعرض احتمالية إنه ، إذا أصبح رئيسا ، خوض حرب بالوكالة بين الولاياتالمتحدةوإيران في سوريا , وقال "إن إيران ترسل أسلحة إلى الأسد لأنهم يعرفون أن سقوطه سيكون هزيمة إستراتيجية لهم، نحن يجب أن نعمل بكل قوة مع شركائنا الدوليين لدعم العديد من السوريين الذين سيساعدون فى تلك الهزيمة لإيران ، بدلا من الجلوس على الهامش" ، مضيفا "إننا سنعمل مع شركائنا لتحديد وتنظيم قوى المعارضة الذين يشاطروننا قيمنا ولضمان حصولهم على الأسلحة التي يحتاجونها لهزيمة دبابات ومروحيات الأسد" , متهما أدارة أوباما بالفشل في تقديم الدعم الحاسم للمتمردين في سوريا . ويدعو رومنى فى خطابه إلى أنه من الضروري أن الولاياتالمتحدة تتحالف وتدعم المعارضة السورية المسلحة الذين سوف يقودون سوريا في يوم من الأيام , قائلا " أننا يجب أن نطور النفوذ مع تلك القوى في سوريا التي ستقود في يوم من الأيام البلد التي تقع في قلب الشرق الأوسط". وأوضحت الصحيفة أن هذا المسار سوف يمثل تحولا كبيرا عن سياسة إدارة باراك أوباما التي تحاول الحفاظ على الصراع منخفض الحدة وسط مخاوف من أنه قد يتحول إلى حرب إقليمية ، كما إن إدارة أوباما تمارس ضغوطا على المملكة العربية السعودية وقطر , الداعمين الرئيسيين للمعارضين السوريين ، للحد من توريد الأسلحة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخطاب يبدو انه يهدف إلى مواجهة المنتقدين الذين يقولون انه لم يكن لديه الكثير ليقوله حتى الآن حول السياسة الخارجية . وفيما يتعلق بإيران , يحذر رومنى فى خطابه إيران من الاستمرار فى برنامجها النووي وقائلا "إن الولاياتالمتحدة يجب أن تقف ضد ذلك من خلال الأفعال وليس مجرد كلمات" ، داعيا إلى التوسع في وجود حاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط والخليج العربي . وحول موقفه من أفغانستان ، الذي واجه رومني بشأنها الكثير من الانتقادات لعدم ذكرها خلال كلمته فى مؤتمر الحزب الجمهوري ، قال رومنى انه لن يكون ملتزما بالموعد نهائي الذي حدده أوباما لانسحاب القوات الأمريكية من هناك نهاية عام 2014 , ملمحا إلى انه قد يؤخر ذلك للتأكد من أن الأفغان تخلوا تماما عن طريق العنف ضد الولاياتالمتحدة. وحول مصر ، يدعو رومنى إلى أن يتم وضع "شروط واضحة" على المساعدات الأمريكية لمصر , بالإضافة إلى أن رومنى سوف يعرب عن تأييده للهدف الذي أعلنته الولاياتالمتحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية . وتابعت الصحيفة أن رومنى سيتطرق إلى إعادة انتقاد أوباما بشأن كيفية تعامله مع مقتل السفير الامريكى , كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين فى بنغازي ، حيث يقول رومنى , وفقا لفقرات نشرت مسبقا من خطابه , أن " الهجوم على قنصليتنا في بنغازي فى11 سبتمبر 2012 كان من المرجح انه عمل نفس القوى التي هاجمت وطننا فى 11 سبتمبر 2001 ، هذا الاعتداء الأخير لا يمكن إن يتم إلقاء اللوم فيه على فيديو مسئ للإسلام , على الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية أقناعنا بذلك لفترة طويلة , ولكنها أقرت أخيرا أن هذه الهجمات كانت متعمدة من الإرهابيين الذين يستخدمون العنف لفرض أيديولوجيتهم الظلامية على الآخرين ، والذين يسعون إلى شن حرب دائمة على الغرب " . ويضيف رومنى أنه على الرغم من أنه هو و أوباما يتشاركان نفس الأمل فى رؤية الشرق الأوسط أكثر أمنا وأكثر حرية وازدهارا , إلا أنه أوضح أن الأمل فقط ليس إستراتيجية . وقال " نحن لا يمكننا دعم أصدقائنا وهزيمة أعدائنا في الشرق الأوسط عندما لا تكون كلماتنا مدعومة بالأفعال" . Comment *