سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصريحات مستشار الرئيس المتلاحقة عن التدخل العسكري في سورية تستفز المثقفين.. وبيان من 250 من السياسيين والمثقفين العرب يدعو لمساندة سورية الدولة والشعب ضد العدوان
أكد عدد من المثقفين رفضهم لتصريحات الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، مؤكدين أن التفكير في التدخل العسكري في سوريا سيصب في النهاية ضد مصلحة مصر وأمنها القومي، رافضين أن تكون تصريحات مستشاري الرئيس معبرة عن توجهات السياسة المصرية. وكان عبد الفتاح قد أوضح أن الاقتراح القطري بالتدخل العسكري حقيقي وموجود بالفعل، وعلى أنه لابد من دراسة كل الاقتراحات ومن ضمنها هذا الاقتراح لكي لا يقال إنه لا توجد استجابة عربية لحل الأزمة السورية، مشدداً على أنه طالب بدارسة اقتراح التدخل العسكري دراسة متأنية، يتم من خلالها تقريب هذا الأمر، للتعرف على شكل هذا التدخل وما هي أهدافه وحدوده؟ وما هي آثاره ومآلاته، لكي لا يحدث مثل ما حدث في ليبيا من تدخل في شئونها. من جهته، أوضح الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا، أنه لا يستطيع أن يحمل تصريحًا تم التراجع عنه بشكل جزئي أو كلي أكثر مما يحتمل، وتابع: نظرًا لأن الزملاء المستشارين بمؤسسة الرئاسة بلا صلاحيات حقيقية، فينسحب عليهم كلام حسني مبارك "خليهم يتسلوا"، فما جرى ليس قرارًا يعبر عن توجه في السياسة المصرية، أو يعبر عن القوات المسلحة المصرية. مع الإشارة إلى وجود هوى إخواني يلائم الأطروحات الأمريكية والقطرية والخليجية. وأضاف: لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بشيء من الجدية، فالمصريون عامة غير راغبين وغير قادرين على التدخل العسكري ضد قطر عربي آخر، وقيادات الجيش والمؤسسة العسكرية تفهم الوضع السوري جيدًا، مستبعدًا تورط الجيش المصري في خوض أية ضربة عسكرية ضد سوريا، اللهم إذا تواجد أحمق داخل قيادات المؤسسة، على حد قوله. واستدرك أحمد أن التدخل العسكري الأمريكي أو الغربي أو الخليجي أمر وارد، مشيرًا إلى أن المعارضة السورية المسلحة تحمل أسلحة غربية تم تمويلها عن طريق الناتو، كما أن أجهزة الاستخبارات الغربية والخليجية تمدهم بالمعلومات والتدريبات، مشددًا على أن الجيوش أو القوات التي ستتورط في هذا التدخل ستلقى "الهزيمة"، وسيكون مصيرها محتومًا، وستلقى هي مصير العراق، لا الجيش الوطني السوري. وأضاف: الوضع حينذاك سيتفجر، "وإسرائيل" من أوائل الأطراف التي ستدفع الثمن، فالجغرافيا والوضع الجيوسياسي في سوريا معقدة تمامًا، وهناك أطراف متشابكة مثل إيران وحزب الله، وروسيا، والدخول في حرب على الأراضي السورية بمثابة الدخول في مستنقع، والأمريكان يفهمون ذلك، ويريدون الحرب بالوكالة. من جهة أخرى، أوضح المناضل الفلسطيني عبد القادر ياسين أن الموقف المعادي من النظم الرجعية وبعض النظم الغربية تجاه النظام السوري، سببه الموقف العربي السوري ولا دخل لغياب الديموقراطية في سوريا، متسائلا: منذ متى والأمريكان والرجعيون العرب "زعلانين" على الديموقراطية وغيابها؟ مؤكدًا أنه ضد غياب الديموقراطية سواء في سوريا أو في أي قطر آخر. وأوضح ياسين أنه يفضل الحل الوطني الديموقراطي السوري، وتابع: كنت أفضل لو أن النظم العربية الجديدة تحمست بتدخل عسكري ضد "إسرائيل" بجرائمها المختلفة والمعروفة، أما ما يخص الهجوم والفجيعة من "قطر عربي" فلا أستطيع تفهمه. فما أسعد الأمريكان حين يقاتل أعداؤهم أعداءهم، فالحرب بهذه الأساليب من الحروب غير المكلفة. مشيرًا إلى أن مسألة التدخل العسكري يروج لها ما أسماه "الثورة العربية المضادة" وأنصار وحلفاء الغرب والاستعمار. من جهة أخرى أصدر أكثر من 250 شخصية عربية معروفة، بيانا بما أسموه" مساندة سوريا الدولة والشعب في مواجهة العدوان ومن أجل حماية السيادة الوطنية ولتأييد كل الجهود لتحقيق تحول سياسي واقتصادي يلبي الطموحات المشروعة للشعب". وأوضح البيان أنه وبعد ظهور معالم العدوان على سوريا وأبعاده كاملة فقد أزف الوقت لاتخاذ موقف واضح من الأوضاع في سوريا. وتابع: لقد تبينت الحقائق جلياً من واقع الأحداث ومن مصادر المعتدين أنفسهم، سواء كانت الجهات التي تسلح العصابات الإجرامية والذين يقومون بحرب وكالة عن أطراف متعددة (أمريكا ودول الناتو الأوروبية وتركيا وقطر والسعودية والكيان الصهيوني وقوي التآمر والتبعية اللبنانية) أو من يمولهم ومن يزودهم بالغطاء الإعلامي والدعاية المغرضة وأدوات الاتصال المتقدمة والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية أومن يقوم بتدريبهم والتنسيق بين فصائلهم، ومن يشعل نيران الطائفية والنعرات الإثنية لتمزيق الوطن السوري وتفتيته أو من يساعد في تصدير عصابات مسلحة من دول أجنبية تتخفي وراء رداء الدين و"الجهاد" وتوظف شرائح سورية فقيرة مهمشة للقيام بأعمال تخريبية. وأضاف البيان : الموقف الصحيح والواعي يرفض الثنائية اللامنطقية، وكأن الاختيار هو فقط بين العدوان الأجنبي أو الاستبداد المحلي. فلنتذكر بديهية أن الحكم الديمقراطي لا يمكن أن يتحقق سوي عن إرادة شعب مستقل حر يتمسك بسيادة وطنه واستقلاله؛ فلا حرية لمواطن في وطن غير حر. وقد وقع على البيان العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية، منها: سامي شرف سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات ووزير شئون رئاسة جمهورية مصر العربية المتحدة، والمطران عطاالله حنا رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس بالقدس، وبسام الشكعة رئيس بلدية نابلس السابق وأحد مؤسسي الحركة الوطنية الفلسطينية، واللواء طلعت مسلم أحد أبطال حرب أكتوبرالمصريين، والمجلس الوطني للعرب الأميركيين، ولجنة العرب الأميركيين للدفاع عن سورية في لوس أنجلس الولاياتالمتحدة، وحركة الديمقراطية الشعبية المصرية. رفعت سيد أحمد: مستشارو الرئيس "بيتسلوا" وهناك هوى إخواني يلائم الأطروحات الأمريكية والقطرية والخليجية عبد القادر ياسين: منذ متى والأمريكان والرجعيون العرب "زعلانين" على الديموقراطية وغيابها؟