شهد مؤتمر الحزب الديمقراطي أمس الأربعاء، والذي رشح أوباما رسمياً للانتخابات الرئاسية، انتقادات وجهت إلى أوباما من بعض المندوبين تعبيرا عن معارضتهم لإعادة إدخال عبارة القدس "عاصمة لإسرائيل" وكلمة "الله" إلى برنامج الحزب الديمقراطي، بعد الموافقة عليها من قبل مندوبين للحزب الديمقراطي بنسبة الثلثين بعد المحاولة الثالثة من تعادل التصويت. وذكر موقع "بي بي سي" أنه، وفقا لمصادر الحزب الديمقراطي، أن أوباما تدخل شخصيا أمس الأربعاء لإجراء تعديلات على البرنامج السياسي الانتخابي للحزب بإضافة اعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وكلمة "الله" لمواجهة انتقادات وجهت له من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين بهذا الشأن. وبعد إعلان رئيس المؤتمر الوطني أنطونيو فيلارجيسا، الذي يشغل منصب عمدة لوس أنجلوس، أنه تم الموافقة على هذه التعديلات بتأييد الثلثين، احتج العديد من الجمهور. وكانت قاعة المؤتمر غير ممتلئة قبيل بدء الأنشطة الرئيسية لتلك الأمسية حيث لم يكن جميع المندوبين ال6000 قد حضروا بعد، وفي المرة الثانية كانت نتيجة نعم ولا متساوية، وذكر مراسل "ووول ستريت جورنال" أن الارتباك كان واضحا على أنطونيو فيلارايجوسا عندما لم يظهر أي من الطرفين أنه الأعلى صوتا، والثالثة أعلن أن الاقتراع تم تمريره بتأييد الثلثين. وفي برنامج الحزب الوطني الديمقراطي عام 2008 أن القدس عاصمة إسرائيل وستظل كذلك، وقال نص البرنامج أن "الطرفين ( الإسرائيلي والفلسطيني) متفقان على أن وضع القدس سيحدد عبر المفاوضات وأنها ستبقى مفتوحة للجميع من كافة الأديان"، ولكن في برنامج الحزب الديمقراطي في 2012 لم يشر إلى القدس أنها "عاصمة إسرائيل" أو إلى استخدام كلمة "الله"، و في الوقت نفسه سعى أوباما إلى التأكيد على صداقته مع إسرائيل بعبارات مثل "أي شريك فلسطيني يجب أن يعترف بحق إسرائيل في الوجود، ونبذ العنف، والالتزام بالاتفاقيات العامة". وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن نسبة هامة من أصوات المندوبين في القاعة صوتوا ب "لا". ووافق المندوبون لإعادة إدراج "الله" في البرنامج، لأنهم يرون في عدم وجود مثل هذه الإشارة، ثغرة تفتح هجوم الجمهوريين عليهم. ووفقا للصحيفة الأمريكية أن مساعد الرئيس أوباما صرح بأن أوباما تدخل شخصيا لتأكيد "الله" و "إسرائيل" التي تغيرت، وأضاف مساعد الرئيس أن أوباما عندما علم أن الإشارة إلى الله حذفت، سأل موظفيه لماذا تم تغييره من الأصل. وقال مسؤول في الكونجرس ل"وول ستريت جورنال" أن التحرك جاء بعد مناقشات مستفيضة أمس الأربعاء مع اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة، والمنظمات اليهودية الأخرى على البرنامج. وفسرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية موقف الديمقراطيين أن استعادة القدس في البرنامج، وثيقة رمزية إلى حد كبير، على النقيض من الموقف الرسمي للحكومة، التي ترى أنه يجب تحديد وضع المدينة في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واستغل المرشح الجمهوري ميت رومني هذا التغيير، وأصدر تصريحا مكتوبا "إنه من المؤسف أن الحزب الديمقراطي بالكامل احتضن رفض الرئيس أوباما المخزي في رفض أن تكون القدس عاصمة إسرائيل"، وقالت حملة رومني أن "ميت رومني أكد باستمرار على اعتقاده بأن القدس هي عاصمة إسرائيل"، وقالت أندريا شاول، المتحدثة باسم رومني، أن الآن "هو الوقت المناسب للرئيس أوباما أن يعلن بعبارات لا لبس فيها ما إذا كان يعتقد بأن القدس هي عاصمة إسرائيل". وفي رصد استعرضته صحيفة "واشنطن بوست" لرد فعل المنظمات اليهودية الرئيسية،ذكرت أن بعض تلك المنظمات أصيبت بخيبة أمل في برنامج الحزب الجديد حول القدس، ولكنها عادت ووصفت ماحدث الأربعاء بأنه مؤيد بقوة لإسرائيل، واستبعدت أن يولد ذلك كراهية اليهود حيال أوباما في الأسابيع السابقة على الانتخابات، ونقلت عن شخص مقرب من منظمة "آيباك" الصهيونية والتي لها نفوذ سياسي كبير، أن المنظمة تعتقد أن ذلك هو قمة الموالاة لإسرائيل في البرنامج. وفي تصريح قبل إجراء التغيير الخاص بالقدس، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق نورم كولمان، وهو معاون لرئيس حملة رومني أن "الحزب الديمقراطي يشير إلى تحول جذري في توجهه بعيدا عن إسرائيل" كما صوت مندوبون في الحزب الديمقراطي لإعادة وضع "الله" في البرنامج، وتعديل مقطع عن دور الحكومة في مساعدة الناس لأن يحققوا إمكانياتهم، كانت بدون وصف لها بأن الله الذي وهبهم إياها، ويقول مراقبون أن ترك البرنامج دون أي إشارة إلى الله، يعطي الجمهوريين هدفا لصبغ الحزب بقيم بعيدة عن الأسرة. نيويورك تايمز: تغيير وضع القدس في البرنامج له قيمة رمزية والموقف الرسمي للحكومة تركها لمفاوضات الطرفين المتحدثة باسم رومني : على أوباما أن يعلن بعبارات لا لبس فيها بأن القدس عاصمة إسرائيل وضع كلمة "الله" في برنامج الحزب الديمقراطي للتقرب من قيم الأسرة