تباينت آراء الأحزاب والسياسيين حول تشكيلة الفريق الرئاسي المعاون للرئيس محمد مرسي، فبينما رأي قياديون بحزبي الحرية والعدالة والنور أن التشكيل جاء متوازنا وحقق الهدف المطلوب، اعتبرت أحزاب التجمع والكرامة والجبهة أن التشكيل افتقد للتوازن في الاختيار، وطالب الوفد الرئيس مرسي بالكشف عن أسباب اختياره لأسماء فريقه الرئاسي. وشدد الدكتور عمرو دراج القيادي بحزب الحرية والعدالة على ضرورة السماح للرئيس لاختيار أعضاء فريقه بمنتهى الحرية لأنه في النهاية هو وحده من سيحاسب على اختياره، والذي أسفر - حسب قوله – عن مجموعة من الكفاءات والخبرات. وحول عدم وجود تمثيل لعدد من التيارات مثل الشباب والمصريين بالخارج واليسار, قال دراج إن الرئيس كان قد خاطب وائل خليل القيادي اليساري الشاب من قبل لكنه اعتذر، مضيفا أن الاختيار يجب أن يكون حسب معيار الكفاءة بصرف النظر عن الانتماء الفكري، وأن مهمة الفريق الرئاسي هو مجرد معاونة الرئيس في أداء مهامه وليس القيام بمهام مؤسسات الدولة أو السلطة التنفيذية وشاركه الرأي المهندس طلعت مرزوق القيادي بحزب النور الذي اعتبر أن التشكيل جاء متوازنا إلى حد بعيد، وقال إنه يجب على الجميع احترام قناعات الرئيس لأنه من سيحاسب عليها، وأن دور فريق المستشارين سيكون مثل دور المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري، أما المهمة الأكبر فستكون من نصيب نواب الرئيس ومعاونيه. ومن جهته, طالب حسام الخولي, عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، الرئيس بالكشف عن أسباب اختياره لقائمة فريقه الرئاسي، وهل سيكون دور الفريق تطوعيا أم غير ذلك؟ وتحديد ما هي اختصاصات الفريق خلال المرحلة القادمة، مشيرا إلى أنه مع كامل احترامه للأسماء التي اختارها مرسي، إلا أنه كان يجب عليه تحديد الاختصاصات التي يحتاجها أولا ثم اختيار الأشخاص المناسبة لها وليس العكس، بمعنى أن يحدد رغبته في اختيار مستشار علمي ثم يختار للمنصب شخصية مثل الدكتور زويل، ولا يختار الأشخاص ثم يحدد لهم أدوارهم. كما انتقد الدكتور رفعت السعيد طريقة تشكيل الفريق الرئاسي لمرسي, مشيرا إلى أنه انقسم إلى قسمين الأول وهو الفريق الموالي للرئيس من أصدقاءه وأبناء حزبه وجماعته وقوى التأسلم السياسي، فيما يأتي الفريق الآخر من الذين وجدوا داخل أنفسهم قدر من الثقة التي يستطيعون من خلالها أن يفعلوا شئ. وأوضح السعيد في تصريحات ل"البديل" أنه سيترك الفريق الثاني للتجربة ثم الحكم على أدائهم بعد توليهم مهام التكليف الجديد، وأنهم إن أحسنوا فسيكون مردود أداءهم جيد، وإن لم يحققوا شيئا خلال فترة توليهم منصبهم فإنه ينتظر منهم تقديم استقالتهم الفورية. ومن جهته أشار الدكتور وحيد عبد المجيد النائب البرلماني السابق والمتحدث الحالي باسم الجمعية التأسيسية للدستور إلى أن التشكيل الحالي للفريق السياسي يعيبه غياب التنوع في اختيار أعضاءه، حيث لم يوجد فيه ممثلين عن التيار الليبرالي أو اليساري أو القومي أو حتى شباب الثورة. واعتبر عبد المجيد أن الأهم من ذلك هو ضرورة أن يحرص أعضاء فريق مرسي ألا يتحول مصيرهم لنفس مصير المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري ليسمع منه ما يريد ويستخدمه كغطاء، وأنه عليهم التأكد قبل دخول قصر الرئاسة أنه سيظل مفتوحا أمام جميع المصريين ولا يتحول لقصر مباركي جديد يجلسون داخله في حماية الأمن والأسلاك الشائكة. وطالب عبد المجيد الفريق الرئاسي بحماية حق المصريين في الاقتراب من القصر الرئاسي مثلما كان يحدث منذ قرابة قرن عندما وصل أحمد عرابي وتظاهر ضد الملك أمام قصر عابدين، وأنه عليهم إتاحة الفرصة للشعب للاستماع لأزماته. واعتبر المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة تشكيل المجلس الرئاسي والهيئة الاستشارية للرئيس مرسى أنها تعبر عن "حالة إخوانية"، وأن الرئيس ماضٍ في طريق أنه رئيس لحزب الحرية والعدالة وليس رئيساً لكل المصريين، على حد تعبيره. ورداً على غياب "شباب الثورة" عن التشكيل، قال سامي أننا كما نتهم المجلس العسكري في الفترة الانتقالية بتجاهل الشباب، ولكن ثبت أن مرسى أيضاً أنه لا يعطى لهم بالاً رغم أنهم كانوا سبباً رئيسياً في وصوله لكرسي الحكم. وختم بأن مرسى بهذا الشكل قد خالف وعوده الأولى بتشكيل مؤسسة رئاسة توافقية تعبر عن كل الاتجاهات وتراعى مشاركة شباب الثورة بصورة جيدة. وأكد السعيد كامل رئيس حزب الجبهة أن افتقاد التشكيل الحالي للفريق الرئاسي لشخصيات لها ثقل اقتصادي لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليا، مع تجاهل اختيار العلماء أمثال الدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز، إضافة لعدم وجود رموز سياسية ممن لعبت دورا كبيرا في أحداث الثورة مثل الدكتور محمد البرادعي، لن يكون قادرا على حل الأزمات والمشاكل التي تعاني منها البلاد ويصعب من مهمة الفريق في حلها. وشدد رئيس الجبهة على أن مرسي اختار فريقه الرئاسي في محاولة لإرضاء أغلب الأطراف على حساب الناحية الفنية والكفاءات، مستكملا " كنا نتمنى أن يختار الرئيس فريقه الرئاسي من المتخصصين في مشاكل محددة من بينها ما يتعلق بالأزمات الدبلوماسية الخارجية مثل حوض النيل والسودان وفلسطين، مع الاهتمام بتواجد العلماء المصريين بالخارج لإعطاء انطباع للرأي العام أن مصر الجديد تقوم على أساس المعرفة والعلم وليس على أساس الحصص والتوازنات السياسية. دراج ومرزوق: من حق الرئيس الاختيار بحرية لأنه وحده من سيحاسب.. والخولي: كان عليه تحديد الاختصاصات قبل اختيار الأشخاص السعيد: مرسي اختار نصف تشكيل فريقه الرئاسي من الموالين له وأصدقاءه وأبناء جماعته .. وعبد المجيد: افتقد التنوع في اختيار أعضاءه سامي: الرئيس سار على نهج العسكري بتجاهل الشباب.. وكامل: عدم وجود خبرات اقتصادية وعلمية يصعب مهمة الفريق