نشرت هيومان رايتس ووتش شهادات ميدانية لمواطنين فى حلب حول ما تشهده المدينة من قصف من القوات النظامية فى الجيش السوري، والتى أسفرت وفقا لإحدى الشهادات عن مقتل تسعة أفراد من عائلة واحدة, أكد شهود العيان أنهم تحولوا عد الهجوم لأشلاء، فيما تشير شهادة أخرى الى استهداف المدنيين العزل بالطائرات وهو ما أسفر عن اصابة عدد من المواطنين بقذيفة طائرة أٍفرت عن حفرة بلغ عمقها أكثر من ثلاثة أمتار. وقالت هيومن رايتس ووتش إن استخدام الحكومة للمدفعية الثقيلة ذات الأعيرة واسعة القطر وغيرها من أسلحة الإطلاق الناري غير المباشر، من دون محددات مناسبة للأهداف العسكرية في المناطق المأهولة، هو أمر يثير مخاوف من وقوع هجمات عشوائية وغير متناسبة. ووصف 8 شهود من تل رفعت، وهي بلدة تبعد 40 كيلومترا شمال حلب، ل هيومن رايتس ووتش كيف قصفت قوات الحكومة وشنت هجمات جوية على البلدة في 7 و9 أغسطس. و قال الشهود إنه في حوالي الساعة السابعة صباحا، يوم 7 أغسطس ، قصفت قوات الحكومة تل رفعت من مطار قريب. في غضون 30 دقيقة، أطلق نحو 40 قذيفة مدفعية على البلدة. في نفس التوقيت. كما ألقت ست مقاتلات من طراز ميج 6 قنابل باتجاه المدرسة التي تقع بها إدارة المعارضة المحلية، ومحكمة ومركز اعتقال صغير، يحرسه عدد قليل من المسلحين. لم تصب القنابل المدرسة لكنها ضربت منزلا يقع في نفس الشارع، فقتلت 9 من عائلة واحدة. وقال أحد الشهود كان منزل جيراني كومة من الأنقاض. استغرق الأمر منا 3 ساعات لجلب الشاحنات والبدء في إخراج الناس. كان من المستحيل في البداية أن تقول كم عدد من كانوا بالداخل – تمزقت أجسادهم إلى أشلاء صغيرة. كان هناك عدة أطفال صغار، بأياد وأرجل مبتورة، ورؤوسا مشوهة للغاية، وكان من المستحيل التعرف عليهم. وأَضاف الشاهد توفيت الابنة و شقيقاها ووالداها، وأربعة آخرون من الأطفال قتلوا في مكان الغارة، لكن استغرقنا بعض الوقت لجمع بقاياهم. لم أر أبدا شيئا مروعا كهذا. وقال شاهد آخر من تل رفعت إن القصف استمر في البلدة في الليلة التالية وأثناء يوم التاسع من أغسطس ، ما دفع مئات السكان إلى النزوح إلى تركيا. وقالت هيومان رايتس أن مواطنا يدعى محمود، 47 عاما، تعرض لإصابات عديدة من شظايا في كل أنحاء جسده، عندما قصفت مقاتلة من طراز ميج شارع في قرية أخترين، في ريف حلب. محمود الذي يخضع لعلاج طبي في تركيا، قال " رأينا طائرة. كانت تحلق فوقنا، ومعظم الناس فروا إلى منازلهم في الحال. كان منزلنا بعيدا جدا، لذا لم يكن لدينا أي مكان نهرب إليه. سمعت تفجيرا هائلا، ورأيت وميضا ضخما أمام عيني، وأجزاء معدنية تتطاير حولي، وسقطت على الأرض متألما. كنت مغطى بالدماء. لم يصب ابني بأذى، لكنه كان مرعوبا – اعتقد أنني كنت ميتا، وكان يصرخ طلبا للنجدة". وقال شاهد آخر من القرية، نقل محمود إلى مستشفى ميداني في قرية قريبة على الحدود التركية، أن الحفرة التي أحدثها القصف في الأرض كان عمقها يصل إلى 3 أمتار، ونصف قطرها حوالي 50 مترا (وجد محمود على مسافة 50 مترا من موقع انفجار القنبلة). قال إن نفس القنبلة أصابت 6 أو 7 أشخاص ودمرت منازل قريبة. شاهد: القتلى تمزقت أجسادهم إلى أشلاء صغيرة.. وكان هناك أطفال صغار بأياد وأرجل مبتورة ورؤوس مشوهة