لا يزال مواطنون في شتى مدن محافظة أبين جنوب اليمن التي طردت بمساعدة الجيش تنظيم القاعدة في يونيو الماضي، يسيطر عليهم الخوف من انتقام القاعدة لمواطني اللجان الشعبية التي ساعدت في إجلاءهم، خاصة في ظل الفراغ الأمني الذي تشهده المحافظة. فقد شهدت أمس مدينة جعار في جنوب اليمن هجوما انتحاريا استهدف مجلس عزاء لابن شقيق قائد اللجان الشعبية التي ساعدت الجيش في إجلاء تنظيم القاعدة عنها في يونيو الماضي، وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن الانتحاري ينتمي للقاعدة، ويحاول الانتقام من اللجان الشعبية التي دعمت قوات الجيش في استعادة المدينة من أيدي التنظيم. فلقد استولى أنصار الشريعة، وهي جماعة يعتبرها باحثون فرع لتنظيم القاعدة، على عدة بلدات في محافظة أبين العام الماضي، وأسست لنفسها مستقرا هناك في الوقت الذي انشغل فيه علي عبد الله صالح في الصراع مع الاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت به في نهاية المطاف. وشنت القوات العسكرية اليمنية حملة دعمتها الولاياتالمتحدة واللجان الشعبية تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على الأراضي التي فقدت، ويقول سكان ومحللون أن المسلحين لايزالوا كامنين وغير مرئيين ويتحينوا الفرصة لإعادة تجميع صفوفهم، ولجأ عدد منهم إلى الجبال المجاورة لشمال جعار وتفرقوا في شتى مدن محافظة أيبي. وقد أظهر مسلحو القاعدة مدى خطورتهم على الرغم من فقدان قاعدتها الإقليمية الأسبوع الماضي، باغتيال أحد كبار القادة العسكريين الجنوبيين، وفي هجوم على مركز شرطة جعار أسفر عن مقتل أربعة من رجال الشرطة. ولا تغيب أمريكا عن المشهد السياسي في اليمن خاصة في ظل خطر وجود القاعدة التي اعتبرتها خطرا على الأمن القومي الأمريكي خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، ويبرز الدعم الأمريكي في هذا الصراع من خلال الدعم الاستخباراتي وقتل بعض من تراهم أعضاء خطرين في التنظيم. قتل السبت الماضي خمسة عناصر من تنظيم القاعدة في غارة لطائرة بدون طيار، استهدفت سيارة في بلدة في محافظة حضرموت في شرق اليمن، ورجحت المصادر أن تكون الطائرة أمريكية وفقا لمسؤول محلي لوكالة فرانس بريس، وقد أطلقت صاروخين على سيارة لاندكروز في قرية بمدينة القطن مما أدى إلى مصرع جميع من كانوا على متن السيارة وهم خمسة. ومن جانبها تستهدف القاعدة عناصر أمريكية مدنية بحجة أنهم يمارسون التبشير، التهمة التي يلقيها تنظيم القاعدة على منظمات الإغاثة الأمريكية والغربية، ففي شهر مارس الماضي قتل مسلحون يركبون دراجة نارية، مدرسا أمريكيا في مدينة تعز، وفي رسالة نصية بعثت إلى الصحفيين من قبل شخص مجهول قال فيها أن هذه العملية تأتي ردا على حملة التبشير المسيحي الذي يشنها الغرب ضد المسلمين. ويقول مراقبون أنه مما يؤجج الصراع المسلح في اليمن أن اقتصاد الحرب غدا مصدر إضافي لدخل النخب القبلية، التي يشكل بعض شيوخ القبائل فيها ميليشيات قبلية أو فرق جيش شعبي لدعم الأطراف المتحاربة في النزاعات المسلحة الداخلية، وفقا للسفير العربي في تقرير عادل الشرجبي، "بدأ ذلك مع الحرب بين الملكيين والجمهوريين في ستينيات القرن العشرين، وانتهى بالحرب بين الدولة وتنظيم "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة". وينظر أبناء محافظة أبين الجنوبية بعين الشك حيال قدرة الحكومة في القضاء على تنظيم القاعدة ويتهمون أجهزتها بالتقصير في المناطق الجنوبية على النقيض من صنعاء والمحافظات الشمالية التي تشتد فيها حملات التمشيط الأمنية والمتابعة، يقول سياسي يمني لصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" "أنا لازلت متشكك في قدرة الحكومة على القضاء على تنظيم القاعدة وأجنحتها في اليمن" مواطنون يمنيون يشككون حول في قدرة الحكومة على القضاء على تنظيم القاعدة وأجنحتها في اليمن"