كتب المخرج جلال الشرقاوي علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك نص المذكرة التى تقدم بها إلى لجنة المقترحات المنبثقة من اللجنة التأسيسية للدستور, فى مجلس الشورى بتاريخ 16 يوليو 2012 وهذا نص المذكرة كما نشرت علي صفحة جلال الشرقاوي على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" السادة الأساتذة والدكاترة الأفاضل رئيس وأعضاء لجنة الدستور 2012 التحية والتقدير والإجلال وبعد أرفع إليكم هذه المذكرة التى أعتقد أنها تعبر عى آراء وأفكار كل الفنانين والأدباء والمثقفين المنتمين إلى النقابات الفنية الآربعة : التمثيلية والموسيقية والسينيمائية والتشكيلية وأيضا إلى اتحاد الأدباء .. الفن هو الذى يشكل وجدان المجتمع أى عواطفه وأحاسيسه شأن الحب ، حب الله وحب الوطن وحب الآخر ، الصدق ، الوفاء ، الإخلاص ، الالتزام ، إنكار الذات ، التضحية ، الجود ، الصفح ، العفو ، قتل الرغبة فى الانتقام ، التسامح ، إلى غير ذلك من العواطف والأحاسيس النبيلة .. ثم إن الفن هو الذى يشكل أيضا عقل المجتمع إذ أن كل عمل فنى يطرح قضية أو مشكلة سياسية او اجتماعية او اقتصادية ، فنحن لم نعد نُعرّف الفن على أنه مرآة المجتمع ، وإنما نُعرفه الآن بأنه المحرض والمثير للمجتمع من أجل مجتمع أفضل .. وهذا هو دور الفن الحقيقى فى التثقيف والتنوير والنهضة والتنمية .. إذن فإن الفن قلب و عقل .. نعم يستطيع الفن ان يمارس دوره فى ظل الحكم الشمولى بوسائله الفنية المختلفة من الرمز إلى الإسقاط إلى استرجاع التاريخ والحكاوى والأساطير ، ولكنه يستطيع بلا شك أن يؤدى دوره فى التنوير والتثقيف بصورة أفضل فى عهود الحرية والديموقراطية .. إن الحرية والديموقراطية حياة الفنان ولا حياة حقة له بدونها .. من أجل ذلك يعظم الفن ويزدهر فى النظم الحرة الديموقراطية ، ويذبل ويضمحل ويعقم فى حكومات الظلم والظلام حيث يسود القهر والمنع والاستبداد .. ولذلك كثيرا مانادينا فى العهد البائد بإلغاء الرقابة على المصنفات الفنية .. ومصر لم تصنع ثورتها العظيمة ولم ُتضح بدماء سالت وبشهداء انتقلوا بإذن الله إلى جنات الخلد لكى يضيف العهد الجديد رقابات جديدة بدلا من إلغاء الرقابة القديمة ونحن الذين قاومنا ، فى العهد البائد ، إسكات الصوت وتكميم الفم وقصف القلم وإسدال الستار وإغلاق المسرح بل وحرقه أو هدمه فى بعض الأحيان وقص اللقطات والمشاهد ، مانزال قادرين بإذن الله على الصمود والمقاومة . ومن هذا المنطلق فإننا ننادى منذ الآن بأن تضم لجنة المئة لوضع الدستور الجديد عضوا من كل من النقابات الفنية الأربعة بالإضاقة إلى عضو من اتحاد الكتاب ، مؤكدين على أن الدستور الجديد يجب أن ينص على الآتى : أولا : إلغاء كل أشكال القمع والقهر على حرية الرأى والفكر والإبداع والممثلة فى كل أنواع الرقابات : الرقابة على المصنفات الفنية ، الرقابة الدينية ، الرقابه الأمنية ، الرقابة السياسية . ثانيا : ألا يحال فنان أو أديب أو مفكر إلى القضاء بسبب حرية رأيه أو فكره أو إبداعه وإنما يحال إلى نقابته أو إلى اتحاد الكتاب أو إلى المجلس الأعلى للثقافة . ثالثا : حق الفنان أو الأديب فى الأداء العلنى ، والفنان هو المؤلف ، المؤدى ممثلا أو مغنيا أو راقصا للباليه أو للفنون الشعبية ، المخرج ، الملحن ، الموزع ، العازف ، الفنان التشكيلى ورجائى أن تحظى هذه المذكرة بكل العناية والاهتمام. الجدير بالذكر أن حركة الدستور الثقافي وجبهة الابداع المصري ولجنة الدفاع عن حقوق وحريات الفكر والابداع واتحاد الكتاب وعدد كبير من المثقفين والفنانين قد دعوا إلي مقاطعة اللجنة التاسيسية للدستور وذلك بعد أن تم تجاهلهم تماما في الجمعية التأسيسية للدستور، الأولى المنحلة، والثانية المستمرة. الشرقاوي: نحن الذي قاومنا تكميم الأفواه في العهد البائد