اهتمت الصحف الأجنبية بموقف الولاياتالمتحدة من الأوضاع في مصر بعد فوز مرسي بالرئاسة, وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في تقرير بعنوان "الولاياتالمتحدة تعمل خلف الكواليس في مصر.هل هذا نهج حكيم؟"...إن فوز محمد مرسي يزيد من صعوبة وضع إدارة أوباما الذي وجدت نفسها فيه بعد الثورة , وهو ما يوضح سبب صمت الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمسئولين الرسمين من إدارته عن الأحداث في مصر في الأسابيع القليلة الأخيرة. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة تواجه معضلتين مع الأوضاع في مصر, أولهما مع ماضي مرسي الذي يسبب القلاقل حول دعمه للسياسات المناهضة لحقوق المرأة والأقليات الدينية,لا تجد الولاياتالمتحدة طريقة تعبر بها عن قلقها دون أن تبدوا انتقاديه لاختيارات الشعب المصري. وثانيها وهو صعوبة انتقادها الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري في حين أن المجلس العسكري هو الضمان الأخير لمصالح الولاياتالمتحدة والتي تتضمن الحفاظ على السلام مع إسرائيل. يقول بعض المحللين إن الوضع سيبقى حساس لفترة ليست بالقصيرة و إن أي تصريحات من مسئولين أمريكيين حول الأحداث في مصر قد تسبب اشتعال النيران بسهولة وهو ما يوضح سبب تحفظ إدارة اوباما تجاه الأحداث بمصر. وتقول الجريدة إن فوز مرسي مرشح الإخوان المسلمين في أول انتخابات حرة نزيهة في مصر هو اكبر دليل على حجم التحديات التي توجهها الولاياتالمتحدة بسبب التغيير الجذري في بلد مهم مثل مصر. ويقول براين كاتليس باحث مختص بالشرق الأوسط في مركز التطور الأمريكي "إن الولاياتالمتحدة متورطة في مجهود معقد للغاية في محاولة لحماية مصالحها المتعلقة بالأمن في المنطقة و الحفاظ على علاقات جيدة بالجيش وقياديين في المخابرات .. مع إن الرسائل التي ترسلها الولاياتالمتحدة مع تطور الأحداث توحي بأنهم لا يقبلوا التفاوض على دعمهم للتحول الديمقراطي" وأضاف "أنها رقصة معقدة وطويلة سوف تمتد لنهاية هذا العام وأكثر". وتعليقا على تصريحات هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية والتي تصفها الجريدة بأنها لم تكن أكثر من مجرد تعبير عن القلق وتهديدات بالعقاب, يقول واين وايت مسئول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية "يمكننا القول إن هذه التحذيرات الضمنية تأخذ لمستوى آخر على الصعيد الخاص, حيث تبث الإدارة الأمريكية رسائلها لقطاع عريض من المسئولين المصريين الموجودين على الساحة السياسية". ويقول وايت إن من بين أهم الحوارات التي يستطيع إن يتخيلها هما, أولا الحوار الخاص بنصح الجيش بعدم إثارة انتفاضة تزعزع الاستقرار بسبب الإعلان الدستور المكمل الذي أصدره, وثانيهما خاص بتذكير مرسي وجماعة الإخوان انه سيتم مسائلتهم عما وعدوا به من احترام الحكم والنظام الديمقراطي في مصر من اجل كل المصريين. وأضاف وايت إن " أفضل رسالة لكل مشكك في هيكل الحكم الجديد في مصر, هو في الغالب إن تعود مصر لقدر من الحياة الطبيعية على الصعيد السياسي والاقتصادي". ويقول كاتليس من مركز التطور الأمريكي انه يعتقد أن إدارة اوباما كانت حكيمة بخصوص تصريحاتها حول الأوضاع في مصر, وخاصة مع التعاقب السريع للأحداث الجسام . ويقول كاتليس انه لم يتم اتخاذ أي قرارات تمس مصالح الولاياتالمتحدة بعد. وأضاف إن المسئولين في الولاياتالمتحدة ينتظرون حدوث شيء يبرر أي إجراءات يقومون بها". ويعطى وايت مثالا لما قد يحرك الولاياتالمتحدة من الكلام إلى الأفعال هو إعلان المجلس العسكري انه لن يتم عقد انتخابات برلمانية لمدة سنتين لاستبدال البرلمان المنحل بحكم المحكمة .يقول وايت إن هذا ما قد يدفع الولاياتالمتحدة لاتخاذ إجراء مع المجلس العسكري. ويقول بعض المحللين إن هذا السيناريو حيث الولاياتالمتحدة تتخذ إجراءات ردا على قرارات اتخذتها السلطات المصرية بالفعل يؤكد إن الولاياتالمتحدة كانت لابد وان تكون أكثر حزما وإلزامية وهو ما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ترفضه تماما. ويقول اريك تراجر خبير بالشئون المصرية في مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "انه كان ينبغي على الإدارة إن تكون أكثر وضوحا حول ما تتوقعه من تأثير سير الأحداث في مصر على العلاقة المصرية الأمريكية".وقال في مقابلة له عبر التليفون إن" معظم المصريين يعتقدون إن الولاياتالمتحدة خلف كل ما يحدث وما لا يحدث في مصر لذلك كان على إدارة اوباما إن تعلن على الملء ما تتوقعه من قادة مصر الجدد". وأعد موقع فوكس نيوز تقريرا بعنوان "الانتخابات المصرية تغير سياسات الولاياتالمتحدة "..تقول فيه إن انتخاب رئيس إسلامي لمصر ربما يغير السياسات الأمريكية رأسا على عقب ، وأنه ربما تفقد أمريكا ثلاثة عقود من الشراكة مع أقرب حلفائها ، وسيكون على الولاياتالمتحدةالأمريكية التحالف مع الرئيس الذي يمثل التيار الإسلامي القائم على معارضة النظام السابق والذي لا يشترك مع أمريكا في الكثير من أهدافها ، وتقول الجريدة إن السلام المصري مع إسرائيل والقائم منذ 30 عاما في المنطقة أحد تلك الأهداف التي لا يشتركون فيها ، ومع هذا فإن تحالف أمريكا مع الرئيس المصري لن يكون سهلا وسيكون مقرونا بشروط خاصة ، وأشارت الجريدة إلى إن الإدارة الأمريكية قد أطلقت على فوز مرسي في الانتخابات أنه علامة هامة في طريق الانتقال نحو الديمقراطية. ويقول الموقع إن الولاياتالمتحدة تتابع مواقف جماعة الإخوان المسلمين من إسرائيل وحقوق المرأة والحرية الدينية بعين ممتلئة بالشك ,وبالغرم من تحفظها إلا أن إدارة أوباما قد أعربت عن ارتياحها لفوز مرسي دون أن تدخل البلاد في موجة عنف ثانية أو دون حدوث أي انقلاب عسكري وابرز الموقع تصريحات جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي " أننا نتطلع للعمل سويا مع مرسي والحكومة التي سيشكلها ونسعى لإحراز تقدم في المصالح المشتركة بين البلدين وأننا لا نقيم الأشخاص أو الأحزاب المنتخبة بناء على ما تقوم به من أفعال وليس بحسب انتمائها الديني وأضاف إن "التزامنا نحو الثورة التي بدأت في مصر يتعلق بالمساعدة على إتمام عملية التحول الديمقراطي بشفافية" وكان مسئول دبلوماسي أمريكي رفض ذكر اسمه قد صرح لفوكس أن الحكومة الأمريكية على استعداد أن ترسل مسئولا كبيرا إلى القاهرة للقاء مرسي وحكومته بمجرد تشكيلها وأنها على ثقة أن الجيش سوف يسلم السلطة للرئيس الجديد وحكومته ، بينما لم تعلن أي تفاصيل رسمية في هذا الخصوص وتقول الجريدة انه يبدو أن معاهدة السلام هي اكبر مجهول طرح بصعود الإخوان المسلمين للسلطة وغيرهم من الأحزاب الإسلامية في مصر.وتقول الجريدة إن المعاهدة لا تلقى استحسان معظم الشعب المصري بالرغم من أنها سبب في تامين المعونة الأمريكية التي تساوى أكثر من بليون دولار أمريكي سنويا.وبدون حاكم مستبد يضمن البقاء على المعاهدة بالقوة فان الوضع سيكون غير مؤكد. الصحف: الإدارة الأمريكية فضلت الصمت حتى لا تضطر للمواجهة.. وأي تصريحات خاطئة منها قد تشعل الوضع الولاياتالمتحدة متورطة في مجهود معقد لحماية مصالحها المتعلقة بالأمن في المنطقة والحفاظ على علاقات جيدة بالجيش والمخابرات