فور إعلان مرسي رئيسا من قبل اللجنة العليا للانتخابات، نشرت الصحف البريطانية تقارير تناولت دلالة هذا الحدث، وتأثيره على المدى القريب والبعيد. وأشارت "الجارديان" البريطانية أن محمد مرسي الرئيس القادم من المفترض أن يتقلد منصبه بعد أسابيع من الاضطرابات التي عصفت بمصر. وقالت الصحيفة أن فوز مرسي كأول رئيس بعد الثورة وضع حد لأيام التكهنات المحمومة وسط انقسامات متزايدة واستقطاب. وأكدت أن الرئيس الجديد يتولى منصبه بعد أسابيع قليلة مضطربة جعلت الفترة الانتقالية المتألمة في حالة فوضى، وذلك بحل المحكمة الدستورية العليا للبرلمان، وإعلان دستوري صادر عن الجيش يحد كثيرا من صلاحيات رئيس الجمهورية. وقالت "الجارديان" أن مرسي لديه الكثير ليعمله في الأيام القليلة الأولى من توليه منصبه، وتتجاوز مهامه الجنرالات والانقسامات في السياسة المصرية. ونقلت الصحيفة عن مايك حنا زميل في مركز أبحاث مؤسسة القرن قوله "إن رمزية الفوز في الانتخابات الرئاسية خاصة بالنسبة لمرسي، هو إنجاز في حد ذاته" وأضاف أنه بعد أن تتبخر النشوة الأولية سيواجه ظروفا صعبة، شعب متعب ونافد الصبر، والصراع الدائر على السلطة السياسية" وقال حنا معلقا على البيئة السياسية التي سيعمل فيها الرئيس القادم – وقد شهدت صلاحيات تنفيذية واسعة للعسكر وحق احتجاز المدنيين – ستجعل من المستحيل أن تأتي "بإدارة ذات توجه أو إصلاح" وأضاف أن التحولات الانتخابية التي شهدناها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية هي إشارة إلى أن صبر الناخبين وولاءهم غير محدود للغاية" ورأت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن مصر بعد فوز مرشح الإخوان محمد مرسي تستقبل عصرا استثنائيا "حكومة التعايش". واعتبرت الصحيفة أن النتيجة إنجاز عظيم للإسلاميين، الذين ظهروا بعد عقود من الاضطهاد للاستيلاء على موقع لا يمكن تعويضه على ما يبدو في الحياة السياسية بعد الإطاحة بمبارك، وكانوا يسيطرون قبل شهر من الانتخابات على أول برلمان منتخب بحرية. وقالت الصحيفة أنه على الإخوان أن تقرر إلى أي مدى سوف تضغط لتسلم السلطة كاملة وإرجاعها إلى مكتب الرئيس. وترجح "الديلي تليجراف" أن يحتفظ مرسي في المدى القريب بحقه في تعيين رئيس الوزراء ومجلس الوزراء وستحتفظ بسلطة كبيرة على السياسة الداخلية، بينما الجيش يوجه الأمن والدفاع والسياسة الخارجية، واعتبرت الصحيفة أن هذا يعتبر أسوأ سيناريو لليبراليين المدنيين الذين يخشون من تزايد أسلمة المجتمع، مع وجود القمع العسكري والبوليسي للاحتجاجات. وفيما يتعلق بالقضايا الخارجية سيكون السيد مرسي رئيسا لمجلس الدفاع الوطني- وسوف تتخذ القرارات بأغلبية الأصوات، وقد صدر مرسوم من المجلس العسكري أن القادة العسكريين سيكون لهم 11 عضو من أعضاء المجلس ال16. ويعني هذا أنه من المرجح أنه لن يتغير أي شيء في سياسة تعاون العسكر مع أمريكا وكذلك في معاهدة السلام مع إسرائيل. ورأت صحيفة "فايننشيال تايمز" أن انتصار محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية يمثل نقطة تحول لمصر والتي يقودها إسلاميون، وكذلك نقطة تحول للمنطقة التي تطالب بوضع حد لحكم النخبة الراسخة، فالمعارضة الإسلامية – وفقا للصحيفة – هي الجماعات الأكثر تنظيما واستعدادا للاستفادة من الانفتاح الديمقراطي، مثل تونس وليبيا التي من المتوقع للإسلاميين الأداء في انتخاباتها بقوة. وأشارت الصحيفة إلى أن فوز مرسي بفارق ضئيل على شفيق يشير إلى عمق الانقسامات في مجتمع خرج توا من الديكتاتورية له تقاليد غير ديمقراطية تقريبا. واعتبرت الصحيفة أن فوز السيد مرسي يضع حدا لاحتكار الجيش للممارسات السياسية منذ عدة عقود، ولكنه في ذات الوقت لن يسيطر منفردا على مصير البلاد. تليجراف: مرسي سيحتفظ بسلطته في السياسة الداخلية وتعيين الحكومة والجيش سيدير القضايا الخارجية والأمن القومي فايننشيال تايمز : فوز مرسي يضع حدا لاحتكار الجيش ممارسة السياسة منذ عقود باحث للجارديان : بعد النشوة الأولية للفوز سيواجه مرسي ظروفا صعبة شعب متعب ونافد الصبر وصراع حاد على السلطة