رصدت صحيفة فايننشال تايمز فى تقرير لها تحت بعنوان " المثل الثورية العليا تتلاشى فى الوقت الذى تنتخب فيه مصر " حالة الاحباط والسأم التى يعانى منها المصريين وكيف ان هذه الحالة سوف تدفع كثيرين لانتخاب السيد احمد شفيق فى جولة الاعادة للانتخبات الرئاسية. فيشير التقرير إلى صاحب متجر كان قد أيد الثورة التي أطاحت بحسني مبارك العام الماضي . ولكن التغير السياسي لم يجلب له أي قطعة خبز أو لحم إضافية على طاولته . لذلك في الانتخابات الرئاسية، هو يعتزم التصويت لصالح -- الذى يتم وصفه بالثورة المضادة -- أحمد شفيق، وزير الطيران المدنى السابق الذي وعد بتطبيق القانون والنظام وعودة الازدهار المتصور في السنوات الأخيرة من حكم السيد مبارك . يقول محمد طه، صاحب محل لبيع السلع المنزلية في وسط القاهرة، "قبل الثورة، كان يعمل لدي 5 أشخاص. الان يوجد واحد فقط"، وأضاف: "من قبل، كنت ترى أزواج شابة يمرون على متجري فى وقت متأخر من الليل مع أطفالهما الآن الشوارع الفارغة" . وتشير الصحيفة إلى أن التصويت لصالح شفيق نابع من غايات مختلفة، فالبعض سيصوت لصالح شفيق لأنه أحد قياديي نظام المخلوع مبارك. والبعض الآخر سيصوت لصالح شفيق لأنه ضد محمد مرسي، السياسى الإسلامى وأحد قادة جماعة الإخوان الإسلاميين . لكن بالنسبة لبعض المصريين، يعتبر التصويت لصالح شفيق نتيجة الضجر ورد فعل ضد الوضع الراهن، فهم يتحدثون عن انتشار الجريمة وعمليات السطو على البنوك والسرقة والاشتباكات العنيفة شبه اليومية بين الشباب والشرطة وتراجع سوق الأسهم وابتعاد السياح الأجانب والمستثمرين عن مصر. ويمكن أن تكون هذه الفئة من المصوتين حاسمة حين يتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع . ونقلت الصحيفة عن وائل نوارة ، المحلل السياسي وأحد مؤسسي حزب الغد، قوله إن "كثير من المصريين لا يحبذون راديكالية الثورة المصرية"، وأضاف: "إنهم أرادوا الثورة التي كانت سلمية والتي أخذت اتجاها منظما. هم يختاروا شفيق كرسالة للثورة". ويقول التقرير أن استطلاعات الرأي العام في مصر أحيانا يتم النظر فيها من قبل السلطات، وأثبتت في كثير من الأحيان أنه لا يمكن الاعتماد عليها. ومع ذلك، ففي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أثبتت تأييد 65 % من الناخبين للمرشحين المؤيدين للثورة. لذلك معظم المحللين يقولون إن محمد مرسى، مع موقفه المؤيد للثورة والدعم من الآلة السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، قد يبدو على الارجح أنه المفضل. ويضيف التقرير أنه حتى الآن، وخلال محادثات مع مصريين من مختلف المستويات الاقتصادية، فإن العديد من أولئك الذين يقولون انهم يعتزمون التصويت لصالح شفيق يصرون على أنهم أيدوا الثورة وليس لديهم مشكلة مع الإسلام السياسي، حيث أن أعداد كبيرة كانت قد صوتت لصالح اما لحزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين وإما لحزب النور السلفى في الانتخابات البرلمانية العام الماضي. لكن هؤلاء الناخبون يميلون الى كونهم يعملون في القطاع الخاص صغير النطاق أو أصحاب متاجر صغيرة وشركات مستقلة . كذلك الكثيرون فى مصر، الذين كانوا يعملون فى صناعة السياحة المربحة خلال عهد مبارك، ووجدوا أوضاعهم تتدهور. ويشير التقرير الى انه حتى في الاوساط الفقيرة المتدينة التي ينبغي أن تكون متوافقة طبيعي مع الأعمال الخيرية التي تقدمها جماعة الإخوان المسلمين، هناك سخط من الاتجاه الذى اتجهت البلاد إليه بعد الثورة. ونقلت عن وفاء حسنين ( 47 عاما )، وهى امرأة تبيع الخبز على الرصيف وستقوم بالتصويت لصالح شفيق ، "إن الثورة كانت عظيمة في الأيام ال 18الأولى"، واضافت "لكنها لم تعد كذلك، الآن هى مجرد فوضى" . فقبل الثورة هى كانت تكسب حوالى ما يصل إلى 10 دولارات في اليوم، الآن هي تصبح محظوظة لو جمعت 4 دولارات . Comment *