أكدت إيران، اليوم الثلاثاء، أنها لن تتخلى عن حقوقها ولا تخشى العقوبات النفطية، وذلك عشية استئناف المفاوضات النووية مع بلدان مجموعة 5+1 السبت في اسطنبول، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”. وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان “كل من يريد المس بحقوق الشعب الايراني، سنوقفه عند حده ونوجه إليه صفعة تجعله عاجزا عن سلوك الطريق للعودة الى منزله”. وكرر المسؤولون الايرانيون في الايام الاخيرة انهم لن يقبلوا باي شرط مسبق لاستئناف المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا). وتقول وسائل الاعلام الأمريكية ان البلدان الغربية ستطلب من ايران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 40% واغلاق موقع فوردو والذي تصعب مهاجمته عسكريا والموافقة على تكثيف عمليات تفتيش مواقعها النووية. وقد استبعد رئيس البرنامج النووي الايراني فريدون عباسي دواني الاحد اغلاق موقع فوردو واكد ان ايران لا تنوي تخصيب اليورانيوم الى ما لانهاية. وقال في تصريحات نشرتها الصحف اليوم الثلاثاء “سننتج ونخزن اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة بالكمية اللازمة لسنوات من الوقود لمفاعل الابحاث في طهران لمفاعل جديد للابحاث لانتاج نظائر مشعة”. وأضاف “من غير المقرر ان نواصل التخصيب بنسبة عشرين بالمئة لفترة طويلة، عندما نحصل على الوقود اللازم سنخفض الانتاج، ويمكن ان نستبدله بانتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 بالمئة” في موقعي فوردو ونطنز. وأعرب البيت الابيض عن امله الاحد في ان تتخذ ايران “تدابير ملموسة” لاقناع محاوريها بأنها لا تنوي تطوير سلاح نووي. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني ان بلاده “تعرف تمام المعرفة ما يتعين على ايران القيام به لتأدية واجباتها الدولية وطمأنة المجموعة الدولية الى انها لا تسعى الى حيازة السلاح النووي. هنا صلب المشكلة”. وتشتبه بلدان غربية في سعي ايران عبر برنامجها لتخصيب اليورانيوم الى حيازة السلاح النووي، الا ان ايران تؤكد ان برنامجها يقتصر على اهداف مدنية. وقال الرئيس الايراني من جهة اخرى ان العقوبات النفطية الجديدة التي قررتها الولاياتالمتحدة وبلدان الاتحاد الاوروبي لتجفيف موارد تمويل برنامجها النووي لن تؤتي نتيجة. واكد احمدي نجاد ان “احتياطاتنا من الذهب والعملات الاجنبية لا مثيل لها في التاريخ ... لدينا احتياطات من العملات الاجنبية تمكننا من ان ندير شؤون البلاد حتى لو لم نتمكن من بيع برميل واحد من النفط طوال سنتين او ثلاث سنوات”. من جهة اخرى، نقل موقع شانا الالكتروني التابع لوزارة النفط الايرانية عن وزير النفط رستم قاسمي قوله الثلاثاء ان ايران التي تخضع لحظر نفطي تدريجي من الاتحاد الاوروبي، لن تصدر بعد اليوم النفط الى اليونان. وقال قاسمي ان “ايران في الوقت الراهن لا تبيع النفط الى اليونان”. لكن الوزير الايراني اكد ان “ايران لن تواجه اي مشكلة لبيع نفطها ومشتقاتها النفطية”. وتنتج ايران التي تحتل المرتبة الثانية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) حوالى 3,5 ملايين برميل من النفط يوميا وتصدر حوالى 2,5 مليونا. وقد بلغ متوسط ما كانت تصدره ايران مئة الف برميل من النفط يوميا الى اليونان اي ثلث ما يستورده هذا البلد. واكد مسؤول في وزارة الطاقة اليونانية الاسبوع الماضي ان اليونان تبحث عن “مصادر بديلة” للنفط الايراني جراء الحظر الذي تفرضه بلدان الاتحاد الاوروبي على طهران والذي سيدخل حيز التنفيذ مبدئيا ابتداء من الاول من يوليو. وتعد ايطاليا (180 الف برميل يوميا) واسبانيا (160 الف برميل يوميا) من كبرى البلدان المستوردة للنفط الايراني ايضا. وصدرت طهران في 2011 حوالى 450 الف برميل يوميا كان 18% منها الى الاتحاد الاوروبي. وقررت طهران في منتصف فبراير وقف مبيعاتها من النفط الى فرنسا وبريطانيا اللتين كانت مشترواتهما ضئيلة. وقررت بلدان الاتحاد الاوروبي في 24 يناير فرض حظر نفطي تدريجي غير مسبوق على ايران وعقوبات على مصرفها المركزي، لتجفيف مصادر تمويل برنامجها النووي المثير للخلاف. واعلنت الولاياتالمتحدة في 20 مارس انها ستستثني 11 بلدا منها اليونان وتسعة بلدان اوروبية اخرى واليابان، من العقوبات التي تفرضها على البلدان التي لا تخفض بشكل كبير ما تستورده من النفط الايراني. وتستمر فترة هذا الاستثناء 180 يوما.