* الملك عبد الله: الإحباط من السياسات الإسرائيلية وصل ذروته في كل أنحاء المنطقة وسط تساؤلات عما إذاالسلام مع إسرائيل أمر ذو معنى * العاهل الأردني: سوريا هي أكبر علامة استفهام حاليا والمؤكد هو أن الأزمة تضع أعباء ومسؤوليات جديدة على تركيا والأردن ترجمة- شيماء محمد: قال العاهل الأردني الملك عبد الله إن “الانتفاضات العربية قد زادت بوضوح عزلة إسرائيل، كما جاء واضحا في اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة العام الماضي “. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الملك الأردني في مقابلة مع مجلة السياسة التركية (TPQ) التى تصدر كل ثلاثة شهور، تم سؤال الملك عبدالله عما إذا كان لتدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل تأثير على محادثات السلام مع الفلسطينيين. وأشار عبدالله إلى أنه “منذ سنوات قليلة، أخبرنى الرئيس كلينتون أن الإسرائيليين لن يتفاوضوا إلا من موقع قوة، وموقع القوة ليس هو الموقع الذين هم فيه الآن، حيث تفيد التقارير أنهم على خلاف مع الولاياتالمتحدة بشأن إيران، وتضررت علاقاتها مع تركيا، وتواجه استياء شعبي متزايد وعزلة متزايدة من جيرانها العرب، بما في ذلك المعتدلين منهم”. وأشار الملك إلى أن إسرائيل لديها خيار في هذه المسألة: “فيمكن أن ترى في المنطقة التى تتغير سببا مقنعا للانخراط جديا في مفاوضات سلام جادة من أجل حل كل قضايا الوضع النهائي وتحقيق حل الدولتين، أو يمكنها أن تستمر فى موقفها الرافض بحجتها الكاذبة التى تقول إن التغير الإقليمي يحول دون إجراء مفاوضات السلام، التي يمكن أن تترتب عليها آثار خطيرة بالنسبة لإسرائيل ومكانتها في المستقبل فى المنطقة ما بعد الربيع العرب”. وعندما تم الطلب منه التعليق على مدى التقدم في المفاوضات، تحدث الملك عبدالله بلهجة متشائمة، وقال إن “حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين هو مصلحة وطنية بالنسبة للأردن، وفي مصلحة المنطقة بأسرها والعالم. الأردن لم تدخر أبدا أي جهد لتحقيق السلام وستستمر دائما فى العمل من أجل التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي”، وأضاف “بالنسبة لنا، كان السلام ولا يزال خيارا استراتيجيا، لكن الإحباط الشعبي من السياسات الإسرائيلية وصل إلى ذروته في جميع أنحاء المنطقة، وحتى الأحزاب والجماعات المعتدلة تقليديا بدأت تتساءل عما إذا كان السعي أو الحفاظ على السلام مع إسرائيل أمر ذو معنى” وفي إشارة إلى تصعيد الوضع في سوريا المجاورة، قال عبد الله لصحيفة السياسة التركية (TPQ) أن “سوريا هي أكبر علامة أستفهام مطروحة في الوقت الراهن. ومن المستحيل التنبؤ بكيف سيتطور الوضع فى سوريا وتقييم بشكل كامل وشامل لانعكاسات هذا الوضع على إيران وحزب الله وحماس والعراق وجميع اللاعبين والبلدان الأخرى في الشرق الأوسط”، وأضاف أن “الشيء الوحيد المؤكد هو أن الأزمة السورية تضع أعباء ومسئوليات جديدة على جيرانها تركيا والأردن، حيث بدأت تلوح في الأفق احتمالات حدوث حالات طوارئ إنسانية”. وردا على سؤال حول الأزمة المتفاقمة بين إيران والغرب، قال العاهل الأردنى إن “إحياء عملية السلام هو المفتاح لنزع فتيل أي مواجهة فى الحاضر أو المستقبل مع إيران. نحن بحاجة إلى تحويل التركيز مرة أخرى على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي . هذا الصراع الذى لم يتم حله يقدم نفطة حشد لأية جهة ترغب في الحصول على الدعم العاطفي لأكثر من مليار مسلم حول العالم”. كما قال أن “الأردن، من جانبنا، لا تزال ثابتة على موقفها أنه في حين أن إيران يجب أن تظهر إرادة حقيقية للوفاء بالتزاماتها الدولية، فان أي عمل عسكري ضد إيران سيؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيكون له انعكاسات سلبية إلى حد كبير بالنسبة للولايات المتحدة، وأوروبا، وإسرائيل. والمنطقة لا تحتاج أى أزمة أخرى في هذه المرحلة”. وعلق الملك في اجتماع له فى يناير مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، حيث هذا الاجتماع أنهى فترة طويلة من الخلاف بين الحزب الإسلامي وبين المملكة الاردنية. فقال الملك عبدالله أن “هذا الاجتماع كان في إطار الدعم الأردني لجهود السلام والمصالحة الفلسطينية، والجهود التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني”، مضيفا أنه أكد على موقف الأردن فى أن “المطلوب من أوروبا والولاياتالمتحدة في هذه المرحلة هو الحكم على الحكومات الجديدة الناشئة بنفس المعايير التي سيتم الحكم بها من قبل ناخبيهم وهى: القدرة على تحقيق الاستقرار والأمن والإصلاحات الديمقراطية، والحقوق المدنية، وفرص العمل، والنمو الاقتصادي”.