رحل عالم الفيزياء البريطاني، ستيفن هوكينج، اليوم، لكنه سيظل رمزا لأسطورة قاومت المرض والمستحيل، ورقصت مع الحياة بعزيمة وإصرار، بروح من الدعابة والأمل ألهمت ملايين البشر حول العالم. عالم الفيزياء ستيفن هوكينج، الذي رحل عن عمر يناهز السادسة والسبعين، كان يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري الحركي، لكنه أصبح واحدا من أكثر علماء عصره شهرة، وحظي باحترام واسع على المستوى المهني والإنساني. وأصبح هوكينج بمثابة سفير شعبي للعلوم، إذ كان حريصا أن يصل الإنسان العادي إلى نتائج أبحاثه، ولم يكن منعزلا بين أبحاثه ودراساته، لكن له مواقف سياسية تعكس انحيازاته للإنسانية والحقوق؛ أبرزها إعلان مقاطعته إسرائيل لممارستها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني. وتميز هوكينج بالعمل والنشاط في الأعمال الاجتماعية والدعوة للسلم والسلام العالمي، وشارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق، وأصيب في عام 1963، بالمرض العصبي الحركي، وحينها توقع الأطباء أنه سيعيش سنتين فقط، وفقد بمرور الوقت القدرة على الحركة تماما والكلام بشكل تدريجي. ولد ستيفن إدوارد هوكينج في أكسفورد في الثامن من يناير عام 1942، كان والده، أخصائي الأحياء المتقاعد، انتقل مع زوجته للإقامة فيها من لندن هربا من الغارات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، ونشأ هوكينج في لندن ومنطقة سانت ألبانز، وبعدما حصل على درجة أكاديمية في الفيزياء من أكسفورد، انتقل إلى كامبردج لإكمال دراسته في علم الكونيات. هوكينج له العديد من المواقف السياسية المشرفة؛ حيث شارك في مارس 1968 في مظاهرات احتجاجا على حرب فيتنام، وكان مؤيدا لحزب العمال البريطاني وحقوق المهمشين والفقراء، ووصف غزو العراق عام 2003 ب"جريمة حرب"، وقاطع مؤتمر في إسرائيل عام 2013 بسبب مخاوفه بشأن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. كما شارك هوكينج بحملة لنزع السلاح النووي، ودعم أبحاث الخلايا الجذعية، وطالب بتوفير الرعاية الصحية الشاملة لجميع البشر في أنحاء العالم، وفي عام 2004، كان واحد من ال200 موقعين على رسالة معارضة استقلال اسكتلندا في الفترة التي سبقت استفتاء شهر سبتمبر بشأن هذه المسألة. وحصد هوكينج على العديد من الجوائز العالمية؛ منها وسام هيوز للجمعية الملكية عام 1976، وقلادة ألبرت أينشتاين 1979، ووسام الإمبراطورية البريطانية (القائد) 1982، والميدالية الذهبية للجمعية الفلكية الملكية 1985، وعضوية الأكاديمية البابوية للعلوم 1986، وجائزة وولف في الفيزياء 1988، وجائزة أمير أستورياس في كونكورد 1989.