تجري الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا جديدًا في ملف فساد، قد يكون الأخطر من نوعه على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث تشير نتائج هذا التحقيق إلى بداية نهاية حياته السياسية، خاصة بعد أن استجوبت الشرطة الإسرائيلية أمس الجمعة نتنياهو للمرة الأولي في قضية فساد تتعلق بشركة بيزك للاتصالات، المعروفة باسم الملف 4000، حيث تلاحقه شبهات حول عقد صفقات وتقديم امتيازات ضخمة لصالح الشركة منذ أن كان يشغل منصب وزير الاتصالات. وخضع بنيامين نتنياهو وزوجته سارة للتحقيقات التي تتعلق بعلاقتهما بالمساهم الرئيسي في شركة "بيزك" العملاقة شاؤول إيلوفيتش، ويتهم فيها نتنياهو بتقديم امتيازات وتسهيلات لشركة "بيزك" مقابل تغطية إيجابية ومؤيدة له ولعائلته علي موقع "واللا" الشهير بإسرائيل والذي يمتلكه شاؤول. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة تستجوب حاليًّا شاؤول إيلوفيتش، إلى جانب نير هيفيتز المتحدث السابق باسم نتنياهو، والاثنان محتجزان، وينفيان ارتكاب أي مخالفة. من جانبه لوح الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، بضرورة رحيل نتنياهو إذا وجهت إليه رسميًّا تهم بالفساد، وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن تعليق الرئيس جاء في إشارة واضحة إلى التصريحات التي أدلى بها نتنياهو عام 2008 حين أجبر رئيس الوزراء آنذاك أيهود أولمرت على الاستقالة بعد اتهامه في قضايا فساد. قضايا فساد نتنياهو بجانب قضية الملف 4000 هناك قضايا أخرى متعلقة بتهم بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة يتهم فيها نتنياهو، منها قضية الهدايا والرشوة، التي تسمي بالملف 1000، ويتهم فيها هو وعائلته؛ بسبب ما قيل عن تلقيهم هدايا ثمينة جدًّا من كبار أثرياء العالم، مثل نوع معين من السيجار والشمبانيا باهظة الثمن ومجوهرات لزوجته. ومن بين هؤلاء الأثرياء منتج هوليوود المعروف عالميًّا أرنون ميلشان، وكذلك رجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها إن نتنياهو استلم من ميلشان هدايا تتجاوز قيمتها 208 ألف دولار، و من باكر أكثر من 112 ألف دولار، وفي المقابل حصل ميلشان من نتنياهو على إعفاءات ضريبية إسرائيلية وتأشيرات الدخول إلى الولاياتالمتحدة. قضيةالتسريبات والمعروفة بالملف 2000 تتعلق بمحادثات سرية تسربت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، جرت بين نتنياهو، وأرنون نوني موزيس، صاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والتي تنتقد بشكل دوري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتقول الشرطة إن الرجلين بحثا تقييد انتشار صحيفة "هايوم" المنافسة التي يملكها الملياردير اليهودي الأمريكي شيلدون أديلسون، من خلال تشريعات وطرق أخرى مقابل تخفيف لهجة أحرونوت ضد نتنياهو. وهناك قضية الغواصات أو الملف 3000، وتتعلق بصفقة شراء غواصات ألمانية وزوارق هجومية بلغت تكلفتها مئات الملايين من الدولارات، وتم التعاقد على هذه المشتريات خلال فترة رئاسة نتنياهو للحكومة، حيث قال النائب العام إن نتنياهو ليس هدفًا للتحقيق في هذه القضية، ولكن تم استجواب الكثيرين من دائرته الداخلية، وبعضهم من المشتبه فيهم.